حالاتُ الخبر مع “ما” النافية والفعل
إذا نُفي الفعل بـ”ما”، جاز توسُّط الخبر بين النّافي -وهو “ما”- والفعل المنفي مطلقًًًا، نحو: “ما قائمًًا كان زيدٌ”. ويمتنع التقديم على “ما” عند البصريِّين، والفراء من الكوفيِّين؛ لأنها من ذوات الصدور، وأجازه بقية الكوفيِّين. وخصّ ابنُ كيسان من الكوفيِّين المنع بغير “زال” وأخواتها؛ لأن نفْيَها إيجاب، بدليل أنه لا يجوز “ما زال زيدٌ إلا قائمًًا”، كما لا يجوز: “كان زيد إلاّ قائمًًا”.
وعمَّمَ الفراء المنع في جميع حروف النفي، ويرَدُّهُ قولُ الشاعر:
ورَجِّ الفتى للخير ما إنْ رأيتَهُ | * | على السِّنِّ خيرًًا لا يزالُ يَزِيدُ |
فقدّم معمول الخبر على “لا” النافية، والأصل: لا يزالُ يزيدُ خيرًًا.