رواية الأحاديث الضعيفة ونقلها، والمراد بقولهم: “هذا ليس له أصل”
كيف تروى الأحاديث الضعيفة؟ أو كيف تنقل؟
راوي الحديث الضعيف أو ناقل الحديث الضعيف إما أن يرويه أو ينقله بإسناده، أو لا؛ فإن رواه بإسناده أو نقله بإسناده فلا يجب عليه أن يبين ما فيه من ضعف؛ لأن من يروي الحديث بإسناده يحيل القارئ على البحث عن رجاله وصحته؛ بناء على القاعدة التي تقول: من أسند فقد أحالك، ومن أرسل فقد تكفّل لك.
أما إذا لم يذكر الإسناد فعليه أن يبين أنه ضعيف، أو يذكر الحديث بصيغة من صيغ التمريض كقيل ويروى ويحكى؛ فهذه الصيغ تدل على أن الحديث ضعيف، ولا يجوز له أن يذكره بصيغة من صيغ الجزم كقال وفعل وروى، ونحو ذلك مما هو مبني للمعلوم.
أما إذا نقل حديثًا صحيحًا بغير إسنادٍ فعليه أن يذكره بصيغة من صيغ الجزم كقال وروى، وغير ذلك من الصيغ التي تدل على أن الحديث صحيح. ولا يجوز له أن يذكره بصيغة التمريض الدالة على ضعف الحديث.
ما المراد بقول المحدثين: هذا الحديث ليس له أصل، أو لا أصل له؟
قال الحافظ السيوطي: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: معناه ليس له إسناد.
ملحوظة: بعد أن دونت المصنفات الحديثية صار الاعتماد على هذه المصنفات في أخذ الحديث، فمن جاء بحديث لا يوجد في هذه المصنفات مجتمعة لا يقبل منه.
قال ابن الصلاح: قال البيهقي: من جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يُقبَل منهم، ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لا ينفرد بروايته، والحجة قائمة بحديثه برواية غيره، والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلًا بـ”حدثنا” و”أخبرنا”، وتبقى هذه الكرامة التي خصت بها هذه الأمة شرفًا لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم .
قال ابن الصلاح معللا كلام البيهقي: ووجه ذلك بأن الأحاديث التي قد صحت، أو وقعت بين الصحة والسقم قد دونت وكتبت في الجوامع التي جمعها أئمة الحديث، ولا يجوز أن يذهب شيء منها على جميعهم، وإن جاز أن يذهب على بعضهم لضمان صاحب الشريعة حفظها.