Top
Image Alt

تحسُّس العير نواحي الشام

  /  تحسُّس العير نواحي الشام

تحسُّس العير نواحي الشام

وكانت هذه الغزوة قد ندب النبي صلى الله عليه  وسلم لها المسلمين لما علم برجوع أبي سفيان من الشام بالقافلة التي أفلت بها من ملاحقة المسلمين في غزوة “العسيرة” أو العشيرة التي خرج النبي صلى الله عليه  وسلم لها في شهر جمادى الأولى، وهي صاعدة من مكة إلى الشام.

وكان أبو سفيان قد أفلت بهذه القافلة فلم يدركه النبي صلى الله عليه  وسلم فعاد إلى المدينة بعد أن وادع بني مدلج وأقام معهم فترة ختم فيها جمادى الأولى وأيامًا من جمادى الثانية، ثم عاد إلى المدينة صلى الله عليه  وسلم وكان يترقب هذه القافلة حين عودتها، وترصد لها حتى في نواحي الشام، فإنه صلى الله عليه  وسلم قبل خروجه لهذه الغزوة في الثاني عشر من شهر رمضان كان قد بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد نواحي الحوراء فيما يقارب الشام، ونزل على كثير بن مالك الجهني الذي أحسن مقامهما عنده، وكتم على أمرهما، وأنزلهما في خباء على شرف من الأرض مرتفع منهما، حتى جاءت قافلة أبي سفيان، فرآها الرجلان، فلما مضت القافلة بعد أن سأل أبو سفيان ومن معه كثيرًا هذا: هل رأى أحدًا من عيون محمدٍ صلى الله عليه  وسلم؟ فقال الرجل مستنكرًا: وأنّا عيون محمدٍ بالنخبار؟! أي: في مكان نزول هذه القبيلة؟ فلما مضت القافلة خرج كثير بالرجلين حتى أوردهما ذا المروة.

ورجع الرجلان إلى المدينة فوجدا النبي صلى الله عليه  وسلم قد خرج للقاء العير، ولعل النبي صلى الله عليه  وسلم جاءته الأخبار سريعة،  وقد ندب عليه السلام هذه القافلة للمسلمين، فقال عليه السلام: ((هذه عير قريش أقبلت فمَنْ كان ظهره حاضرًا فليركب معنا لعل الله أن ينفلكموها)).

خرج النبي صلى الله عليه  وسلم مع أصحابه، وعلى نحو ميل من المدينة في مكان السقيا استعرض النبي صلى الله عليه  وسلم الرجال معه، فأجاز من يطيق أمر القتال، ورد من استصغره من المسلمين، وبعد أن استعرض النبي صلى الله عليه  وسلم الرجال معه، أمرهم أن يتعادواحتى يعرف عددهم، فعرف بأنهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، فسر النبي – صلى الله عليه  وسلم وتفاءل خيرًا؛ لأن هذه كانت عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر معه، فنصرهم الله عز وجل على جالوت وجنوده.

ولما مضى النبي صلى الله عليه  وسلم في مسيره حتى وصل واديًا يسمى الصفراء قريبًا من ينبع، بعث صلى الله عليه  وسلم  بسبس بن عمرٍ، وعديًّا بن أبي الزغباب  نواحي بدر ليتعرفا أمر القافلة، فمضى الرجلان لمهمتهما، وجاوز النبي صلى الله عليه  وسلم الصفراء، ولم يمض بعيدًا حتى جاءه خبر خروج قريش بعد أن وصلها النذير -الذي بعثه أبو سفيان- لقريش حتى يهبوا لحماية قافلتهم.

error: النص محمي !!