تقسيم الحديث من حيث القبول والرد
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأصلي وأسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته، وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فلما كان الحديث الحسن من قسم الحديث المقبول؛ وجب علينا أولًا أن نذكر بشروط الحديث المقبول، ثم نعرف الحديث الصحيح بقسميه، ثم بعد ذلك نتكلم عن الحديث الحسن بقسميه:
تقسيم الحديث من حيث القبول والرَّد:
اهتمَّ العلماء قديمًا وحديثًا بتمييز صحيح الحديث من سقيمه ومعرفة ما يُقبل وما يُردّ من المرويات؛ وذلك يرجع إلى أن الحديث هو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولا يُمكن الاستغناء عنه بحالٍ من الأحوال؛ لذلك بذل العلماء جهودًا عظيمة لمعرفة ذلك حتى لا يدخل في دين الله ما ليس منه.
وبذلك استطاع العلماء أن يزُودوا عن حِمَى الإسلام كل دخيل. وإذا كان العلماء قد قسَّموا الحديث إلى مقبول ومردود، فلا بد أنهم وضعوا شروطًا على أساسها يقبلون الحديث، أو عند فُقدانها يردونه، فما هي شروط الحديث المقبول؟.