Top
Image Alt

تعريف المَلك, ودلالته من حيث المعنى اللغوي

  /  تعريف المَلك, ودلالته من حيث المعنى اللغوي

تعريف المَلك, ودلالته من حيث المعنى اللغوي

إن العقيدة الإسلامية الحقة والتي يجب أن نؤمن بها، هي كل ما ثبتت بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ونلاحظ أن هذا منهج سلفنا الصالح في إثبات العقائد، فقد كانوا يثبتون عقائدهم في كل مما هو مشاهد أو غائب بالدليل من القرآن والسنة، وأن كل غيب في العقيدة جاء فهو صادق؛ لأنه جاء في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة، وقد بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته }؛ فكانوا أكمل الناس إيمانًا، وأصدقهم يقينًا، وأعمقهم فكرًا وفهمًا واستيعابًا، فكانوا خير من سمع وخير من بلغ لمن جاء بعدهم.

إلا أن البعض من بني الإنسان على مدار التاريخ الإنساني, يتكبر ويستنكف عن اتباع الرسل، الذين جاءوا بالخير الصادق وبالخبر الصادق، ويحاولون أن يعرفوا الحقيقة فيما وراء الكون المشهود، والمعروفة عند بعض العلماء بالميتافيزيقيا، يحاولون أن يعرفوا ما وراء الكون المشهود هذا بعقولهم، وفي هذا المسلك خطأ كبير؛ وذلك لأن العقول الصحيحة لا تخالف المنقول الصحيح ولا تضاده؛ لأن الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لا يأتون بما تحيله العقول الصحيحة، ولكن قد يأتون بما تحار فيه العقول؛ لقصورها وضعف إدراكها، فيجب عليها أن تسلم للصادق الحكيم العليم الخبير بكل شيء، وأن تخضع له وتسلم له وتؤمن به.

ثم إنّ الحديث عن عالم الملائكة يدخل في باب الغيبيات، ويدخل كذلك في باب أركان الإيمان؛ ولذلك سوف نبحث في هذا العالم المخلوق لله تعالى من حيث ما لدينا من نصوص، تبين وتوضح عن هذا العالم والذي لا تراه العيون، وهو غيب في علم الله.

تعريف الملك, ودلالته من حيث المعنى اللغوي:

الملاك في اللغة: هو المَلك، وملاك الأمر بمعنى: قوامه، والملك واحد الملائكة، ويُجمع على أملاك.

وإذا أردنا أن نعرف معناه الاصطلاحي, نقول: إنّ الملائكة جنسٌ من خلق الله نوراني لطيف، كجبريل وإسرافيل وميكائيل، ولفظ الملك حينما يذكر مضافًا لله، أي: ملائكة الله، أو مضافًا للأنبياء والرسل، فنقول مثلًا: الملك أُرسل للنبي أو أُرسل للرسول؛ فإنه يوضِّح جزءًا من معناه، بحيثُ يعطي دلالة بأنه رسول منفذ لأمر مرسله، فليس للملك أو للملائكة من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهار؛ ولذلك فهم ينفذون أمر الله، أما إن كسرنا اللام في الملك وقلنا: الملِك، فقد تغير المعنى، فالملك بكسر اللام: هو اسم من أسماء الله الحسنى، فلنحذر من الخطأ في ذلك. ونَستَطِيعُ أن نَخْلُص من هذا القول إلى تعريف للملك, فنقول: الملك واحد الملائكة، وهم جنس نوراني لطيف، وهم خلق من خلق الله لا يعصونه، ومنهم رسل لله برسالاته ينفذون أمره، وليس لهم من الأمر شيء، والدليل على ذلك قوله تعالى: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}(27) {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَىَ وَهُمْ مّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 27، 28].

error: النص محمي !!