تعريف المذهب الأدبي
نشأة المذاهب الأدبية الحديثة في الغرب:
نتحدث بمشيئة الله وتوفيقه- عن نشأة المذاهب الأدبية الحديثة في الغرب، وأول مذهب من هذه المذاهب هو المذهب الكلاسيكي -أو ما يعرف بالكلاسيكية في الأدب.
وقبل أن نتحدث عن الكلاسيكية نبين ما معنى المذهب الأدبي:
يعرف الدكتور عبد العزيز عتيق المذهب الأدبي بقوله: المذهب الأدبي هو اتجاه في التعبير الأدبي يتميز بسمات خاصة يتجلى فيه مظهر واضح من التطور الفكري.
إذن تعبير الأدب له سمات خاصة يدل على مظاهر واضحة من التطور الفكري، ويضيف: أن هذا المذهب أو ذاك لا ينشأ عادة من تباين الآراء حوله حقبة من الزمن؛ وإنما ينشأ نتيجة لما يقترن في عصر بعينه من تغيرات وتحولات في أوضاع المجتمع وطابع الحياة.
إذن ليست المسألة مجرد اختلاف آراء في فترة من الزمن حول نوع من التعبير أو لون من التبديل والتغيير في طريقة التعبير؛ هذا لا يكون مذهبًا؛ وإنما المذهب الأدبي ينشأ نتيجة تغيرات كبرى وتحولات واضحة في أوضاع المجتمع وطابع الحياة.
إذن تكون في المجتمع تغيرات جذرية في الثقافة، في السياسة، في الاجتماع، عندئذ يمكن أن يظهر مذهب أدبي يستجيب لهذه التغيرات، يعكسها، يعبر عنها، ثم تكون له خصائص مميزة في طريقة التعبير عن هذه الأحوال الناشئة في المجتمع.
فالمذهب الأدبي يظهر إذن -كما يقول الدكتور عتيق- في عصر معين كثمرة لظروف ومقتضيات خاصة؛ فيطغى على غيره من المذاهب ويظل سائدًا مسيطرًا؛ حتى إذا فترت دواعيه رأيناه يتخلى تدريجيًّا عن صدارته أمام مذهب أدبي جديد تهيأت له أسباب الوجود.
إذن المذاهب الأدبية يرث بعضها بعضًا بناءً على تغير جذري في الأحوال الثقافية والاجتماعية في مجتمع من المجتمعات.
وآثار المذاهب التي تندثر -أو التي تتزحزح عن مكانتها ويأخذ مكانها مذهب جديد- تظل آثارها موجودة، يعني هذا: أن المذهب الأدبي الجديد لا يمحو تمامًا كل آثار المذهب الذي سبقه، والمذاهب الأدبية على اختلاف ألوانها هي تعبيرات أدبية متميزة تقوم على دعائم من العقل والعاطفة والخيال…
هذه عناصر الأدب عند كل مذهب في أي جيل، في أي عصر، في أية أمة، هذه العناصر: هي الفكر، والعاطفة، والخيال.
قد يتاح لعنصر من هذه العناصر غلبته أو يدعى في مذهب من المذاهب إلى تغليب عنصر من هذه العناصر على العناصر الأخرى؛ فيعرف هذا المذهب بتغليب هذا العنصر على بقية العناصر؛ لكن هذه العناصر كلها لا بد أن تكون متوافرة في الأدب أيًّا كان هذا المذهب الأدبي.