Top
Image Alt

ردة كندة، وعوامل انتصار المسلمين على المرتدين، وجمع القرآن

  /  ردة كندة، وعوامل انتصار المسلمين على المرتدين، وجمع القرآن

ردة كندة، وعوامل انتصار المسلمين على المرتدين، وجمع القرآن

أ. ردة كندة:

هناك الكثير من المعلومات التي ذكرتها المصادر عن ردة كندة، وهي تتلخص في بداية جَمْع الصدقات من كندة، وذهاب زياد بن لبيد إلى كندة لأخذ الصدقات؛ فحدث صراع على إحدى النوق، وهل هي تدخل من ضمن الصدقة أم لا؟ ورفض زياد أن يعيدها مرةً أخرى، وحدث أن تجمعت قوات كندة، وحدث صراع بين زياد والمسلمين وبين كندة، الذين رأوا أن موضوع الصدقات هذا أمر غير ملزم وغير ضروري، ووصل الأمر إلى حد أن كل كندة وقفت هذا الموقف، وهو رفض إخراج الزكاة.

ولكن نود أن نشير إلى أن كندة عُرِفَ منها بنو عمرو بن معاوية، وهم هؤلاء الذين قادوا حركة الردة في كندة، وكانوا السبب الرئيس في تغلغل حركة الردة في كندة، وكان منهم الملوك الأربعة الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه  وسلم، والذين نزلوا المحاجر -وهي مناطق تجمع خاصة بهم ويقيمون فيها.

هنا أطبقت كلُّ بني معاوية على منع الصدقة. هذا هو الأساس في موضوع ردة كندة وحروب المسلمين مع كندة.

وبنو معاوية رأس من رءوس كندة والأصل فيهم، فاجتمعوا على هذا الأمر، وهو عدم دفع الزكاة، واجتمعوا على منع الصدقة.

ولكن للتاريخ نذكر: أنه كان هناك أحد أبناء بنو معاوية رفضوا هذا التوجه؛ منهم مَن رفض هذا التوجه وأصر على إخراج الزكاة ولم يتأخر في ذلك، ليس هذا فحسب؛ بل إن هؤلاء دعوا قومهم إلى العودة مرة أخرى إلى حظيرة الإسلام، والتمسك بمبادئه وقيمه النبيلة، والزكاة ركن مهم من أهم هذه الأركان؛ فكيف يمتنعون عن هذا الركن الهام؟! وكيف يتأخرون عن دفع هذا الركن المهم الذي أقره الإسلام؟

على رأس هؤلاء الذين وقفوا هذا الموقف العظيم شخصية تدعى شرحبيل بن السمط وابنه، قالا لقومهما من بني معاوية: إنه لقبيح بالأحرار التنقل. يرون أن هؤلاء الأحرار الأفضل بهم أن يلتزموا بالأخلاق الحسنة، وأن يتمسكوا بآداب الفضيلة، وعيب عليهم أن ينتقلوا من الأمر الحسن الجميل والحق إلى الباطل والقبيح، ومن ثم قالوا: اللهم إنَّا لا نمالئ قومنا على ذلك. أي: على هذا الفكر المنحرف، ومن ثم ترك كندةَ شرحبيلُ بن السمط وابنُه، ونزلوا مع زياد بن لبيد -وكان زياد بن لبيد هذا هو الشخصية المنوط بها قيادة جيوش المسلمين ضد كندة في تلك المرحلة- ومعهما امرؤ القيس بن عابس، وأشارَا على زياد بأن يبيت القوم، يعني: يغير عليهم بسرعة، وقالوا: إن لم تفعل خشينا أن تتفرق الناس عنك وعنا -عن المسلمين- وأن يجيبوا كندة فيما ذهبت إليه.

فتحرك زياد بقواته وكبس على بني معاوية، ووجدوهم على نيران لهم ومحيطين بهم؛ فعرفوا من يريدون من أمرائهم الذين قادوا حركة الردة من منع الصدقة أو منع الزكاة، وعلى رأسهم هؤلاء الملوك الأربعة الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه  وسلم وتمكنوا منهم، وبالفعل استطاعوا أن يقتلوهم، ومن ثم أدركتهم لعنة النبي صلى الله عليه  وسلم أكثروا فيهم القتل، وهرَبَ مَن هرب، ووهنت بنو عمرو بن معاوية بناءً على ذلك، وعاد زياد بن لبيد بالأموال والغنائم.

في عودتهم بالأموال والغنائم بعد هذه الحرب؛ اجتازوا بالأشعث كان منهم فثار في قومه واستنقذهم وجمع الجموع، وكتب زياد إلى المهاجر -وهو الذي كان سيقود هذه القوات.

وكان قد بعثه رسول الله صلى الله عليه  وسلم قبل موته؛ ويسمى المهاجر بن أبي أمية- فاستغاث زياد بن لبيد بالمهاجر بن أبي أمية؛ فأسرع بالمجيء إلى زياد واستخلف المهاجر بن أبي أمية على الجند عكرمة بن أبي جهل، وتعجل هو في سرعان الناس قدم على زياد وسار إلى كندة.

فالتقوا هناك في منطقة تسمى “مُحَجَّر الزرقان” فاقتتلوا قتالًا شديدًا وانهزمت كندة وقُتِلت، وخرجوا هرابًا فالتجئوا إلى منطقة حصن شديد لهم يعرف باسم “النُّجَيْر” فدخلوا إليه ورمموه وأصلحوه، وسار إليهم المهاجر بن أبي أمية فنزل عليهم، واجتمعت كندة في النجير، فحاصرهم المسلمون من كل جانب، في هذه الأثناء قَدِمَ إليهم أيضًا عكرمة واشتد الحصار على كندة، وتفرقت السرايا في طلبهم.

حدث أن خرج أهل كندة من الحصن -حصن النجير- وحاولوا قتال المسلمين ولكنهم سرعان ما عادوا وشعروا بضعفهم أمام القوات الإسلامية الموجودة؛ خاصة وأن القتل قد كثر فيهم؛ فرجعوا إلى حصنهم وخشعت نفوسهم وخافوا من القتل، وخاف الرؤساء على نفوسهم.

في هذه الأثناء خرج الأشعث هذا الذي أخذ الغنائم وأخذ الأموال وأظهر المعارضة للمسلمين، خرج الأشعث من الحصن ومعه تسعة نفر؛ فطلبوا من زياد أن يؤمنهم وأهليهم على أن يفتحوا له الباب، يعني: يفتحوا له باب الحصن على أن يؤمنهم هم وأهاليهم ومن يتبعهم؛ فأجابهم إلى ذلك، وقال لهم: اكتبوا ما شئتم من الأسماء التي ترونها معكم وفي صفكم، ثم هلموا إليَّ بالكتاب حتى أختمه. ففعلوا. تقول الروايات: أن الأشعث هذا نسي أن يكتب اسمه. واختلفت الروايات في السبب في ذلك.

حدث أن فتح الأشعث وهؤلاء النفر أبواب الحصن؛ فدخل المسلمون الحصن ودارت المعركة بين المسلمين وبين كندة، وكان النصر فيها حليف المسلمين، واستولى المسلمون على كل ما في الحصن، وقتلوا المقاتِلة، وغنموا الغنائم وسبوا السبي الموجود.

وأخرج هنا الأشعث الكتاب على أساس أن هؤلاء الذين ذكروا في الكتاب لا يقع عليهم القتل، وعندما ذكرت الأسماء -أسماء مَن في الكتاب- لم يكن من بين هذه الأسماء الأشعث.

فقال زياد: الحمد لله الذي أخزاك، كنت أتمنى فعلًا أن يحدث هذا ألا يكون اسمك من بين هؤلاء التسعة نفر الذين ذكروا في الكتاب ولهم حق الأمان بهذه الصورة، حتى أتمكن منك؛ لأنه هو السبب في كل هذه المعارك التي دارت عندما نزل بقومه على قوات المسلمين وجند المسلمين، وأخذ الأموال منهم وأخذ الغنائم وأخذ السبي منهم.

قال له زياد هذه المقولة، وكاد أن يقتله ولكن أشير على زياد بألا يقتله، وأن يعيده إلى أبي بكر الصديق رضي الله  عنه من منطلق أن مثل هذه الشخصيات تعد شخصيات قيادية، وأَمْر قتلها يجب أن يعود إلى القائد، وهو أبو بكر الصديق، وبالفعل أمر زياد بإعادة الأشعث إلى المدينة حتى يكون لأبي بكر الصديق الرأي فيه، وبالفعل أرسل للصديق.

وهناك حدث حوار طويل بين أبي بكر الصديق وبين الأشعث، ونقاش وجدل كبير بين أبي بكر الصديق وبين الأشعث، وقال الصديق للأشعث: “ما تظن أني فاعل بك؟”، فلم يستهم الأشعث، فقال له الصديق: “سوف أقتلك”. وعندما وجد الأشعث أن الصديق جاد فيما يذهب إليه وأنه يمكن أن يقتله، قال له: أولًا إني من هؤلاء النفر الذين أجروا هذه المعاهدة وإن لم يكتب اسمي؛ لكني من هؤلاء النفر الذين دخلوا في هذه المفاوضات، والتي تم على أساسها دخول الحصن. فقال له الصديق: “ولكن اسمك غير مكتوب”، وأنتم تعاهدتم في نص المعاهدة على أن العفو سيشمل مَن ذكر اسمه في الكتاب ووضع عليه ختم زياد، واسمك غير موجود.

شعر الأشعث في هذه اللحظة بإمكانية قتله، فتراجع عن موقفه، وقال للصديق: فما رأيك لو أعلنت توبتي وإسلامي وعدت إلى الإسلام، وودت أن أخطب أختك -أخت أبي بكر الصديق؟

والذي حدث أن الأشعث كان قد جاء إلى الرسول صلى الله عليه  وسلم، وأعلن إسلامه وخطب أخت أبي بكر الصديق وعاد، ولكن في هذه الأثناء ارتد؛ فعندما جاء هذه المرة؛ جدد هذا الطلب بخطبة أخت أبي بكر بنت أبي قحافة، وجدد عهده بالإسلام ودخل الإسلام، وأعلن توبته وندمه وأصبح جندًا من جنود الإسلام، فعفا عنه أبو بكر الصديق رضي الله  عنه وزوَّجه أخته بالفعل، وكذلك عفا عن سبايا كندة وعن أموالهم. وبهذه الصورة تم حصر أمر كندة وردتها في هذه التطورات.

ب. عوامل انتصار المسلمين على المرتدين:

ما العوامل التي مكنت المسلمين من الانتصار على المرتدين، ومن كبح جماح حركات الردة، ثم إزالتها تمامًا لتعود الجزيرة العربية مرة أخرى إلى أحضان الإسلام وحصن الإسلام الحصين؟

العامل الأول: تحقيق وعد الله سبحانه وتعالى بالنصرة للمسلمين والمؤمنين الصادقين الجادين الموحدين، ووعد الله سبحانه وتعالى بخذلان الكافرين المارقين من الدين والخارجين عليه. هذا هو أهم عامل في هذا الصراع.

العامل الثاني: من خاض الحروب من أبناء الإسلام والمسلمين، كان يملك عقيدة قوية وراسخة وثابتة، لا ينتابها شك أو بطلان أو ضلال؛ ومن ثم فهي قلوب صادقة تحارب بصدق في سبيل الله، كذلك صدق عزيمة الصديق؛ فكيف لا يكون الصديق صاحب عزيمة صادقة وهو الصديق؟!.

يضاف إلى ما سبق: قيادته الماهرة، ووضح كل ذلك في كل تصرفات أبي بكر رضي الله  عنه يقول أبو هريرة: “لولا أبو بكر في هذه الأثناء؛ لا نفرط عقد الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

لقد هيأ الله لهذا الدين أبا بكر في هذه المرحلة رضي الله  عنه فاستطاع الصديق أن يضرب كل منطقة بمن هو أصلح لها، في الوقت الذي استطاع أن يجري فيه أسباب المعاونة والإمداد بين هذه الجيوش وبين هؤلاء القادة بعضهم بعضًا، وأدار عملية إمداد وتنسيق بين هذه القوى المسلمة بعضها وبعض بصورة فريدة، وبشيء يعجز عنه كبار القادة في العصور الحديثة.

العامل الثالث: فساد الردة ومبادئها، فهؤلاء يقاتلون عن زيغ وعن بطلان وعن ضلال وعن أوهام، وخرافات، وأساطير، وخزعبلات، سَجْع من سجع الكهان، تناقله هؤلاء المتنبئون من العرب؛ فكيف يكون لمثل هذه المبادئ أثر في نفوس متبعيها؟!

العامل الرابع: وصايا الصديق رضي الله  عنه هذه الوصايا العظيمة والسياسة العامة التي انتهجها، والتي جمعت بين المنظورين الدعوي والإيماني والإعلامي والسياسي، والمنظور العسكري؛ حتى يستطيع أن يحقق -بإذن الله وفضله- النصرَ للمسلمين وللقوات المسلمة.

ج. جمع القرآن الكريم:

تحدثنا عن الحروب التي تمت بين المسلمين وبين بني حنيفة وقائدهم مسيلمة الكذاب، وأن هذه الحروب التي خاضها المسلمون كلفتهم الكثير من الشهداء والقتلى، وكان من أبرز هؤلاء القتلى حفظة القرآن الكريم؛ حيث قتل في هذه المعارك ما يقارب من السبعين شهيدًا من حفظة القرآن.

استشعر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله  عنه بحسه المرهف والبعيد بخطورة هذا الأمر، وأن استفحال القتل في القراء قد يترتب عليه -والعياذ بالله- ضياع القرآن، وأنه لا بد من أن يكون للمسلمين موقف في هذه الأثناء، حتى يتمكنوا من الحفاظ على كتاب الله سبحانه وتعالى وألا يضيع كتاب الله من جراء هذه المعارك، خاصة وأن هذه المعارك لا يعلم متى ستنتهي وكيف ستتوقف، وقد ارتدت الجزيرة عدا مكة والمدينة.

فهنا استشعر الفاروق بخطورة هذا الأمر؛ فما كان منه إلا أن أعد اقتراحًا وجيهًا وحكيمًا، وعرضه على أبي بكر الصديق، خلاصة هذا الاقتراح أن يقوم المسلمون بجمع القرآن الكريم، بعد أن كان القرآن الكريم متناثرًا في صدور الرجال، ومكتوبًا على بعض الصحف وعلى أوراق الشجر، وعسف النخيل، وجذوع الأشجار، وبعض العظام… إلى آخره. أراد الفاروق أن تجمع كل هذه الأشياء، وأن يتأكد منها بحيث نحصل في النهاية على تصور كامل للمصحف، وكما ورد على لسان نبينا صلى الله عليه  وسلم، وكما تلقاه بالوحي عن سيدنا جبريل عن رب العزة سبحانه وتعالى. هذا كان اقتراح الفاروق على الصديق.

سمع الصديق هذا الاقتراح و تخوف منه، وقال لعمر: “كيف أصنع شيئًا لم يصنعه رسول الله صلى الله عليه  وسلم؟”، وتخوف من أن يكون هذا الأمر فيه شيء من البدعة؛ ولكن عمر أخذ يراجع الصديق ويحسِّن له الأمر، ويبين له أنه أمر جيد وفيه رضا الله سبحانه وتعالى ورضا رسوله صلى الله عليه  وسلم إلى آخره ويحسنه له، ويزينه؛ حتى اقتنع الصديقرضي الله  عنه بهذه الفكرة، وانشرح صدر الصديق لها، كما انشرح لها قبل ذلك صدر الفاروق عمر بن الخطاب.

فما كان منهما إلا أن طلبا شخصًا معينًا، هو زيد بن ثابت، وطلبوا منه جمع القرآن الكريم.

ويلاحَظ هنا أنهم عندما طلبوا من زيد هذا الطلب؛ طلبوه منه تحت مبررات معينة تمثلت في النقاط الآتية:

  1. زيد بن ثابت هذا، من كتاب الوحي -وهذه نقطة مهمة- وهو أدرى بما نزل على رسول الله صلى الله عليه  وسلم.
  2. أنه عندهم غير متهم.
  3. كذلك هو شاب ولديه القدرة على إنجاز هذا الأمر بروح الشباب، ومن ثمَّ رشحوه للقيام بهذا الأمر.

أما عن موقف زيد فقد راجعهم مِرارًا، وتخوف من هذا الأمر، وتخوف من أن يكون هذا الأمر فيه غضب الله سبحانه وتعالى … إلى آخره؛ ولكنه في النهاية انشرح صدره للأمر، كما انشرح قبل ذلك الفاروق والصديق رضي الله  عنهما، ولكنه قال تعليقًا على هذا التكليف: “أنهما لو كلفاني بحمل جبل أُحد، لَكَان أهونَ عليَّ من هذه المهمة التي كلفاني بها”. وهي عملية جمع القرآن.

قامت خطة زيد بن ثابت في جمع القرآن على أسس معينة، وهي: تتبع آيات القرآن وسوره في الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال وجذوع النخل… إلى آخره من هذه الأشياء، وبدأ زيد في تجميع ما تفرق في الرقاع والأكتاف وهذه الأشياء في مصحف واحد.

وبدأ يرتب الآيات في السور حسب الترتيب، الذي أقره رسول الله صلى الله عليه  وسلم بناء على قراءة رسول الله صلى الله عليه  وسلم لهذه الآيات في السور، من خلال الصلاة عندما كان يقرأ في الصلاة.

الناحية الثانية التي اعتمد عليها هي طبقًا لِمَا كان يبينه جبريل لرسول الله صلى الله عليه  وسلم، هناك آيات صريحة وردت بها بعض الأحاديث، يروَى أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه  وسلم في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ} [البقرة: 281] : ((ضَعْها يا محمد في رأسِ ثمانين ومائتين من البقرة)) هكذا النص.

وبهذه الصورة يكون زيد قد تتبع الآية بناءً على: إما ما كان يقرؤه الرسول في الصلاة بترتيبها، وإما بما كان يأمر جبريل النبي صلى الله عليه  وسلم بوضع الآيات فيها؛ فظهر المصحف بهذه الصورة كما كان يقرؤه رسول الله صلى الله عليه  وسلم.

بعد انتهاء هذه العملية تكَّون لدى المسلمين بهذه الصورة مصحف؛ فتم جمع هذه الصحف، وتم وضعه عند أبي بكر الصديق رضي الله  عنه وبعد وفاة أبي بكر، تم وضع هذا المصحف عند عمر، وعند وفاة عمر رضي الله  عنه تم وضع هذا المصحف عند السيدة حفصة بنت عمر وزوج رسول الله صلى الله عليه  وسلم.

وبقي المصحف عند السيدة حفصة حتى عصر عثمان بن عفان رضي الله  عنه الخليفة الراشد الثالث، الذي طلب المصحف من السيدة حفصة، ومن المعروف تاريخيًّا: أن عثمان بن عفان استجلب هذا المصحف، وكتب منه عدة نسخ، ووزع هذه النسخ على الأمصار، وألزم المسلمين باتباع هذا المصحف.

error: النص محمي !!