Top
Image Alt

ترجمة ابن حجر

  /  ترجمة ابن حجر

ترجمة ابن حجر

اسمه: أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر الكتاني العسقلاني الأصل، وصل إلى مرتبة الحافظ، فكان لقبه الحافظ ابن حجر.

مولده ونشأته:

وُلِدَ بمصر سنة 773 هجرية ونشأ بها، مات أبوه سنة 777 هجرية -أي: كان عمر ابن حجر عند وفاة أبيه- أربع سنوات، وماتت أمه قبل ذلك، فنشأ يتيم الأبوين، حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين، واستصحبه وصيه نور الدين علي الخروبي إلى الحج سنة 784 هجرية، وجاور معه بمكة فسمع (صحيح البخاري) على سيد الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري، ثم حفظ كتبًا من مختصرات العلوم، ثم حبب إليه النظر في التواريخ ونظر في فنون الأدب، فقال وأنشد الشعر.

رحلاته في طلب العلم:

اجتمع ابنُ حجر بالحافظِ زين الدين العراقي سنة 796 هجرية؛ فلازمه عشرة أعوام وحبب إليه فن الحديث، ثم رحل إلى الإسكندرية، ثم حَجَّ ودخل اليمن، ثم رحل إلى الشام، وسَمِعَ في كثير من بُلدانها.

مكانة ابن حجر العلمية:

لقد فتح الله على ابن حجر؛ فبز الأقران وجمع من العلوم الكثير الكثير ونال شهرة واسعة ومكانة عالية، خاصة في علم الحديث وفنون المصطلح وتواريخ الرجال، ولقد درس هذا العلم الذي مَنَّ الله تعالى به عليه وأفتى الناس، ولم يكتم يومًا علمًا علمه الله إياه، وشَهِدَ له العلماء كافةً في عصره وبعد عصره بسعة الاطلاع والحفظ، وكثرة وجودة التصنيف والتأليف.

مؤلفاته:

لقد ألان الله تعالى العلم لابن حجر كما ألان الحديثَ لداود عليه السلام فكان قلمه سيالًا، كتب الكثير من العلوم النافعة، وبارك الله تعالى له في عمره وفي تأليفه؛ فلولا بركة الله ما كان يسع عمره القراءة فقط لهذه المؤلفات، ناهيك عن التأليف والتمحيص والتدقيق والارتحال، وجمع مادته العلمية، وخاصة في وقت كانت وسائل العلم وأداته غير متوفرة لو قُورنت بما نحن فيه الآن.

وإليك أهم المؤلفات التي ألفها الإمام ابن حجر العسقلاني وشهد لها الناس جميعًا بقيمتها العلمية:

من هذه الكتب كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة) ترجم فيه ابن حجر العسقلاني لما يزيد عن سبعة آلاف ترجمة من تراجم الصحابة، بيَّن فيها ما أمكن من مولد الصحابي، وتاريخ إسلامه، وجهاده في سبيل الله، ومواقفه والتلاميذ الذين تعلموا عليه العلم وأخذوا عنه الحديث، وأخيرًا يذكر أين ومتى توفي هذا الصحابي الذي يترجم له.

ثم ألف (تهذيب التهذيب) وهو كتاب هذَّبَ فيه (تهذيب الكمال) وفيه تراجم الكتب الستة، ذكر ترجمة لكل اسم جاء ذكره في الكتب الستة؛ فذكر اسم الراوي وشيوخه وتلاميذه، وما قيل فيه من جرح أو تعديل، ومولده ووفاته، ثم اختصر (تهذيب التهذيب) في كتاب سماه (تقريب التهذيب) يذكر فيه أولًا اسم الراوي ولقبه أو كنيته، ثم تاريخ وفاته، ثم الطبقة العلمية التي ينتسب إليها.

الكتاب الرابع لابن حجر كتاب (لسان الميزان) وهو أكمل به كتابَ (ميزان الاعتدال) للإمام الذهبي في نقد الرجال.

ثم كان الكتاب الخامس وهو الكتاب العظيم (فتح الباري شرح صحيح البخاري) الذي تناول فيه أحاديث البخاري بالشرح والتدقيق والتمحيص، فشرح الغريب وبين طرق الحديث وأتى بالعجائب في هذا الكتاب الذي قال عنه العلماء في شرح قوله صلى الله عليه  وسلم: ((لا هجرةَ بعد الفتح))، إن هذه الجملة تنسحب على كتاب (فتح الباري شرح صحيح البخاري)؛ فلا حاجةَ للهجرة من أجل العلم, ثم كتاب (نُخبة الفِكر) وهو كتيب صغير في المصطلح، شرحه في كتاب آخر سماه (نزهة النظر شرح نخبة الفكر)، ثم كتاب (الدراية في تخريج أحاديث الهداية).

ثم كتاب (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الوجيز الكبير) وهو تخريج الأحاديث التي وردت في هذا الكتاب للفقه الشافعي.

ثم كتاب (الشاف الكاف في تخريج أحاديث الكشاف)، وهو كتاب خرَّجَ فيه ابن حجر الأحاديث التي رواها الإمام الزمخشري في كتابه المشهور في التفسير المعروف بـ(الكشاف).

وفاتُه:

وبعد حياة حافلة بالعلم والتعليم، ورحلات رائعة من أجل الحديث وجمعه، ومن أجل جمع علوم الحديث، بعد هذا كله لقي ابن حجر العسقلاني ربَّه فتوفي -رحمه الله تعالى- سنة 852 هجرية،  ورضي عنه وأحسن له الجزاء.

error: النص محمي !!