زيادةُ “الباء” في خبر “إنَّ” و”لكنَّ” و”ليتَ
تزاد “الباء” بنُدرة في غير خبر “ليس”، و”ما”، و “لا”، وكلِّ ناسخ منْفِيّ. ومن زيادتها بنُدرة في خبر “إنّ” مكسورة الهمزة، مشدّدة النون: قول الشاعر:
فإنْ تَنْأ عنها حِقْبَةً لا تُلاقِهَا | * | فإنَّك ممَّا أَحْدَثَتْ بالمُجَرِّبِ |
زاد “الباء” في “المُجرِّب”، وهو: خبر “إنّ”.
وتُزاد بِنُدرة أيضًًا في خبر “لكنّ” و “ليت”، ومثال ذلك: قول الشاعر:
ولكنَّ أجرًًا لو فعلتِ بِهيِّنٍ | * | وهل يُنْكَرُ المعروفُ في الناس والأَجرُ |
زاد “الباء” في خبر “لكنّ” وهو: “هيِّن”، والأصل: ولكنّ أجرًًا هينٌ لو فَعَلْتِهِ أصبْتِ. وكقول الشاعر:
يقول إذا اقْلُوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ | * | ألاَ ليْتَ ذا العيشَ اللذيذَ بدائمِ |
زاد “الباء” في “دائم” وهو: خبر “ليت”. واسمها: “ذا العيشَ” بالنصب، عطف بيان على “ذا”، أو نصّتْ عليه.
وإنما دخلَت في خبر “أنّ” مفتوحة الهمزة في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّ اللّهَ الّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ} [الأحقاف: 33] فلمّا كان قوله: {أَوَلَـيْسَ اللَهُ} في معنى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّ اللّهَ}، دخلت “الباء”، بدليل: أنَّه جاء مصرّحًا به في موضعٍ آخَر، كقوله تعالى: {أَوَلَـيْسَ الَذِي خَلَقَ السّمَاواتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ} فالنَّفي متناولٌ لها مع ما في حيِّزها.