تعريف النسب
النسب لغةً: القرابة، يقال: نسبُهُ في بني فلان، أي: هو منهم، والجمع أنساب، والنسب مصدر الفعل نسب، يقال: نسبه إلى أبيه نسبًا، أو نسبته إلى أبيه نسبًا، أي: عزوته إليه، وانتسب إليه اعتزى، والاسم النسبة، قال ابن السكيت: يكون النسب من قبل الأب، ومن قبل الأم.
والنسب اصطلاحًا: هو القرابة، وهي الاتصال بين إنسانين، بالاشتراك في ولادة قريبة أو بعيدة. وقال المالكية: النسب هو الانتساب لأب معين.
وقد اكتفى الفقهاء بهذا المعنى العام، دون بيان صحة ثبوت النسب لشخص ما أو عدم ثبوته له، فالنسب علاقة؛ علاقة بالأب، وعلاقة بالأم أيضًا، وهذا ما أثبتته البصمة الوراثية في العصر الحديث، فتعاريف الفقهاء القديمة يكون النسب من قبل الأب، أو الاتصال بين إنسانين بالاشتراك في ولادة قريبة أو بعيدة، هذه المعاني كلها ليست تامة.
ومن هنا يقول البقري: النسب هو القرابة، والمراد بها الرحم، وهي لفظ يشمل كل من بينك وبينه قرابة؛ قربت أو بعدت، كانت من جهة الأب أو من جهة الأم، هذا المعنى الضيق حاول بعض الباحثين المعاصرين أن يعرف النسب بمعناه الاصطلاحي الخاص، وهو القرابة الخاصة التي تكون من جهة الأب، باعتبار أن الإنسان إنما ينسب لأبيه فقط، فقال في تعريف النسب: هو حالة حكمية إضافية بين شخص وآخر؛ من حيث أن الشخص انفصل عن رحم امرأة هي في عصمة زوج شرعي، أو ملك صحيح، ثابتين أو مشبهين الثابت للذي يكون الحمل من مائِهِ”.
هذا التعريف المعاصر فيه مجموعة من القيود والضوابط، تبين أن النسب حالة حكمية إضافية، ننسب شخصًا إلى آخر، بين شخص وآخر، من حيث إن الشخص الذي ننسبه ونسعى إلى نسبته، انفصل عن رحم امرأة هي في عصمة زوج، حتى يتحقق النسب الشرعي تكون المرأة التي انفصل عنها هذا المولود في عصمة زوج شرعي، أو ملك يمين، كما كان الأمر في الماضي، ملك اليمين أم الولد، ثابتين؛ أي: الزواج أو الملك ثابتين أو مشبهين الثابت للذي يكون الحمل من مائِهِ.
هذا التعريف الحديث أوفى من التعريفات السابقة؛ لأنه قصر النسب على الأب، واشترط لذلك أن يكون من ماءه، وفي فراشه الشرعي من زوجة أو ملك يمين شرعي، عند ذلك يكون النسب ثابتًا.