Top
Image Alt

تعريف التدريس، وأهميته، والعوامل الأساسية فيه

  /  تعريف التدريس، وأهميته، والعوامل الأساسية فيه

تعريف التدريس، وأهميته، والعوامل الأساسية فيه

فالتدريس يمكن تعريف بأنه نشاط مقصود يقوم به شخص ما بهدف تعزيز التعلم عند شخص آخر، أو إكسابه لمعلومات أو مهارات أو اتجاهات، حيث يشترط وجود معلم ومتعلم ومحتوى، أما التعليم فهو حدوث تغيير مرغوب فيه لدى المتعلم، ولا يشترط وجود المعلم حيث يمكن التعلم الذاتي بدون معلم، كما يحدث عن طريق التعلم بالمحاكاة والتعلم بالملاحظة وغيره من أنماط التعلم، أما التعلم فهو المحصلة النهائية لعملية التعليم نفسها أي هو نتيجة من نتائج التعليم، أما بيئة التعلم فهي قديما كانت تحدد ببيئة التعلم داخل المدرسة، أما الآن ينظر لبيئة التعلم أنها تلك البيئة التي يتعلم فيها المتعلم أي شيء، سواء كانت هذه البيئة داخل المدرسة أو خارجها. إذًا بيئة التعلم الآن هي المحيط الثقافي والاجتماعي والمادي الذي يؤثر في عملية التعلم.

والتدريس له أهمية كبيرة، فهو الذي يؤدي إلى إحداث هذا التغيير في سلوك الشخص، وإكسابه للمعلومات أو المهارات أو الاتجاهات المرغوبة.

وتتدخل في عملية التدريس أربعة عوامل أساسية:

والعامل الأول فيها: هو خصائص المتعلمين من حيث ما يتمتعون به من قدرات، واستعدادات عقلية ومعرفية وأنماط تفكير ومستوى ذكاء وقدرات وسمات شخصية، إلى غير ذلك من الخصائص النفسية والسيكولوجية.

العامل الثاني: فهو خصائص المنهج من حيث حجم وترتيب ومدى ملاءمة هذا المنهج لحاجات المتعلمين، وتمركز هذا المنهج أيضًا حول حاجات المتعلم.

العامل الثالث: فهو خصائص المعلم من حيث التأهيل الأكاديمي والعلمي المناسب، وخصائصه الشخصية وخبراته وطموحاته، وما يعرفه من معلومات ذات علاقة بالمنهج الذي يقوم بتدريسه، والمحتوى الذي يقوم بتعليمه للطلاب.

العامل الرابع: فهو البيئة التعليمية، وتشير إلى طبيعة الجو السائد داخل الصف وخارجه، من حيث طبيعة النظام السائد من قبل الإدارة التعليمية، وعلاقة المتعلم بالمعلم والأقران ونظام الثواب والعقاب السائد، ويمكن القول تفصيلا: إن عملية التدريس هي عملية تعليمية مقصودة تم الإعداد والتخطيط لها، ولذا فإنها تتكون من عناصر ديناميكية فاعلة تتفاعل مع بعضها البعض، وذلك بهدف إحداث تعلم جيد لدى التلاميذ. ويمكن القول: إن هناك عناصر وأطراف عديدة تشترك في عملية التدريس وتبين أهميته، ومن بين هذه الأطراف المعلم والمتعلم أو التلميذ والأهداف التعليمية الخاصة بموقف التدريس، والمحتوى التعليمي ومصادر التعلم والطرق والاستراتيجيات وبيئة التعلم وطرق وأدوات التقييم.

فالمعلم له خصائص وله تخصص وله دراية وخبرة وله معلومات سابقة، وله قراءات في المجال الذي يقوم بتدريسه، وله مهارات خاصة بتنفيذ الدرس داخل حجرة الدراسة، وله مهارات خاصة بتخطيط الدرس قبل دخول حجرة الدراسة أيضًا، والتلميذ له حاجات واهتمامات وخصائص وانفعالات وتأثر وتأثير بما يقوم بتعلمه، كذلك فإن موقف التعلم أو موقف التدريس له أهداف، ترتبط هذه الأهداف بطبيعة الحال بالدرس وبالمنهج ككل، أما المحتوى التعليمي فهو يشير إلى جزء من أجزاء المنهج الذي تم تخطيطه وإعداده مسبقا، أما مصادر التعلم فهي تلك المصادر المساعدة التي يمكن أن يوظفها المعلم، أو يحيل الطالب إليها سواء داخل بيئة التعلم في الفصل الدراسي وأثناء الحصة، من مصادر سمعية وبصرية ومن أشياء ثابتة ومتحركة.

أما الطرق والاستراتيجيات فهي الأساليب والتكتيكات والفنيات المستخدمة لتعليم الطالب، ولعرض المحتوى له بطريقة يسهل عليه تعلمها، وبيئة التعلم تشير إلى المناخ السائد داخل الفصل الدراسي، من حيث مدى التفاعل ومستوى التفاعل ومن حيث الديمقراطية أو الديكتاتورية في بيئة التعلم، ومن حيث تناسق وانسجام البيئة مع طبيعة المحتوى ومع الظروف ومع الزمان والمكان، أما طرق وأدوات التقييم فهي تشير إلى الأساليب والوسائل، والأدوات المستخدمة لتقييم عملية التدريس بأكملها، وكذلك التعلم فالتدريس هو كل ما يقوم به المعلم من إجراءات وعمليات مع تلاميذه، ليحقق الأهداف المرجوة، وهو عملية تفاعل حيوي بين الأفراد، تتمثل في التفاعل بين المعلمين بعضهم البعض من ناحية، والتلاميذ والمعلمين من ناحية أخرى، وكذلك التلاميذ بعضهم البعض من ناحية ثالثة، فهو مثلث للتفاعل بين المعلمين وبعضهم وبين التلاميذ وبعضهم وبين التلاميذ والمعلمين أيضًا.

وعلى قدر التفاعل بين كل عنصر من هذه العناصر الثلاث تأتي عملية التدريس، ويمكن الحكم عليها في ضوء كم ونوع وجودة هذا التفاعل والارتباط، وتعتبر الأنشطة التي يخططها المعلم مع تلاميذه أهم أشكال هذا التفاعل أثناء التدريس، وهي الوسيلة لتحقيق أهداف الموقف التعليمي، وقد تكون الأنشطة تعليمية يقوم بها المعلم أو تعلمية يقوم بها المتعلم أو النوعين معا، وإذا نظرنا إلى التدريس كنظام متكامل نجد أنه يتكون من ثلاث مكونات رئيسة؛ وهذه المكونات هي: المدخلات والعمليات والمخرجات ويلي ذلك التغذية الراجعة.

فالمدخلات في عملية التدريس تتكون من مجموعة مصادر، تمد النظام بالموارد والمعلومات اللازمة لها بطريقة معينة، وعند تصميم التدريس يجب أن نضع في الاعتبار كل المدخلات التي ستدخل النظام، ومنها المواد التعليمية والأهداف والخبرات والمهارات المتطلبة في الدرس، وخلفيات وخصائص المتعلمين، بالإضافة إلى المعلم بمعلوماته ومهاراته وخبراته، والتي سوف تؤثر على المخرجات المطلوبة، أما العمليات فهي تشتمل على الطرق والأساليب التي يتم بها معالجة مدخلات النظام، سواء من قبل المعلم أو التلاميذ بحيث تأتي بالنتائج التي يراد تحقيقها.

وتنقسم العمليات إلى ما يقوم به المعلم لإحداث التعلم، وما يفعله المتعلم لخلق المعنى مما يقدمه المعلم، أما المخرجات فهي تتمثل في نواتج عملية التدريس في إحداث التعلم بمختلف أشكاله، سواء كانت تغييرات معرفية أو مهارية أو عاطفية أو اجتماعية أو انفعالية أو حركية لدى المتعلمين، ويتمثل ناتج التدريس أو مخرجاته في كل من التحصيل الأكاديمي، أو المعرفي والتحصيل العاطفي أو الشعوري، والتحصيل الاجتماعي المتمثل في العادات والقيم الاجتماعية، والتحصيل السلوكي الحركي الذي ينعكس على اكتساب مهارات معينة، أما التغذية الراجعة -وهي العنصر الرابع- فهي تأتي لتوضح نقاط القوة ونقاط الضعف في هذا النظام، والتي يتم في ضوئها عادة التطوير والتحسين في عملية التدريس.

وإذا تساءلنا بين أنفسنا: هل يمكن تنويع أهداف التدريس؟ فيمكن القول: إن تنويع الأهداف يعني أن يحقق بعض التلاميذ أهدافا معينة ويحقق البعض أهدافا أخرى، وهذا على عكس ما هو مستهدف تماما من عملية التدريس، فينبغي أن يصل جميع المتعلمين أو جميع التلاميذ -مع اعتبار الفروق فيما بينهم في استعداداتهم المعرفية والانفعالية- إلى مستوى واحد وأن يحققوا جميعا أهدافا واحدة، في ظل منهج واحد وأسلوب واحد ومحتوى واحد وموقف تدريسي واحد أيضًا، وبهذا فإنه لا يمكن تنويع الأهداف بل ينبغي فرض وتحديد أهداف تعليمية لكافة المتعلمين في آن واحد.

error: النص محمي !!