Top
Image Alt

جملة التعريفات لكل من الإجهاض والجنين والاغتصاب

  /  جملة التعريفات لكل من الإجهاض والجنين والاغتصاب

جملة التعريفات لكل من الإجهاض والجنين والاغتصاب

أولًا: الإجهاض:

الإجهاض لغةً: مصدرَ أجهض، أجهض يجهض إجهاضًا، يُقال: أجهضت الحامل، أي: ألقت ولدها لغير تمام؛ أي: سقط ولدها دون أن يتم شهور الحمل، ويُقال: أجهضت جنينًا فهي مجهضٌ، ومجهضة، فالإجهاض عبارة عن خروج الجنين من الرحم قبل الشهر الرابع، وجاء في (الموسوعة الفقهية): أنه يُطلق على صورتين:

الصورة الأولى: إلقاء الحمل ناقص الخلق، أو ناقص المدة، سواء من المرأة أو غيرها.

الصورة الثانية: يكون الإلقاء بفعل فاعل؛ ففي الصورة الأولى تم إلقاء الحمل دون فعل فاعل، وفي الصورة الثانية يكون بفعل المرأة، أو بفعل غيرها من طبيب أو غيره.

الإجهاض اصطلاحًا: لا يخرج استعمال الفقهاء عن المعنى اللغوي له، فالإجهاض: عبارة عن نزول الجنين قبل اكتمال مدة الحمل سواء كان ذلك بفعل فاعل أو تلقائيًّا، وكثيرًا ما يعبر الناس عن الإجهاض بمرادفاته، وهي: الإسقاط، الإلقاء، الطرح، الإملاص، هذه ألفاظ ترادف كلمة الإجهاض ومعناها أيضًا هو نفس المعنى.

ثانيًا: الجنين:

الجنين اسم من الفعل جنَّ، جنَّ يجن: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} [الأنعام: 76] أي: استتر، فالجنين شيء مستتر، اسم من الفعل جنَّ الذي بمعنى استتر وأظلم؛ قال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا}، فالجنين هو المستور، والولد ما دام في الرحم أيضًا يُسمى جنينًا إلى أن يتم وضعه، وعند الأطباء ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية الأسبوع الثامن اسمه جنين، وبعد الأسبوع الثامن يُسمى الحمل، وربما بعد الشهر السادس حيث يتم تكوينه يكون له اسم آخر، وفي علم الأحياء النبات الأول في الحبة والحي من مبدأ انقسام اللاقحة، حتى يبرز إلى الخارج، فأول شيء يخرج من الحبة قبل أن يخضر أو يرتفع ويصير نباتًا؛ هذا الجزء الحي من مبدأ انقسام اللاقحة حتى يبرز إلى الخارج يُسمى جنينًا، والجمع: أجنة، وأجنن.

وجاء في (الموسوعة الفقهية) الجنين لغة: الولد في البطن، والجنينُ كل مستور، وجنَّ في الرحمِ يجن أي: استتر، وأجنته الحامل أي: سترته، والجنين هو المادة التي تتكون في الرحم من عنصري الحيوان المنوي من الرجل والبويضة من الأنثى، وهذا هو ما يؤيد معنى الجنين، ومادة جنين؛ لأنها راجعة إلى الاستتار المتحقق بهذا المعنى.

ومنه أيضًا يمت بهذا المعنى بصلة المجنون؛ لأن عقله مستتر غائب، ومنه أيضًا الجانُّ، عالم الجن؛ لأنه مستتر عن أعين الناس، لاستتاره عن أعين الناس، فالجنين في أصل اللغة المستور في رحم أمه بين ظلماتٍ ثلاثٍ، قال تعالى:  {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ} [ الزمر: 6].

الجنين اصطلاحًا: لا يخرج استعمال الفقهاء أيضًا للجنين عن هذا المعنى أو هذه المعاني اللغوية، مثل الإجهاض، غير أن المُزني -من فقهاء الشافعية، وهو صاحب كبير للإمام الشافعي، وتولى الحلقة التدريسية بعد الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى- صاحب (المختصر) نقل عن الإمام الشافعي على هامش كتاب (الأم) أن الاستعمال الحقيقي للجنين فيما يكون بعد مرحلة المضغة، أي: قبل المضغة، وهي النطفة، والعلقة لا يُسمى جنينًا، أما بعد مرحلة المضغة؛ فيكون جنينًا، واستعماله فيما قبل ذلك -أي: في مرحلة النطفة، أو العلقة، أو المضغة- يكون من باب المجاز.

وعبارة المُزَنِي في ذلك؛ قال الشافعي في الجنين: “أقل ما يكون به جنينًا أن يفارق المضغة والعلقة حتى يتبين منه شيء من خلقٍ آدميٍّ”؛ مرحلة المضغة ومرحلة العلقة لا يتبين فيها شيء من شكل الإنسان، لكن بعد العلقة والمضغة، يبدأ التشكيل، ويبدأ شكل الإنسان، أو الخلق الآدمي.

وللجنين أطوار جاء النص عليها في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} [المؤمنون 12- 14]، إذًا ما قبل المضغة لا يكون جنينًا عند الإمام الشافعي. أما الجنين حينما يبدأ تكوين العظام واللحم: { فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ } فأصل الجنين الإنساني من طين كما أفادت الآية المذكورة، ولكل طور من أطوار الجنين حكم شرعي متعلق به.

ثالثًا: الاغتصاب:

الاغتصاب لغة: مصدر من الفعل اغتصب الذي يفيد العدوان لحيازة شيء بغير حق ظلمًا وقهرًا، فالاغتصاب والغصب مترادفان، أي: معناهما واحد، ويُقال: غصب المرأة، أي: زنا بها كرهًا، واغتصب الشيء، وغصبه: استولى عليه بالإكراه، أو دون إذن، أو موافقة صاحبه.

اصطلاحًا: العدوان على الأنثى، والزنا بها كرهًا، وقد تكون بكرًا فيزيل بكارتها، وقد تحمل، وقد تكون زوجة، وتُغتصب، وتحمل من هذا الاغتصاب، وتختلط الأنساب؛ لذا فإن أقرب الألفاظ صلة بالاغتصاب هو الإتلاف، الذي هو إخراج الشيء من أن يكون منتفعًا به منفعة مطلوبة منه عادة، فالقدر المشترك بين الإتلاف والغصب هو تفويت المنفعة، وهي بالنسبة للأنثى، أو في حالة المرأة البكر، زوال البكارة وهي منفعة خاصة بالأنثى، يتلفها الاغتصاب، ويُسمى لذلك الإتلاف.

error: النص محمي !!