تخفيف “كأنَّ” و”لكنَّ”
تُخفّف “كأنّ”، فيبقى عملُها، استصحابًًا للأصل؛ لكن يجوز ثُبوتُ اسمِها، وإفرادُ خبرها، كقول الشاعر:
كأنْ وَرِيدَيْهِ رِشاءٌ خُلُبْ | * | …. …. …. ….. |
فـ “وريديه”: اسم “كأَنْ”، و”رِشَاءٌ”: خبرها، وقول الشاعر:
وَيَوْمًًَا تُوافِينَا بِوْجهٍ مُقَسَّمِ | * | كَأَنْ ظَبيةٌ تَعْطُو إلى وارَقِ السَّلَمْ |
يُروى برفْع “ظبيةٌ”، على أنها: خبر “كأنْ”. واسمها محذوف. والتقدير: كأنها ظبيةٌ.
ويروى بالنصب: “ظبيةً”، على أنها: اسم “كأنْ”. والخبر محذوف. والتقدير: كأن مكانُها ظبيةً.
ويروى بالجر: “ظبيةٍ”، على أنّ الأصل: كظبيةٍ، وزِيدَ “أَنْ” بينهما، أي: بين الكاف ومجرورها.
وإذا أُضيف الاسم، وكان الخبرُ جملةً اسمية، لم تحتج لفاصل، كقول الشاعر:
ووَجْهٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ | * | كأنْ ثَدْياهُ حُقَّانِ |
فـ (ثدْياه حُقَّان): مبتدأ وخبر، في موضع رفع: خبر “كأنْ”. واسمها: ضميرُ شأنٍ محذوف أي: كأنْهُ.
وإن كانت الجملة فعليةً، فُصِلَتْ بـ”لَمْ” في المضارع المنفِي، أو “قد” في الماضي المثبت. فاللأوّل نحو قوله تعالى: {كَأَن لّمْ تَغْنَ بِالأمْسِ} [يونس: 24].
والثاني نحو قول الشاعر:
لا يَهُولَنَّكَ اصْطِلاءُ لَظَى الحَرْبِ | * | فَمَحْذُوُرُهَا كَأَنْ قد أَلَمَّا |
ففصل بـ”قد” بين “كأن” و”أَلَمَّا”.
مسألةُ:تُخفَّف “لكنّ”، فتُهمَلُ وجوبًًا، لزوال اختصاصها بالجملة الاسمية. ومثالها: قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـَكِنّ اللّهَ قَتَلَهُمْ} [الأنفال: 17]، في قراءة تخفيف {وَلَـَكِنّ} وعن يونس والأخفش جواز الإعمال قياسًًا على (أنْ)، ولم يُسمع من العرب.