تعريف “الخبر”, و”الأثر”
أولاً: تعريف الخبر:
الخبر في اللغة: هو النبأ، والجمع: أخبار.
الخبر في الاصطلاح: قال شيخ الإسلام ابن حجر: الخبر عند علماء هذا الفن -أي: علماء الحديث- مرادف للحديث، وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر: ما جاء عن غيره. ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها: الإخباري، ولمن يشتغل بالسنة النبوية: المحدث.
قال السيوطي -عقب قول ابن حجر-: الخبر عن علماء هذا الفن مرادف للحديث، فيطلقان على المرفوع وعلى الموقوف وعلى المقطوع، وقيل: لا يطلق الحديث على غير المرفوع إلا بشرط التقييد، فيقال: هذا حديث موقوف على أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
ثانياً: تعريف الأثر:
الأثر في اللغة: ما بقي من رسم الشيء، ويطلق على بقية الشيء، وأصل الأثر: ما ظَهَرَ من مشي الشخص على الأرض، والأثر: الخبر، والجمع: آثار. وسنن النبي صلى الله عليه وسلم آثاره، والحديث المأثور, أي: الذي يخبر به الناس بعضُهم بعضًا، أي: ينقلوه خلفًا عن سَلَفٍ.
تعريف الأثر في الاصطلاح:
1. مذهب المحدثين:
ذهب المحدثون إلى أن الأثر: هو ما يُروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن غيره، فيطلق على المرفوع والموقوف والمقطوع، قال النووي: المذهب المختار الذي قاله المحدثون وغيرُهم، واصطلح عليه السلفُ وجماهيرُ الخلف: هو أن الأثر يطلق على المروي مطلقًا، سواء كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي.
2. مذهب فقهاء خُراسانَ في تعريف الأثر:
ذهب فقهاء خراسان إلى أن الأثر: ما يروى عن غير الرسول صلى الله عليه وسلم فيطلق على غير المرفوع. قال أبو القاسم الفوراني -من فقهاء خراسان- الفقهاء يقولون: الخبر ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم , والأثر: ما يروى عن الصحابة، وعلى هذا فيطلق الأثر على الموقوف والمقطوع، ولا يطلق على المرفوع. قال الحافظ السخاوي: وظاهر تسمية البيهقي كتابه المشتمل عليها -أي: على المرفوع وغيره- بـ(معرفة السنن والآثار) معهم. وكان سلفهم فيه إمامهم، فقد وجد ذلك في كلامه كثيرًا، واستحسنه بعض المتأخرين.