رابط جملة الخبر بالمبتدأ
تعدّدت الروابط عند جمهور النَّحويِّين والأخفش. فيرى الجمهور:
أ. إما أن يكون ضميرُ المبتدأ مذكورًًا، نحو: “زيد قام أبوه”، فالرابط: الهاء في: “أبوه”.
أو مقدّرًًا نحو: “السّمْنُ مَنَوانِ بدرهم”، أي: منوانِ منه، فالضمير: الهاء في: “منه” في موضع جرٍّ. ونحو قراءة ابن عامر: {وَكُلاّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَىَ} [الحديد: 10] برفع: “كلٌّ”.
والتقدير: وعَدَهُ اللهُ. فالرابط: الضمير المقدّر: في موضع نصْب مفعول به.
ب. إشارة إلى المبتدأ، نحو قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، إذا قُدِّر {ذَلِكَ} مبتدأ ثانيًًا، لا تابعًًا لـِ{وَلِبَاسُ} .
قال الأخفش: “أو غيرُهما”، أي: غيرُ الضمير والإشارة، وهو:
- إعادة المبتدأ بمعناه، نحو قوله تعالى: {وَالّذِينَ يُمَسّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ إِنّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170] فجملة: {إِنّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}: خبر الِمبتدأ: {الّذِينَ} . والرابط: إعادة المبتدأ بمعناه؛ فإنَّّ {الْمُصْلِحِينَ} هم: {الّذِينَ يُمَسّكُونَ بِالْكِتَابِ}.
- إعادة المبتدأ بلفظه ومعناه، نحو قوله تعالى: {الْحَاقّةُ}(1) {مَا الْحَآقّةُ } [الحاقة: 1- 2].
- إعادة المبتدأ بلفظ أعمّ منه، نحو: “زيد نِعْمَ الرّجل”، ونحو قول الشاعر:
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي هَل إلَى أُمِّ مَعْمَرٍ | * | سبيلٌ فأمّا الصّبرُ عنها فلاَ صبْرَا |
أي: فلا صبْرَ لي. والجملة: خبر المبتدأ “الصبرُ”، والرابط: العموم.