تعريف الاعتبار والمتابعة
أولًا: الاعتبار:
هو أن يأتي المحدِّث إلى حديثٍ لبعض الرواة؛ فيعتبره بروايات غيره من الرواة، وذلك بتتبع طرق الحديث؛ ليعرف هل شاركه في ذلك الحديث راوٍ غيره، فرواه عن شيخه أو لا؟ فإن لم يكن فينظر، هل تابع أحدٌ شيخ شيخه فرواه عمن روى عنه؟ وهكذا إلى آخر الإسناد.
من تعريف الاعتبار يُفهم أنه ليس قسيمًا للمتابعات والشواهد، كما يُفهم ذلك من كلام ابن الصلاح، حيث قال: معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد، لهذا اعترض الحافظ ابن حجر على قول ابن الصلاح؛ فقال -عقب القول السابق-: هذه العبارة توهم أن الاعتبار قسيم للمتابعة والشاهد، وليس كذلك بل الاعتبار هو الهيئة الحاصلة في الكشف عن المتابعة والشاهد، وعلى هذا فكان حق العبارة أن يقول: معرفة الاعتبار للمتابعة والشاهد، والله أعلم.
ثانيًا المتابعة:
المتابعة لغة: تعني الموافقة.
المتابعة اصطلاحًا: تطلق المتابعة في الاصطلاح على الراوي الذي شارك راوٍ آخر في أخذ الحديث بلفظه عن شيخه، أو عمن فوقه من الشيوخ؛ حتى ينتهي إلى أحد الصحابة.