Top
Image Alt

تعريف التواصل بواسطة الحاسوب، وسماته، ومجالاته

  /  تعريف التواصل بواسطة الحاسوب، وسماته، ومجالاته

تعريف التواصل بواسطة الحاسوب، وسماته، ومجالاته

قد يتفاعل الإنسان مع الإنسان فيتواصل معه، فالإنسان عضو في مجتمعه لا يعيش منعزلًا، خلقه الله عز وجل متكلمًا ناطقًا، يعيش في مجتمع يتفاعل معه ويتواصل، واستطاع هذا الإنسان أن يفكر في آلة، ومكنها من أن يتعامل معها وتتعامل معه، واستطاع بوساطتها أن ينقل معارفه ومعلوماته إلى طرف آخر، فاستطاع بالحاسوب أن ينقل معارفه ومعلوماته، وأن يوصلها إلى طرف آخر بعد تشفير هذه المعلومات، والمعارف في مرحلتين اثنتين:

الأولى: هي تشفير لغوي، وهو أمر مشترك بين الإنسان والآلة.

الثانية: تشفير رقمي متعلق بالآلة فقط.

لذا؛ نستطيع في بداية الأمر أن نعرف التواصل الآلي: بأنه تبادل معلومات عبر حاسب، أو مجموعة من الحواسيب، والبرامج بواسطة شبكة مترامية الأطراف، أو آليات متعددة الوسائط، أو الأسلاك الإلكترونية.

التواصل الآلي لا يتحدد فقط من خلال مميزات رقمية تتعلق بالكتابة، وإنما يستطيع الإنسان بواسطة الآلة أن يتبادل، وينقل معلومات تحتوي على رسومات، وصور، وصوت.

إذا، التواصل كما يحدث بين الإنسان وأخيه الإنسان، قد يكون التواصل من الإنسان إلى الآلة مباشرة، وقد يكون من إنسان إلى إنسان بواسطة آلة، ثم هدى الإنسان عقله إلى أن يجعل الاتصال يحدث بين الآلة والآلة أيضًا.

أركان هذا التواصل، وعناصره، ويبدأ بالمرسل، ثم المرسل إليه، ثم واسطة، أو قناة توصل بين المرسل والمرسل إليه، ثم يقتضي هذا الأمر التواصلي رسالة تحوي خطابا لغويًّا.

ففي مجال التعليم مثلًا عبر الحاسوب: يكون المرسل أستاذًا، ويكون المرسل إليه طالبًا، والقناة الموصلة بينهما هي الحاسوب، ثم الرسالة التي ستتضمنها عملية الاتصال هي خطاب لغوي في أي شكل من الأشكال، كأن يكون واجبًا مدرسيًّا، أو يكون درسًا تعليميًّا، إلى غير ذلك؛ لذلك فإن التواصل إذا كان يرمي إلى جعل الطالب قادرًا على توظيف معارفه المكتسبة في جل أنشطته التواصلية، فإن هذه المعارف لا يدركها إلا من خلال جهد لغوي يمكن الطالب من أدواته التي سيجاري بها استعمال العربية، وتوظيفها في جميع مواقفه التواصلية بشكل سليم، وفعال.

إذا، الشرط الأول للاتصال: هو وجود مرسل ومستقبل، والمستقبل -كما علمت- هو المرسل إليه، إذا، عملية الاتصال تقضي بوجود هذا الشرط، كما تقضي بشرط آخر يتطلب وجود موضوع، أو حديث ينشئ علاقة بين الطرفين، كما تقتضي هذه العملية الاتصالية وجود شرط ثالث، وهو: افتراض وجود موضوع، أو حديث ينشئ علاقة بين الأخبار والمعلومات.

ويمكن تحديد وظائف الاتصال في أي نظام اجتماعي، وأهم هذه الوظائف الاجتماعية الاتصالية: الإعلام، والتنشئة الاجتماعية، والدوافع، والحوار، والنقاش، والتربية، والنهوض الثقافي، والترفيه، والتكامل.

الإعلام: هو جمع، وتخزين، ومعالجة، ونشر الأنباء، والبيانات، والصور، والحقائق، والرسائل، والآراء، والتعليقات المطلوبة، والبيئة، سواء على المستوى القومي أو الدولي، والتصرف تجاهها عن علم ومعرفة، والوصول إلى وضع يمكن من اتخاذ القرارات السليمة.

التنشئة الاجتماعية: فهي توفير رصيد مشترك من المعرفة، يمكن الناس من أن يكونوا متفاعلين في المجتمع الذي يعيشون فيه، بحيث تكون مشاركتهم نشطة في حياتهم العامة.

الدوافع: إن عملية الاتصال تعزز الأهداف المباشرة والنهائية لكل مجتمع، وتشجع الاختيارات الشخصية، وتقوي أنشطة خاصة للأفراد والجماعات.

الحوار والنقاش: فإنه يقصد بهما في العملية الاتصالية العمل على توفير الحقائق اللازمة وتبادلها؛ لتيسير الاتفاق، أو توضيح وجهات النظر حول القضايا العامة.

التربية: فهي نشر المعرفة على نحو يعزز النمو الثقافي، وتكوين الشخصيات، واكتساب المهارات في مراحل العمر المختلفة.

وأما النهوض الثقافي: فإن الغرض منه في العملية الاتصالية: نشر الأعمال الثقافية والفنية بهدف المحافظة على التراث والتطوير.

الترفيه: فهو إذاعة التمثيليات الروائية، والأعمال الأدبية، والرياضية من خلال العلامات، والرموز، والأصوات، والصور؛ بهدف الترفيه، والإمتاع على الصعيدين الشخصي، والجماعي.

التكامل: فهو توفير الفرص لكل الأشخاص، والمجموعات، والأمم بما يكفل لهم الوصول إلى رسائل متنوعة تحقق حاجتهم إلى التعارف، والتفاهم، والتعرف على ظروف معيشة الآخرين، وتطلعاتهم، ومن العسير فصل المعلومات الإلكترونية عن أجهزة الإعلام والاتصالات السلكية، واللاسلكية.

وأما أشكال الاتصال، فهي متعددة: ما بين الهاتف، والإعلام، والأقمار الاصطناعية، والتلفاز، والحاسوب، والراديو، إلى غير ذلك.

ونظرًا لأن الوسيلة التي نركز عليها، هي الاتصال عن طريق الحاسوب، سنذكر بعض التعريفات لهذه الوسيلة.

فالاتصال عن طريق الحاسوب: عبارة عن عملية اتصال بشرية عبر استخدام الحاسوب، بحيث يجمع بين مجموعة من الناس مع الاحتفاظ بخصوصيتهم، وهو اتصال جذاب، يتكون من وسائط مختلفة، ومتنوعة الغرض؛ وذلك بهدف الوصول إلى غايات معينة.

وهناك تعريف آخر للاتصال عن طريق الحاسوب: وهو عبارة عن عمليات بشرية لخلق نوع من تبادل المعلومات، وملاحظتها، باستخدام ونقل أنظمة حاسوب شبكية، أو غير شبكية، والتي تيسر عملية ترميز الرسائل المرسلة.

وأما بالنسبة للعمليات التي يتضمنها الاتصال عن طريق الحاسوب فهي كالآتي:

أولًا: خلق وتجسيد معاني جديدة عن طريق المراسلات بالبريد الإلكتروني بإرسال موضوعات مختلفة في غرف النقاش الخاصة بالمتصلين.

ثانيًا: نشر الأفكار بطريقة تسلسلية، بحيث ينتقل المتصل من نقطة اتصال إلى نقطة أخرى عبر صيرورة معينة.

ثالثًا: ملاحظة الأفكار المختلفة، والآراء من خلال استخدام وسائط متعددة، منها: النص الكتابي والصوت، والصورة، والفيلم القصير.

رابعًا: المشاركة الفعالة في المنتديات لغرض الاتصال، والذي يبدأ بإبداء الرأي، ومن خلاله نستنتج الهدف، والمعيار السلوكي المطلوب، والأعراف، والتقاليد.

إن الاتصال بواسطة الحاسوب يشجع الدارس، أو المتلقي كي يتجاوز كل منهما التلقي السلبي للمعلومات، وينطلقا في التعلم نحو المشاركة الفعالة.

إن الاتصال الحاسوبي يشجع الدارس كما يثري التفكير الابتكاري، والإبداعي عنده، وينمي مهارات استخدام النواحي العقلية.

إن الاتصال بواسطة الحاسوب ينمي الاعتماد على الذات، وفي الوقت نفسه ينمي العمل الجامعي.

وهناك عوامل مؤثرة على عملية الاتصال عبر الحاسوب أهمها:

أولًا: الحرية والمساواة في المنزلة والمكانة؛ حيث يتحرر الفرد من قيوده، فتكون حريته غير محدودة، وغير مرتبطة بجنس، أو عمر، أو مركز اجتماعي، أو ثقافي معين، فكل فرد يملك حرية التعبير عن آرائه، وأفكاره دون قيود اجتماعية، أو سياسية، أو غيرها؛ لأن سرية الهوية تشجع الفرد على التفاعل، ولكنه بالمقابل قد يكون مأخذًا أيضًا.

وذلك إذا تضمنت عملية الاتصال أمورًا خارجة عن الأخلاق مثلا، وقد تؤدي عملية الاتصال في جانبها السلبي إلى حروب كلامية، أو تبادل لألفاظ غير أخلاقية خلال المناقشات؛ وذلك بسبب الحرية الواسعة في هذا النوع من الاتصال.

ثانيًا: يساعد هذا الاتصال الحاسوبي في كشف الصفات الكامنة في شخصية الفرد، خصوصًا قدراته على التحليل، والمناقشة، والتعبير عن الذات، كما أنه يسهم في تنمية الذات، وزيادة الخبرات، وتكفل للفرد الحرية في العمل والتعبير.

والسرقات الأدبية والفكرية سهلة الحدوث في الاتصال عبر الحاسوب مقارنة بالاتصال المباشر، كما أن سهولة نشر الموضوعات المختلفة الصحيحة منها وغير الصحيحة تعد من العوامل التي تسهم في نشر الإشاعات، وغيرها، هذه بعض العوامل تؤثر في عملية التواصل بواسطة الحاسوب.

وقد ظهرت الوسائط المتعددة بشكل متزامن مع الحاسب الآلي وتطوره، وخاصة في أجيالها الحديثة، هذه الوسائط -وإن كانت تعود إلى الستينيات من القرن العشرين المنصرم- انتشرت بشكل واسع وسريع في التسعينيات من القرن نفسه؛ نظرًا لظهور الحاسبات السريعة، والكبيرة السعة.

هذه الوسائط تسمى: بالوسائط الجديدة، كما تسمى: بالوسائط المتكاملة، ووضع العلماء لها تعريفات عدة، منها: استخدام الحاسب الآلي في عرض يشترك فيه النص المكتوب مع الرسوم المصحوبة بالصوت والصورة المتحركة، مع ربطها بوسائل تسمح بالإمساك بزمام عملية التعامل مع المادة المتضمنة.

كما عرفت الوسائط أيضًا: بأنها أي تكوين من النصوص، والرسوم الفنية، والصوت، والرسوم المتحركة، والفيديو عن طريق الحاسب الآلي، أو وسيلة إلكترونية أخرى.

كما عرفت بتعريف ثالث، وهي: إدخال النصوص، والصوت، والصور في برنامج متكامل، يتفاعل معه المستخدم عن طريق الحاسب، أو شاشة التلفاز، وعندها يمكن للمستخدم التجول في البرنامج بالضغط على مفتاح، أو زر الفأرة، أو لمس الشاشة عند نقطة ما.

كما عرفت بتعريف رابع، وهي: برامج حاسب آلي تتكامل فيها عدة وسائط للاتصال، مثل: النص، والصوت، والموسيقى، والصور الثابتة، والمتحركة، والرسوم الثابتة، والمتحركة، والتي يتعامل معها المستخدم بشكل تفاعلي.

كما عرفت بتعريف خامس، وهي: طائفة من تطبيقات الحاسب التي يمكنها تخزين المعلومات بأشكال متعددة، تشتمل على النصوص، والأصوات، والرسوم المتحركة، وعرض هذه المعلومات بطريقة تفاعلية، وفقًا لمسار يتحكم فيه المستخدم.

وتتميز برامج الوسائط المتعددة بعدة خصائص، أهمها: التفاعلية، والتكامل.

التفاعلية: وهي تعني: التفاعل في برنامج الوسائط المتعددة، هذا التفاعل يعود إلى الفعل وردة الفعل، وذلك بين ما يعرضه البرنامج والمستخدم، وهو يشير إلى قدرة المستخدم على التحكم بالبرنامج، وضبطه، وتسلسله، والخيارات المتاحة، والتجول بين الخيارات، ويكثر استخدام خاصية التفاعل في برامج الوسائط المتعددة في حالات عديدة، منها: اختبارات التحصيل، وهي ما يسمى: بالاختيار من متعدد، ومنها أيضا: الانتقال من مستوى لآخر.

التكامل: وهو استخدام أكثر من وسيطين في الإطار الواحد بشكل تفاعلي، وليس بشكل مستقل، وكي يتحقق التكامل بشكل جيد لا بد من التقيد بعدة أمور، أهمها: عدم استخدام الصوت منفردًا دون مصاحبة بعض المواد البصرية، ومنها: عدم التعليق الصوتي على محتوى النص المكتوب، واختصار التعليق الصوتي على العناوين، والنقاط الرئيسة.

وقد أدى التطور السريع في أنظمة، وبرامج الوسائط المتعددة إلى انتشار استخدامها في العديد من المجالات، أذكر منها: التعليم، والتدريب، والأعمال التجارية، والاستخدام المنزلي.

التعليم والتدريب: فتعاني معظم المؤسسات التعليمية والتدريبية من عوائق كثيرة لأداء مهامها، منها: قلة عدد المدرسين المتخصصين، والبطء في إدخال العلوم والتقنيات الحديثة في المناهج التعليمية، وعدم التوازن القائم بين عدد المدرسين، وإعداد الطلبة؛ لذلك كان البحث عن وسائل مساعدة -وإن كانت ليست بديلة- وذلك للمدرسين في التعليم، والتدريب؛ لذلك كان الحاسب الآلي أهم تقنية روجت، وساعدت لهذا التعليم عن بُعْد، أو لهذا التعليم البديل.

التعليم عن بُعْد: نظام تعليمي يتم فيه تقديم التعليمات، والإرشادات التعليمية بين مدرسين، وطلاب، يفصلهم الزمان والمكان، وأما التعليم المنزلي: فهو نظام تعليمي يعتمد أساسًا على ربط الطالب بجهاز الحاسب الآلي من خلال برنامج الوسائط المتعددة المعد أساسًا لتدريس المقررات الدراسية، إما من خلال قاعدة بيانات مركزية متصلة بشبكة المدرسة، أو مخزنة على أقراص مدمجة.

التعليم الافتراضي: أو بالحقيقة الوهمية، وهي: أنظمة حاسب آلي تمكن المستخدم من خلالها أن يكتشف عوالم مبتدعة بواسطة الأجهزة، والبرامج تحمل قدرًا من المشابهة بالحقيقة.

ومما يتصل بالتعليم والتدريب أيضًا: ندوات الفيديو، وهي توفر اتصالًا مباشرًا بين طرفين أو أكثر بواسطة الحاسوب الآلي بالصوت، والصورة معًا.

الأعمال التجارية: فإنه مع تزايد التنافس التجاري بين الشركات أصبح من الضروري تقديم خدمات أفضل، ومعلومات حديثة وشاملة بشكل متواصل، وحتى لا يتم تجهيز عرض أو مشروع وسائط متعددة لكل زبون على حدة، يمكن تجهيز عرض تقديمي يتلاءم مع معظم الزبائن، فمع وجود أزرار انتقال، وقوائم في العرض يمكن للزبون الانتقال بكل حرية ويسر؛ ليستعرض كل ما قد يسأل عنه، ويمكن لهذا العرض أن يتم من خلال شبكة وسائط، أو قرص مدمج، أو نحو ذلك.

الاستخدام المنزلي: لا يكاد يخلو بيت من ألعاب الفيديو التي تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية؛ وذلك بفضل هذه الوسائط المتعددة، كما أن التعليم المنزلي الذاتي أدى كذلك إلى دخول الوسائط إلى المنزل؛ فالطالب يراجع دروسه، ويقوم باختبارات تجريبية، ويعمل واجباته المنزلية، ويرسلها لمعلمه من خلال خدمة البريد الإلكتروني.

إذًا، لهذه الوسائط ميزات، فهي تؤدي إلى توضيح الأفكار، وبث عنصر التشويق، والبعد عن الملل، وتقرب المعلومة إلى الأذهان، كما أنها تمكن المستخدم من السير في البرنامج حسب قدرته، وفي الوقت الذي يريد، وتمكنه من أن يتحرك بين الموضوعات المعروضة، كما أنها توفر وقت وجهد المتعلم، وتمكنه من أن يستخدم أكثر من وسيلة داخل البرمجية الواحدة، وتمكنه من التعلم الذاتي، وتثبيت المعلومات.

وإذا كان لها ميزات فإن لها أيضًا عيوبًا، من أهمها: أن تلك الوسائط يتطلب إنتاجها إمكانات مالية كبيرة لتوفير الأجهزة، والبرمجيات، والكادر البشري المدرب، والمال، كما أن نوعية الأجهزة المستخدمة في الإنتاج يجب أن تكون عالية الجودة، والمواصفات.

error: النص محمي !!