تعريف المبتدأ، وشرح التعريف
تعريف “المبتدأ”: “اسم أو بمنزلته، مجرّد عن العوامل اللفظية، أو بمنزلته، مخبَرٌ عنه، أو وصفٌ رافع لمُكتفىً به”.
شرحُ التعريف: اسم: صريح، نحو: “اللهُ ربُّنا”، “محمدٌ نبِيُّنا”.
أو بمنزلته: أي: بمنزلة الاسم الصريح، وهو أنواع:
- المصدر المُنسبك مِن: “أَنْ” والفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لّكُمْ} [البقرة: 184] أي: صَوْمُكم خيْر لكم.
- المصدر المُنسبك مِن: “ما” والفعل المضارع، نحو: “ما تفعلُ مرضيٌّ عنه”، أي: فعْلُك مرضيّ عنه.
- المصدر المُنسبك مِن: “ما” والفعل الماضي، نحو: “ما فعلْتَ حَسنٌ”، أي: فِعلُك حسنٌ.
- المصدر المتصيّد من الفعل بعد همزة التسوية نحو قوله تعالى: {وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } [البقرة: 6]، أي: إنذارُك وعدمُه سواء.
- المصدر المُنسبك من الفعل المقدّر معه “أَنْ” نحو قول العرب: “تسمعَ بالمُعَيديّ خيرٌ من أن تراه”، أي: سَماعُك.
مجرّد عن العوامل اللّفظيّة: أي: ليس مسبوقًًا بعامل لفظيٍّ، كـ”كان” وأخواتها، أو “إنّ” وأخواتها، أو غيرهما مما يَعمل في الأسماء، ومثال ذلك: “اللهُ ربُّنا”.
أو بمنزلته: أي: بمنزلة المجرّد عن العوامل اللفظية، وهو ما دخل عليه حرفٌ زائدٌ، أو شِبهُهُ، نحو قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللّهِ} [فاطر: 3]، وقوله تعالى: {بِأَيّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] عند سيبويه، وقوله e: ((ومَن لَم يَستطِعْ فعليه بالصّوم)) عند ابن عصفور.
ومثال الشبيه بالزائد: “رُبّ رجلٍ صالحٍ لقيتُه”، وقول الشاعر:
لَعَلّ أَبِي المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيبُ | * | …. …. …. ….. |
فـ”لعلّ” و”رُبّ” أشبها الحرف الزائد في كونهما لا يتعلّقان بشيء، ومجرورهما في موضع رفْع: مبتدأ.
مُخبَر عنه أو وصفٌ: يَخرج بهذا القيد نحو: “نَزَالِ” من أسماء الأفعال؛ فإنه لا مُخبَر عنه، ولا وصْف، فلا يكون مبتدأ، بناء على أنّ اسم الفعل لا محلّ له من الإعراب، وهو الأصح.
رافع لِمُكتفىً به: يَخرج به نحو: “أقائم أبواه زيد”؛ فإنّ المرفوع بالوصف -وهو: “أبواه”- غيرُ مكتفىً به في حصول الفائدة، مع قطْع النظر عن “زيد”؛ فـ”زيد”: مبتدأ مؤخَّر. والوصف “أقائِمٌ”: خبر مُقدّم. و”أبواه”: فاعل الوصف.