تاريخ العرب الأدبي والفني قبل الإسلام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. من الضروري لتتضح معالم هذه المادة أن نلقي الضوء على هذه الكلمات: الأدب – العربي – العصر الجاهلي؛ فنقول -وبالله التوفيق:
“الأدب” لغةً:
تدل كلمة “الأدب” في لغة العرب على عدة معانٍ:
– منها: الدعوة إلى الطعام.
– ومنها الخُلقُ والسلوك، فيقال: أدب الطريق، وأدب طلب العلم، وأدب الطعام، وهكذا.
“الأدب” اصطلاحًا:
لكن هذه المعاني اللغوية تطورت؛ لتدل كلمة الأدب فيما بعد على الكلام البليغ المؤثر الذي يعبر به قائله عن مشاعره، ويصور به موقفه من الحياة، كما يصور به مشاهد الطبيعة، ومظاهر الكون. ولا بد أن يكون هذا الكلام بأسلوبٍ خاصٍّ يؤثر في قارئه وفي سامعه. والأدب ينقسم إلى نوعين، هما: النثر، والشعر.
فإذا كان التعبير الجميل الذي يصور العواطف والمشاعر، ويصف الحياة، مرسلًا، غيرَ مقيد بنظام موسيقي أو نظام إيقاعي معين؛ فهو النثر.
وإذا كان هذا الكلام الجميل المؤثر ملتزمًا بنظامٍ إيقاعي معين فهو الشعر. وأساس هذا النظام الإيقاعي في شعر العرب هو: الوزن والقافية.
وإذا أطلقت كلمة “الأدب” فإن الذهن ينصرف إلى المعنى الاصطلاحي الذي تدل عليه هذه الكلمة -أعني: الكلام الجميل المؤثر الذي يصور به الأديب مشاعره وأفكاره، ويصف به الحياة، ومظاهر الكون- فالأدب الذي نقصده هو: كلام العرب الذي أُثِرَ عنهم الذي يصور الحياة، ويصور الطبيعة، ويُعبر عن أنفس قائليه، ويصور مشاعرهم وعواطفهم بأسلوبٍ جميلٍ يؤثر في قارئه أو سامعه.
أما “العرب”: فتدل كلمة “العرب” على الأمة التي كانت تعيش في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا في الزمن القديم، وهذا الجزء يُطلق عليه شبه الجزيرة العربية؛ وسمي كذلك لأن مياه البحر الأحمر والخليج العربي تحيط به من ثلاث جهات، وهذا الجزء يشمل الآن عدة دول في العالم الحديث: هي اليمن، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، وعمان، وقطر، والبحرين، والكويت.