Top
Image Alt

تعليم الكبار؛ أنماطه، وأهدافه، ومداخله

  /  تعليم الكبار؛ أنماطه، وأهدافه، ومداخله

تعليم الكبار؛ أنماطه، وأهدافه، ومداخله

تعليم الكبار:

نوع من أنواع التعليم يتميز عن غيره بأربع خصائص هي: أنه طوعي ينتظم فيه المتعلمون بمحض اختيارهم، فهو في معظم بلاد العالم ليس إلزاميًا، وتدل خبرات كثير من الدول على فشل الإلزام، وتوقيع العقوبات في تعليم الكبار. أنه تعليم لا يتفرغ له المنتظمون تفرغًا كاملا وإنما ينتظمون فيه بعض الوقت. أنه تعليم تنظمه وتموله مؤسسات شتى حكومية وغير حكومية. أنه تعليم ينتظم فيه من تجاوز سن التعليم الإلزامي الأساسي، ويدخل في إطار هذا التعليم تعليم الأميين القراءة والكتابة والحساب.

أنماط تعليم الكبار:

تختلف أنماط تعليم الكبار وفقًا للاعتبارات الآتية: مستوى الأطفال أو الجماعات التي يخدمها، ونجد أن هذه الفئات تبدأ بالأطفال الذين لم تستوعبهم المدارس في التعليم الإلزامي، أو الذين تسربوا من التعليم الابتدائي بعد التحاقهم به لأسباب مختلفة، أو الأميين الذين فاتتهم فرص التعليم، ثم تتصاعد هذه الفئات لتشمل من ينتظمون في برامج التعليم المهني، والموظفين في قطاعات العمل المختلفة، في صورة برامج للتنشيط أو التجديد أو التدريب التحويلي، وينتهي هذا التجسيم الرأسي بمن ينتظمون في برامج الدراسات العليا. احتياجات الفئات التي يخدمها قد يكون برنامجًا لتعليم القراءة والكتابة بعمليات حسابية، أو للتوعية الصحية أو للإرشاد الزراعي، أو لرعاية الأمومة والطفولة، أو للتدريب على مهارات البناء والتشييد أو مهارات التمريض.

وقد يكون برنامجًا اجتماعيًّا يراد به رفع مستوى الوعي الاجتماعي للأفراد، وحفزهم على المشاركة في تحسين الأوضاع في موقع العمل، أو في الأسرة أو في المجتمع بعامة، وفقًا لنوعية المؤسسات والأجهزة التي تقدم الخدمات، وذلك حيث نجد عددًا كبيرا من المؤسسات التي تعتبر تعليم الكبار مهمتها الأساسية، أو جزءًا من مهامها الأساسية. ويدخل في هذه المؤسسات أقسام خدمة المجتمع في الجامعات، وأقسام التدريب المهني في الوزارات المختلفة: الدفاع أو الصحة أو الزراعة، مراكز التدريب في الشركات الصناعية والمؤسسات التجارية، والجامعات العمالية، ومؤسسات الثقافة العمالية واتحادات العمال، والمؤسسات الشعبية كالجمعيات الخيرية ومراكز رعاية الطفولة والأمومة.

أهداف تعليم الكبار:

يقصد بالأمي الرجل أو المرأة، وكل من تجاوز عمره سن القبول بالمدارس الابتدائية ولم يلتحق بها، ولا توجد لديه المهارات الأساسية للتعلم التي تمكنه من القراءة والكتابة، ويقصد بالكبير من لديه مستوى تعليمي وثقافي لا يؤهله للحصول على وظيفة.

ومن تخرج من مراحل التعليم العام ويحتاج إلى الالتحاق ببرامج تعليمية أو تدريبية، لتنمية ذاته في إطار حاجات المجتمع ومتطلبات التنمية، ويقصد بمحو الأمية الوصول بالمستهدفين إلى مستوى تعليمي وثقافي، يمكنهم من إفادة أنفسهم ومجتمعهم، عن طريق المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.

يقصد بتعليم الكبار البرامج التعليمية، التي تصمم لتتناسب مع احتياجات المؤسسات الحكومية والأهلية، وتعمل على تحقيق احتياجات ورغبات الدارسين الكبار على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويقصد بمراكز محو الأمية مدارس محو الأمية، ويقصد بالمدارس الليلية هي المتوسطة والثانوية الليلية، ويقصد بمدارس تعليم الكبار المراحل الثلاث: محو الأمية والمتوسطة والثانوية الليلية. تختلف أهداف تعليم الكبار ووظائفه تبعا للأوضاع السياسية والتاريخية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والتقنية، القائمة في كل مجتمع، وتبعا للتطلعات المستقبلية التي ينشدها الأفراد، ويتطلع المجتمع إلى تحقيقها في المهن والوظائف والحرف المختلفة، وهذا يعني أنه ليس هناك أهداف ووظائف متفق عليها بالنسبة لتعليم الكبار، وبالرغم من هذا فإن مراجعة الأدبيات الحديثة -في مجال تعليم الكبار- تشير إلى ثلاث وظائف أساسية يجب أن يطلع بها تعليم الكبار في أي موقع وفي أي مجال؛ وهي:

تعميق حب الله وتقواه في قلوب الدارسين، وتزويدهم بما يحتاجون إليه في حياتهم من العلوم الدينية. إتاحة الفرصة للذين أنهوا المرحلة الأساسية من محو الأمية لمواصلة التعليم في المراحل الأخرى. توفير الفرص اللازمة للاستمرار للكبار في القراءة منعًا لرجوعهم إلى الأمية، وتوفير البيئة المتعلمة. تنظيم برامج ثقافية متنوعة للكبار تلبي احتياجاتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

ويمكن أن نخرج ببعض الأهداف الأخرى وهي:

إكساب الدارسين مهارات القراءة والكتابة والحساب. تزويد الدارسين بالمعلومات والمهارات والاتجاهات، التي تمكن الفرد من تطوير نفسه وأسرته، ومن المشاركة في النهوض بمجتمعه، ومن القيام بواجبات المواطن المستنير، كما أن تعليم الكبار له أهميته بالنسبة لهؤلاء الذين يعملون في مجالات مختلفة من الكبار، حيث يساعدهم على النقد الذاتي، بمعنى أن يسير تعليم الكبار لمن ينتظم فيه إلى أن يعرف مواطن القوة ومواطن الضعف، في أدائه لدوره في الأسرة، وفي مواقع العمل، وفي المجتمع.

التسيير الذاتي بمعنى أن يزود تعليم الكبار من ينتظمون فيه بالمعارف، والمهارات، ونمط العلاقات مع الذات ومع الآخرين، ومع الأدوات والأجهزة، التي تجعلهم قادرين على أداء الأدوار المنوطة بهم بصورة تعود عليهم، وعلى الجماعة التي يعملون معها، وعلى المجتمع بفوائد أفضل من الفوائد التي كانوا يحققونها قبل الانتظام في البرنامج. صيانة الذات في سياق اجتماعي؛ بمعنى أن يعرف الكبير واجباته فيسعى إلى أدائه، وأن يعرف حقوقه وحقوق الآخرين، فيحرص على استيفائها بالوسائل الديمقراطية المشروعة، التي تعاونه على صيانة ذاته الفردية والاجتماعية.

المدخل إلى تعليم الكبار:

إزاء هذا الخلط المعقد من أنماط تعليم الكبار يصعب الحديث عن مداخل محددة لتعليم الكبار؛ نظرًا لاختلاف الفئات التي تنتظم فيه، واختلاف البرامج التي توجه إليهم، وأيًا كانت الفئة التي توجه إليها تعليم الكبار، ومع اختلاف برامجه فإن الأدبيات ونتائج الدراسات الحديثة تؤكد أن أي مدخل لتعليم الكبار يجب أن يتوفر فيه الشروط التالية: أن يؤخذ في الاعتبار عند تصميم البرنامج وتحديد محتوياته أثر النضج العقلي، والاجتماعي والخبرات السابقة للكبار، ولذا فإن من ينقلون المعارف وأساليب التعليم في مجال تعليم الصغار إلى مجال تعليم الكبار، يرتكبون خطأ جسيما يصيب الكبار بالملل، ويدفعهم إلى التسرب من التعليم.

يؤسس البرنامج في أهدافه ومحتوياته على معرفة موثقة باحتياجات المتعلمين المعرفية، والوجدانية والمهارية والاجتماعية.

وأن يهدف البرنامج إلى إرضاء ميول الكبار، والاستجابة لاهتماماتهم وتدعيم تصورهم الإيجابي لذواتهم، وأن يركز على مواطن القوة في المتعلمين، بدلا من التركيز على مواطن ومظاهر العجز والضعف لديهم.

أن يشعر الكبار منذ البداية وعبر المراحل المختلفة أنهم يحققون أغراضًا آنية وسريعة، وأن يتم في اللقاءات الأولى تعريفهم كيف يكتبون أسماءهم.

وكيف يستفيدون من ذلك في حياتهم. أن يعتمد في تعليم الكبار على استغلال إمكاناتهم العقلية والاجتماعية، وخبراتهم في الحياة، وفي العمل.

وهذا يقتضي أن يقوم جوهر التعليم على النشاط الفعلي الذي يمارسه الكبار في التعلم، فيكون البرنامج مرنًا وليس مفروضًا عليهم.

طرق تعليم الكبار:

يتوقف اختيار الطريقة التي يعلم بها الكبار على أهداف التعليم ومضامينه، ومن طرق تعليم الكبار: المحاضرة، والمناقشة، والحوار، وتمثيل الأدوار، والتعلم بالمراسلة، واستخدام الحاسوب، والمباريات التعليمية، والمواقف التي تحاكي الواقع في قطاعات وأعمال ومهمات مختلفة، والتعليم من خلال العمل اليومي، والتعليم على رأس العمل.

error: النص محمي !!