Top
Image Alt

سبب غزوة بني المصطلق، ومباغتة المسلمين للأعداء، ومميزات هذه الغزوة

  /  سبب غزوة بني المصطلق، ومباغتة المسلمين للأعداء، ومميزات هذه الغزوة

سبب غزوة بني المصطلق، ومباغتة المسلمين للأعداء، ومميزات هذه الغزوة

وبعد غزوة الأحزاب، بَشَّرَ النبيُّ صلى الله عليه  وسلم أصحابه بأن قريشًا لن تغزوهم بعد هذا، وإنما المسلمون هم الذين سوف يغزونهم في عقر دارهم، وكانت نبوءتة صلى الله عليه  وسلم صادقة،  وأقام صلى الله عليه  وسلم  بالمدينة إلى أن خرج صلى الله عليه  وسلم في جمادى الأولى ليُنْزِلَ الجزاء ببني لحيان الذين غدروا بأصحاب الرجيع، وكانت ديارهم متوغلة إلى حدود مكة، فسمعت بنو لحيان بأمر النبي صلى الله عليه  وسلم وقصده إياهم فهربوا في رءوس الجبال، ومن ثم لم يقدر على أحد منهم فسار إلى عسفان، ثم بعث فرسانًا إلى كراع الغميم لتسمع بهم قريش فيذعرهم ويريهم قوة الإسلام.

غزوة بني المصطلق، وسميت باسم آخر هو: غزوة المريسيع:

“المصطلق”: هو جزيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة، وهم بطن من خزاعة، وسُمي جزيمة بالمصطلق، أما المريسيع فهو ماء لبني خزاعة، وكانت ديار بني المصطلق تتوسط ديار خزاعة، وكان موقعهم مهمًّا بالنسبة للصراع بين المسلمين وبين قريش.

ورغم أن خزاعة كانت عينًا للنبي صلى الله عليه  وسلم وموادة له؛ إلا أن بني المصطلق أخذوا جانب العداء من المسلمين، وكان أول ما فعلوه أنهم شاركوا قريشًا في غزوها المسلمين في أحد، ولما كانت المصالح التجارية التي حرصت عليها بنو المصطلق تمثل دافعًا من دوافع التعامل مع قريش، فإن بني المصلطق عملوا على أن يؤلبوا ضد المسلمين، ومن ناحية أخرى فإنه كان للعقيدة الوثنية التي كان عليها بنو المصطلق وهي عبادتهم لمناة؛ فإنهم كذلك كرهوا الإسلام لذلك.

سبب الغزوة: وسبب هذه الغزوة أن الحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق جمع لحرب رسول الله صلى الله عليه  وسلم مَن قدر عليه من قومه ومن العرب، لعله خشي انتقام النبي صلى الله عليه  وسلم لمواقف بني المصطلق من المسلمين ومؤازرتهم لقريش، ولما علم النبي صلى الله عليه  وسلم بأمرهم بعث بريدة ابن الحصيب الأسلمي حتى يقف على أمرهم، فنزل بريدة بينهم ووجدهم قد تألبوا وجمعوا الجموع، فأوهمهم أنه جاء ليشترك معهم ضد المسلمين؛ ولذلك وقف هذا الرجل على حقيقة أمر بني المصطلق وعاد ليخبر النبي صلى الله عليه  وسلم الذي أسرع ليرد على هذه الجموع قبل أن يستفحل خطرهم.

خرج النبي صلى الله عليه  وسلم إليهم في شعبان من السنة السادسة للهجرة، وقد استعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، ويُقال نميلة بن عبد الله الليثي، ومضى صلى الله عليه  وسلم يقصد ديار بني المصطلق التي اجتمعوا فيها تحت زعامة قائدهم وشيخهم الحارث بن أبي ضرار أبي جويرية بنت الحارث التي تزوجها النبي صلى الله عليه  وسلم بعد ذلك، فلما سمع بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم وهو المريسيع وهو من ناحية قديد إلى الساحل، وتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل منهم من قتل، وسبى النبي صلى الله عليه  وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم، وأسر كثيرين من رجالهم؛ لأنه صلى الله عليه  وسلم غزاهم كما يقول البخاري: وهم غارون، أي: غافلون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث  رضي الله  عنها التي تزوجها فيما بعد.

وهنا نجد بأن النبي صلى الله عليه  وسلم فاجأهم وباغتهم بغزوه من غير إعلان لهم؛ لأن دعوة الإسلام كانت قد بلغتهم؛ ولأنهم كذلك حاربوها مع قريش وجمعوا بعد ذلك لحرب المسلمين من جمعوا في هذه الغزوة.

error: النص محمي !!