Top
Image Alt

تعريف الخمر، وبيان بعض أضرار الخمر، والمخدرات

  /  تعريف الخمر، وبيان بعض أضرار الخمر، والمخدرات

تعريف الخمر، وبيان بعض أضرار الخمر، والمخدرات

تعتبر مشكلة المخدرات المعاصرة، أعظم وأخطر من مشكلة الخمر التي وردت في النهي عنها نصوص من القرآن والسنة.

وقد وصفت الخمر في القرآن الكريم بأنها رجس، أي: شر من عمل الشيطان، وأنها توقع العداوة والبغضاء بين الناس، وأنها تصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وهذه صفات تنال من دين المسلم وإيمانه وأخلاقه، وهي كافية شرعًا للعن مجموعات من الناس، بمعنى أن يطردوا من رحمة الله -تبارك وتعالى- ومن رضوانه في الدنيا والآخرة؛ لأنهم يشتركون على نحوٍ ما في مسئوليتها؛ حيث ورد في الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن عين الخمر، أي: مادتها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها.

وأيضًا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ((لا يدخل الجنة مدمن خمر)) أي: من مات ولم يتب توبة صادقة من إدمانها، كما أخبر “أن شارب الخمر لا يشربها، وهو مؤمن”.

ومخدرات هذا العصر -بخاصة التصنيعية “كالهيروين، والماكس”، وما إلى ذلك- أعظم في ضررها كثيرًا من الخمر، ففيها كل الصفات السابقة، بالإضافة إلى صفات أخرى أشنع منها وأعم ضررًا، فإذا كانت الخمر تهدم الدين والخلق والعقل، وشيئًا من المال والصحة، فإن المخدرات التي أشرنا إليها تذهب بكل المال، كما تذهب بالعِرض أيضًا، وتنتهي في معظم الحالات بإذهاب النفس البشرية، وذلك إلى جانب إضاعة الدِّين والعقل.

ومن ثم فضررها أعم من الخمر وأشمل؛ إذ يشتمل الضرر على الكليات الخمس، فلا يكاد يترك منها شيئًا، ولا أدل على ذلك من أنه كان من النادر في القديم أن يذهب إدمان الخمر بمال الإنسان، لكن الهيروين، وما يشابهه يذهب بكل المال، كما أنه يذهب العقل، ثم يحمل صاحبه على التفريط في العرض؛ لتحصيل المخدر.

حيث قرأنا وسمعنا عن الذي يقود على زوجته أو شقيقته، وحتى على أمه أحيانًا؛ ليكتسب بعض المخدر، أو ثمنه ، كما سمعنا وقرأنا عن التي تتيح عِرضها لتاجر المخدرات مقابل جرعة أو جرعات منه، وكم سمعنا وقرأنا عن الذي يقتل، أو يسرق، أو يخون الأمانة؛ ليحصل على ثمن جرعة من المخدر، حتى دلت بعض الدراسات المعاصرة على أن معظم الجرائم، بخاصة الاغتصاب، وقطع الطريق، وراءها أو يقترن بها الإدمان للمخدرات.

فمما لا شك فيه إذن، أن آثار الإدمان للمخدرات المعاصرة، أعظم وأخطر، وأشمل بكثير من آثار الإدمان للخمر، وإذا نظرنا إلى حد الشرب، فنجد أن الحد أضيف للشرب، وإضافة الحد للشرب، دلالة التحريم بسبب الشرب المحذور، وهو ما كان خمرًا نهى عنها الشارع الحكيم، وحذر منها تحذيرًا، وتوعد الساقطين في جناية الخمر بالعذاب الأليم، فضلًا عن التنكيل بهم في الدنيا بإقامة الحد عليهم.

ولكن ما المراد بالخمر، أو الخمرة؟ الخمر، أو الخمرة، معناه في اللغة: الستر، والتغطية، والمخالطة.

فهي ما كان من مادة موضوعة للسكر مما يخالط العقل ويستره، ومن ثم فلا يدرك أو يعي إلا قليلًا؛ ولذلك نقول: خمره، أي: ستره وخالطه، وسميت بذلك؛ لأنها تركت فاختمرت، واختمارها تغيير ريحها، وحقيقة الخمر، ما كان متخذًا من ماء العنب، وما ألحق به من أنواع الشراب المسكر، كالذي يؤخذ من التمر، والزبيب، والسفرجل، والشعير، أو ما كان من غير الشراب مما يخدر أو يسكر كالحشيش، والأفيون، وغير ذلك من أصناف المخدرات، التي يستعملها المخمورون والفساق في كل زمان ومكان.

error: النص محمي !!