حركة التدوين التاريخي عند المسلمين
إنَّ علم التاريخ عند العرب ظهر في صدر الإسلام -هذا هو المعروف، ولكن الواقع يدعونا أن نطل ولو إطلالة سريعة على ما كان عند العرب قبل ظهور الإسلام، وهذا الأمر يستوجب علينا الالتفات إلى تراث ما قبل الإسلام.
إنَّ الأمور لا يمكن أن تبدأ من فراغ… فهل كانت هناك محاولات سابقة في أرض الجزيرة العربية، نستطيع أن نقول: إنَّها مثلت بدايات لحركة التدوين التاريخي عند المسلمين؟
الإجابة عن هذا السؤال لا بد فيها من دراسة واعية وشاملة.
هذه المنطقة قديمًا كانت تقسم إلى مكانين رئيسين:
المكان الأول: هو جنوب الجزيرة العربية، وبالأحرى منطقة اليمن، وهذه المنطقة كانت تتسم بذكر بعض الروايات إلا أنَّها في مجموعها ذات طابعٍ أسطوريٍّ. هذه صفة.
صفة أخرى: كانت هذه الروايات غير مرتبة ومرتبكة، وكان الرواة الذين اهتموا بذكر تراث جنوب الجزيرة أو منطقة اليمن يوردون قصصًا خيالية شعرية لتاريخهم، هذا القصص هو عبارة عن مزيج من القصص الشعبي والإسرائيليات، وهم يحاولون بذلك تمجيد عرب اليمن بأن يجعلوهم أصحاب سبق في اللغة والحرب والشعر والصنعة… إلى آخر كل ذلك.
ونستطيع أن نأتي في النهاية بحكم عام ومجمل على هذه الروايات التي وصلتنا عن عرب جنوب الجزيرة العربية: هذه الروايات ضئيلة القيمة -يعني: ليست ذات فائدة- وخالية من الفكرة التاريخية، وهذا يدعونا لأن نقول: إنَّ هذه المنطقة لم تؤثر في حركة التدوين التاريخي عند المسلمين.
المكان الثاني: هو منطقة الجزيرة العربية نفسها أو عرب الشمال، وروايات هذه المنطقة من عرب الشمال أو عرب الجزيرة العربية روايات شفوية على ألسنة عرب شمال الجزيرة العربية، وليست روايات مكتوبة أو مسطورة، واتسمت بهذه السمات:
- المحافظة على التقاليد.
- هذه الروايات الشفوية ليس لديها إلا فكرة مشوشة محدودة عن الوقت أو التاريخ، والوقت هو الوعاء الذي يحمل الحدث التاريخي؛ فالتاريخ حدث في وقت؛ فمعنى ذلك: أنَّ هذه الروايات فكرتها مشوشة سواء عن الوقت أو عن التاريخ في مجمله.
الخلاصة: إنَّ معطيات عرب الشمال وعرب الجنوب بالنسبة لحركة التدوين التاريخي كان صفرًا في موضوع حركة التدوين التاريخي عند المسلمين، ولم يكن لهم نتاج يعد ذا أثر في موضوع حركة التدوين التاريخي عند المسلمين.
والدراسات التاريخية التي ظهرت بعد ذلك عند المسلمين بعد ظهور الإسلام لم تعتمد على هذه المعطيات، التي كانت موجودة قبل ذلك؛ بل كانت لها دوافعها التي دعت إليها.
بظهور الإسلام بدأت نظرات جديدة حركت العرب وحركت الدراسات، جاء القرآن بنظرة جديدة إلى الماضي، وأشار إلى أن ذكريات العرب الماضية محدودة، وعاد إلى بدء الخليقة، وأكد القرآن على أمثلة التاريخ الغابر وعظاته وذكر حوادث الأمم والشعوب السالفة؛ للتأكيد على العبر الدينية والخلقية التي تنطوي عليها.
هذه الأشياء دوافع، وهذه الأشياء حركت تلك المياه؛ حتى تبدأ عملية حركة التدوين التاريخية؛ فلفت القرآن نظرهم إلى الأمم السابقة وأعمال الأمم السابقة، بدء الخليقة، كيف تأثر الناس في هذه المراحل؟ ما عقاب الكافرين؟ وما كان مصير المؤمنين؟ إلى آخر كل هذه الأمور.
كذلك جاء القرآن بنظرة عالمية إلى التاريخ تتمثل في توالي النبوات، وهم سلسلة واحدة متصلة؛ فكل الأنبياء جاءوا بالتوحيد وهو في الأساس رسالة واحدة هي رسالة الإسلام -هذا أمر مهم- وقضية واحدة هي قضية التوحيد، وتبشير واحد بالإله الواحد، هذه الرسالة الوحيدة حملها أنبياء عديدون، وكان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.
كان لهذه النظرة أثرها في الالتفات إلى تاريخ الأنبياء وإلى الإسرائيليات، إلا أن النظرة العالمية اقتصرت على الفترات التي سبقت ظهور الإسلام.
أما بعد ذلك فإنَّ الاهتمام انصب على تاريخ الإسلام وهذا أمر طبيعي، فالمسلمون خلفوا الأمم السابقة التي ظهرت فيها نبوات قبل ذلك، وأعمالهم وشئونهم تستحق عناية خاصة، وقد أكد هذه النظرة الخاصة الحديث المشهور: ((لا تجتمع أمتي على ضلالة))، وهو حديث مهم في تقرير الإجماع.
ثم إنَّ القرآن نصَّ على أنَّ أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأعماله -كل هذه الأشياء تشريع، وأن سيرته مثلٌ للمسلمين يقتدون به.
وهنا نجد أنَّ هناك دوافع مباشرة لدراسة أقوال الرسول وأفعاله؛ لأنها أصبحت جزءًا من التشريع؛ فكان لا بد من الاحتفاظ بها، ودراستها، حتى نتمكن من العودة إليها، والأخذ منها.
أيضًا شعر العرب في الإسلام بأنهم أصحاب رسالة جليلة، وأنهم يمرون بمرحلة مهمة، تتغير فيها البشرية بالنور الذي أتى لكل العالمين.
كذلك هناك نقطة مهمة وهي أنَّ الفتوحات الكبرى جعلتهم يحسون بأن لهم دورًا تاريخيًّا خطيرًا، ففي وقت بسيط كان قد غطى نور الإسلام الجزيرة العربية، وبدأ ينطلق من الجزيرة العربية نحو دولتي الفرس والروم؛ بل وليس هذا فحسب؛ بل بدأ ينطلق هذا النور إلى الشمال الإفريقي؛ بل إنه في فترة وجيزة انتقل عبر مضيق جبل طارق إلى بلاد الأندلس التي كانت ملك القوط في تلك المرحلة، وبدأ الإسلام ينساح في جنوب فرنسا، ولولا المعركة الشهيرة بلاط الشهداء لانساح الإسلام في تلك المناطق، كذلك من ناحية المشرق معروف أنَّ الإسلام بعد العراق وبلاد الفرس انساح في بلاد ما وراء النهر ونزل في بلاد السند والهند؛ بل إنَّه دخل بعض مناطق الصين.
هذه الفتوحات جعلتهم يحسون بأنَّ لهم دورًا تاريخيًّا خطيرًا، وهذا كان له أثر قوي على الدراسات التاريخية.
كذلك وضع الخليفة عمر بن الخطاب تقويمًا ثابتًا هو التأريخ الهجري، فأصبح عنصرًا حيويًّا في نشأة الفكرة التاريخية، ومنذ ذلك الوقت أصبح توقيت الحوادث أو تأريخها العمود الفقري للدراسات التاريخية، وقام عمر بن الخطاب بتأسيس الديوان، ووضع سجلًّا للمحاربين وأهليهم حسب قبائلهم، وأعطى الأنساب أهمية جديدة، هذه النقطة كانت حافزًا إضافيًّا للاهتمام بدراسة الأنساب؛ لأنَّ عمر رضي الله عنه عندما وضع الديوان حتى يتمكن من صرف الأعطيات قال: “أنزلوا الناس منازلهم”، فأراد قومه أن يبدءوا بأنفسهم فرفض ذلك وقال: “بخ بخ، بني عدي كيف تبدءون وكيف لا يبدأ بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم!”.
حينما نتذكر هذه الآراء والموانع التي ذكرناها قبل ذلك، نلاحظ أنَّ بدايات علم التاريخ عند العرب سارت في اتجاهين أساسيين؛ بل نستطيع أن نقول: أصبح للدراسات التاريخية مناطق، كل منطقة عرفت بتوجه معين في الدراسات التاريخية:
الاتجاه الأول: وهو اتجاه إسلامي، وهذا الاتجاه ظهر عند أهل الحديث.
والاتجاه الثاني: وهو الاتجاه القبلي أو اتجاه الأيام، هذا الاتجاه كان له منطقة أخرى وهي منطقة العراق.
هذان الاتجاهان يعكسان التيارين الكبيرين في مجتمع صدر الإسلام: التيار القبلي، وهذا التيار يحمل استمرار التراث القبلي؛ والتيار الإسلامي الذي يتمثل في المبادئ والفعاليات الإسلامية… اتجاه قبلي يحمل فكرة الأيام والأمجاد والأنساب… وخلافه من هذه الأشياء، وهذا التيار وهذا الاتجاه كانت له مدرسته، وهو موجود في العراق وحمل لواءه -بالأخص- المدينتان الشهيرتان اللتان مصرتا بعد ذلك: وهما الكوفة، والبصرة.
واتجاه إسلامي حمل لواءه أهل الحديث، ومقره الرئيسي هو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالاهتمام بأقوال الرسول وأفعاله للاهتداء بها؛ أو للاعتماد عليها في التشريع وفي التنظيم الإداري، وفي شئون الحياة كان ضرورة مباشرة وطبيعية لدى أهل العلم، والمتمعن سيرى أنَّه سرعان ما صار للصحابة أنفسهم مكانٌ ومكانة مهمة؛ فصاروا قدوة لمن بعدهم في أقوالهم وأعمالهم؛ فصارت مشغولة بالحديث.
لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل أخيرًا اتسع الاهتمام خلال القرن الأول الهجري ليشمل فعاليات الأمة بكاملها، كل الأمة شعرت أنَّها في منعطف خطير، وأنَّها تؤدي دورًا مهمًّا بالبشرية، وأنَّ التاريخ سوف يتوقف عند هذه المراحل وعند هذه النقاط؛ ليكتب ويسجل ما قام به المسلمون، ولكل هذه الأسباب ظهرت هذه النواحي بكاملها في الدراسات التاريخية، ومن ثمَّ بدأنا نشعر ببداية عملية التدوين التاريخي.
إنَّ عملية التدوين مرت بمراحل متعددة: الاهتمام الأول: انصب على الاهتمام بدراسة الحديث؛ أقوال الرسول وأفعاله وتقريراته، وهذا صار جزءًا من التشريع؛ فاهتم الحديث بكل هذا، هذه هي المرحلة الأولى. خرج من عباءة تلك المرحلة الاهتمام بالمغازي، وأصبح هناك نوع من الاقتصار على المغازي.
وبدء دراسة مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت ضمن دراسة الحديث، هذا هو الواقع ومع أنَّ المحدثين استمروا على اهتمامهم بالمغازي إلا أنَّ البعض منهم أخذ يعتني بدراسة حياة الرسول بشكل يتعدى الاقتصار على نواحي التشريع، وشيئًا فشيئًا خرجت المغازي من عباءة الحديث من حيث التدوين.
وكان رواد دراسة المغازي محدثين، كما أنَّ النظرة التي نظر بها العلماء إلى مؤلفي المغازي تؤيد هذا الرأي، وهذا يفسر أهمية الإسناد أو سلسلة الرواة في تقدير قيمة المغازي، ويعني ذلك: ربط قيمة الحديث أو الرواية بمنزلة المحدثين أو الرواة، في هذه المرحلة: ما زال الحديث يتداخل مع المغازي، والمغازي تتداخل مع الحديث.
هذا الأمر وَلَّدَ في فترة مبكرة نظرة نقادة إلى الرواة أو مصادر المعلومات، وأدخل عنصر البحث والتحري في جميع الروايات، وهنا تكونت أسس متينة للدراسة التاريخية، العلماء الذين يدرسون الحديث هم أنفسهم بدءوا الاهتمام بدراسة المغازي، هذا الاهتمام تأثر بالصورة التي كانت يدرس بها الحديث؛ فكما تسند رواية الحديث إلى رواه يروون هذا الحديث وتتمثل فيهم صفات معينة، كذلك أصبحت المغازي تسند إلى رواه يروون هذه المغازي، وبهذه الصورة بدأنا نحصل على أسس متينة للدراسة التاريخية.
في هذا التوقيت حدث أمر آخر: تُنوقلت الروايات والقصص، وتوسع القصاص فيها، وجعلوها نوعًا من الأدب دخل في دراسة المغازي وفي الحديث عن المغازي، وأقول: إنَّ بعض أخبار هذا القصص إن كان وجد طريقه إلى بعض كتب السيرة فيما بعد؛ إلا أن النظرة إلى الروايات وطرق نقدها بقيت في الأساس تسير على طريقة أهل الحديث، يعني: التأثر بالحديث وعلم الحديث كان هو الأصل، وهو الذي وضع الأسس الأولى لحركة التدوين التاريخي.
سميت الدراسات الأولى لحياة الرسول باسم “المغازي”، وتعني لغويًّا: غزوات الرسول وحروبه؛ ولكنها في الواقع تناولت حقبة الرسالة كلها وكل فترة الرسالة، وكل فعاليات الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله، كل هذا الأمر دخل ضمنًا في موضوع دراسة المغازي.
هذا الموضوع وهو عملية خروج المغازي من عباءة الحديث، ما حدث بعد ذلك هو خروج التاريخ من عباءة المغازي شيئًا فشيئًا، وإن حملت دراسة التاريخ نفس سمات دراسة المغازي التي كانت متأثرة قبل ذلك بدراسة التاريخ.
بعد هذا الاستعراض نستطيع أن نبين المراحل، التي مر بها التدوين التاريخي حتى اكتملت مناهجه:
المرحلة الأولى: مرحلة التدوين الشخصي:
هذه المرحلة ليست روحًا عامة للتدوين؛ بل أشخاص معينين تحملوا بهذه الفكرة واهتموا بها وبدءوا يمارسون هذا الأمر وهو مرحلة التدوين، فكان الإخباري أو المؤلف يدون ما يسمعه من أفواه الرواة الذين شاهدوا الحدث أو سمعوه، وكل ذلك في صحف غير مرتبة ولا مبوبة، يعني: الصحيفة التي يحملها الإخباري نجد فيها معلومات متناثرة ومختلفة، نجد فيها معلومات عن رواية لحديث… معلومات عن رواية لشعر… معلومات تدور حول قصيدة من القصائد… معلومات تدور حول قائمة لنسب معين من الأنساب التي كانت معروفة في ذلك العصر، أي: هذه الصحيفة تحمل موضوعات متعددة وغير معنونة ولا مفهرسة؛ بل إنَّ هذا الجامِع الذي يدوِّن في هذه المرحلة كان لا يهتم سوى بذكر ما سمعه، وليس بشرط أن يكون ما سمعه يدور في إطار أو في عنوان واحد، ليس هذا بشرط.
كان الهدف في هذه المرحلة هو جمع المادة العلمية وتسجيلها فقط، ولم يكن الهدف على الإطلاق تنسيق المادة العلمية ولا تبويبها، وحينما يروي أحدهم؛ فإنما يروي في غالب الأحيان من حفظه رغم أنَّ الأصول مدونة عنده، ومسجلة.
المرحلة الثانية: مرحلة تدوين الموضوعات المفردة المستقلة:
أصبح التدوين يدور حول موضوع واحد… صحيفته التي بين يديه يسجل فيها موضوع واحد غزوة من الغزوات… موقف من المواقف نسب من الأنساب… إلى آخره.
ترتب على هذه النقطة ظهور رسائل تاريخية صغيرة؛ لأنَّه ليس فيها سوى غزوة أو قصيدة أو نسب فقط؛ ومن ثم بدأ الإخباريون في هذه المرحلة بفصل المواد العلمية بعضها عن بعض. وهذه المرحلة امتدت خلال القرن الثاني الهجري كله تقريبًا.
وبالتدقيق في أسماء الكتب، التي ألفت في هذه الفترة نجد أنَّها قد شملت مساحة واسعة في التاريخ، واهتمت بعدة جوانب من حياة الناس واهتماماتهم الاجتماعية والسياسية والعلمية.
وشهدت هذه المرحلة مجموعة من الإخباريين كان منهم محمد بن السائب الكلبي، الذي توفي عام ستة وأربعين بعد المائة الأولى الهجرية، وعوانة بن الحكم توفي عام سبعة وأربعين بعد المائة الأولى الهجرية، ومحمد بن إسحاق صاحب (السيرة) المعروف، والذي توفي عام واحد وخمسين بعد المائة الأولى الهجرية.
المرحلة الثالثة: ظهور المؤلفات التاريخية الشاملة على أساس الترتيب الزمني المتسلسل:
وهذا تطور خطير ومرحلة مهمة وصلت إليها الدراسات التاريخية، ومرحلة التدوين التاريخي عند المسلمين في ذلك الوقت، أو حركة التدوين التاريخي عند المسلمين؛ لأننا وصلنا إلى حد أن يكتب كتاب كامل حول الدراسات التاريخية، أو المؤلفات التاريخية، وتقوم على أساس الترتيب الزمني المتسلسل.
يبدأ المؤرخ -في بداية هذا الكتاب- بالحديث عن بداية الخليقة: فيتحدث عن بداية الخلق منذ آدم # ويتحدث عن نوح وأبناء نوح، وكيف تفرقوا في البلاد، ونسل هؤلاء الأبناء ثم يأتي بعد ذلك إلى الأجيال والأمم التي جاءت بعد ذلك؛ حتى يصل إلى مرحلة البعثة النبوية -هذه مرحلة أخرى من مراحل الكتابة.
ثم يذكر الأحداث مسلسلة بعد ذلك بداية من مرحلة البعثة، وغالبًا كان يذكرها مسلسلة: سنة بعد سنة على نظام الحوليات.
وينتقل بهذه الصورة حتى يتعدى مرحلة السيرة ويدخل في مرحلة الخلفاء الراشدين، وهكذا حسب كتابة هذا المؤلف.
ولكن هناك نوع من التأليف في هذه المرحلة ظهر أيضًا اتخذ الترتيب على الطبقات منهجًا له، يعني: لم يؤرخ ولم يكتب كتاباته من منطلق الكتابة بالسنين والحوليات ولكنه اتخذ موضوع الترتيب على الطبقات منهجًا له، أشهر مثال لذلك: هو محمد بن سعد، كاتب (الطبقات الكبرى).