Top
Image Alt

تكملة الحديث عن كتاب (ذخائر المواريث)

  /  تكملة الحديث عن كتاب (ذخائر المواريث)

تكملة الحديث عن كتاب (ذخائر المواريث)

كتاب (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث): هو كتاب من المفاتيح التي يستدل من خلالها على موطن الحديث في كتب الحديث عن طريقة الراوي الأعلى، وهو ما يعرف بطريقة أطراف الحديث بالنسبة للراوي.

المؤلف لهذا الكتاب: هو الشيخ عبد الغني النابلسي، ولد سنة 1050 من الهجرة، وتوفي في سنة 1143 هجرية، ويعرف بالدمشقي الحنفي.

هذا الكتاب يجمع بين دفتيه أطراف الكتب الستة و(موطأ الإمام مالك) -رحمه الله تعالى-، والشيخ عبد الغني النابلسي مؤلف هذا الكتاب رتبه على مسانيد الصحابة ورتب الصحابة على حروف المعجم مبتدئًا بالهمزة منتهيًا بالياء.

وكتاب (ذخائر المواريث) قسمه المؤلف إلى سبعة أبواب؛ ورتب ما في كل باب على حروف المعجم ليكون ذلك أسهل في التخريج، وهذا التقسيم كالآتي:

الباب الأول: مسانيد الرجال من الصحابة.

الباب الثاني: مسانيد من اشتهر من الصحابة بالكنية مرتبة على الحروف بالنسبة لأول حرف من الاسم المكنى به.

الباب الثالث: مسانيد المبهمين من الرجال حسب ما ذكر فيهم من الأقوال على ترتيب أسماء الرواة عنهم.

الباب الرابع: مسانيد النساء الصحابيات.

الباب الخامس: مسانيد من اشتهر من الصحابة بالكنية.

الباب السادس: مسانيد المبهمات من النساء الصحابيات مرتبات على ترتيب أسماء الرواة عنهن.

الباب السابع: ذكر المراسيل من الأحاديث مرتبة على أسماء الرجال المرسلين.

وألحق بهذا الباب ثلاثة فصول في كنى المرسلين، وفي المبهمين منهم، وفي مراسيل النساء، وقسم بعض الأبواب السبعة إلى فصول فيما يتعلق بكنى بعض الأسماء، وحتى لا يطول الكتاب استخدم رموزًا؛ رمزًا لكل كتاب؛ لأن الكلام سيتكرر كثيرًا؛ فالرمز سيجعل الكتاب قليل الحجم.

وضع -رحمه الله- رموزًا لكتب الحديث التي يشير إليها في بيانه لمواضع الحديث اختصارًا منه؛ وذلك لكثرة التكرار على عادة المؤلفين السابقين والمعاصرين له والمتأخرين عنه.

اختار حرف (خ) للبخاري في صحيحه، وحرف (م) لمسلم في صحيحه، وحرف (د) لأبي داود في سننه، وحرف (ت) للترمذي في سننه، وحرف (س) للنسائي في “سننه الصغرى” المعروفة بـ(المجتبى من سنن النبي المختار)، وهي المتداولة الآن، و(ه) لابن ماجه في سننه، وحرف (ط) هو رمز لـ(موطأ الإمام مالك) -رحمه الله تعالى.

(ذخائر المواريث) كتاب من تصفح فيه وجد المؤلف بدأه بحرف الهمزة فقال: “حرف الهمزة”، ثم قال: “أبيض بن حمال الحميري المأربي”؛ فبدأ بهذا الصحابي أبيض بن حمال الحميري لأنه بدأ به بحرف الهمزة.

ثم قال: “حديث”، ويكتب كلمة حديث بخط كبير، ثم يذكر طرف الحديث فيقول: “أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه  وسلم فاستقطعه الملح الذي بمأرب”، ثم قال: “وفيه لا حمى في الأراك”، ثم كتب ما يلي: (د) في (الخراج) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن المتوكل وعن محمد بن أحمد القرشي، (ت) في (الأحكام) عن قتيبة، (د) فيه -أي في كتاب (الأحكام)- (ت) في (الأحكام) عن قتيبة، (ه) فيه -أي في كتاب الأحكام- عن محمد بن يحيى بن أبي عمر”، ثم بعد ذلك يذكر بقية مرويات هذا الصحابي بهذا الشكل مبينًا موضع كل حديث.

ولا يذكر إسناد الحديث في الكتب المشار إليها كاملًا، وإنما يكتفي بذكر شيخ مصنف الكتاب الذي به الحديث المشار إليه، بخلاف (تحفة الأشراف) للمزي.

ثم إن الشيخ النابلسي اعتبر المعنى أو بعضه دون اللفظ في جميع الروايات -يعني إنه يهتم بالمعنى وليس بشرط أن يكون عنده اللفظ؛ إذا عرف معنى حديث ذكره في كتابه هذا حسب راويه حسب الترتيب المعجمي لأسماء الصحابة- فإنه يذكر طرف الحديث باللفظ، ثم يرمز إلى ما يوافقه من معاني الروايات الأخرى، وإذا روى الحديث أكثر من صحابي لم يذكر تخريجه إلا في رواية صحابي فقط، بمعنى: أنه يأتي بالحديث لفظًا ثم يذكر أماكن ذلك الحديث في هذه الأماكن، سواء جاء باللفظ أو بالمعنى، وصاحب (تحفة الأشراف) يكرر الأحاديث كلما جاءت عن صحابي؛ بخلاف (ذخائر المواريث)؛ فلا يذكره إلا في موضع واحد، ومن أجل ذلك كانت (تحفة الأشراف) كبيرة جدًّا بالنسبة لـ(ذخائر المواريث).

كيفية البحث في كتاب (ذخائر المواريث) للوصول إلى الحديث في موضعه:

بينها المصنف نفسه الشيخ عبد الغني النابلسي؛ فلقد قال في مقدمة الكتاب: إذا أردت الاستخراج منه؛ فتأمل في معنى الحديث الذي تريد أن تخرّجه في أي شيء هو، ولا تعتبر بخصوص ألفاظه، ثم تأمل الصحابي الذي عنه روي ذلك الحديث؛ فقد يكون في السند عن عمر أو أنس مثلًا والرواية عن صحابي آخر مذكور في ذلك الحديث؛ فصحح الصحابي المروي عنه، ثم اكشف عنه في محله تجده -إن شاء الله تعالى.

error: النص محمي !!