توجهه عليه السلام إلى “أحد” يصعد فيه في جماعة من أصحابه
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصعد أُحدًا ولم يستطع لكثرة ما ناله من نزف من دمه الزكي صلى الله عليه وسلم، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، ثم نهض به حتى استوى عليها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينئذ أوجب طلحة، ثم بصر النبي صلى الله عليه وسلم بجماعة من المشركين على ظهر الجبل، فقال: “لا ينبغي لهم أن يعلونا” وأرسل إليهم جماعة فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقاتلوهم حتى أهبطوهم من الجبل، وهذا يدل على أن المسلمين على الرغم مما أصابهم من هزيمة لم تكن في الحسبان، فإنهم كانوا لا يزالون في قوة وإصرار على أن يدافعوا عن عقيدتهم ببسالة ورجولة.
وقد نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم جراحات، وإن بعض المشركين كانوا قد تعاقدوا وتعاهدوا فيما بينهم على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم منهم: عبد الله بن شهاب الزهري، وعتبة بن أبي وقاص أخو سعد، وابن قمئة وأبيٌ بن خلف، وعبد الله بن حميد بن زهير، ونال الرسول صلى الله عليه وسلم من كل واحدٍ منهم أذًى، فقد رماه عتبة بن أبي وقاص بأحجار كسرت رباعيته السفلى اليمنى صلى الله عليه وسلم كما أن شهاب أصابه في جبهته، وابن قمئة جرح وجنتي النبي صلى الله عليه وسلم حتى غيبت حلقتا المغفر فيهما، وعلاه بالسيف فلم يؤتِ شيئًا، وسقط النبي صلى الله عليه وسلم على ركبته فجحشت وأصابها جراح، أما أبي بن خلف فإنه أقبل بحربته يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: لأقتلنك بها يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بل أنا قاتلك إن شاء الله”، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، وطعن بها أبيًّا طعنة في عنقه فمات.