Top
Image Alt

سبب غزوة بني قريظة، واستعداد المسلمين لها

  /  سبب غزوة بني قريظة، واستعداد المسلمين لها

سبب غزوة بني قريظة، واستعداد المسلمين لها

عاد أبو حذيفة بن اليمان وأخبر النبي بأمر قريش ورجوعها إلى مكة، فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وفي الصباح، عاد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم خلع لباس الحرب واغتسل، ولما جاء وقت الظهر جاء جبريل عليه السلام وقال: وضعتم سلاحكم؟ فإن الملائكة لم تضع سلاحها، وإن الله عز وجل يأمرك بالمسير إلى بني قريظة، وإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم؛ ولذلك نادى النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا وأمره أن يؤذن في الناس بالمسير إلى بني قريظة، وكان اللواء لواء غزوة الأحزاب ما يزال معقودًا كحاله، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليِّ وخرج آمرًا الناس: ((فإنه من كان سامعًا مطيعًا لا يصلين العصر إلا في بني قريظة)). حتى يحث الناس على المسير والإسراع إليهم.
بدأ الحصار لهذه القبيلة نحوًا من خمسة وعشرين يومًا، حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب، وكان حيي بن أخطب قد دخل مع بني قريظة في حصنهم؛ لأنه كان قد واعد كعب بن أسد أنه سيكون معه ينال ما يناله لو أن الأحزاب رجعوا من غير أن يقاتلوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولما اشتد الحصار على بني قريظة ورأوا أنه لا مجال للنجاة، قال كعب بن أسد: إن محمدًا لن ينصرف حتى ينجازكم، ولقد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإني عارض عليكم خلالًا ثلاثًا فخذوا أيها شئتم، فقالوا، وما هي؟ قال: نتبع هذا الرجل ونصدقه، فوالله لقد تبين لكم أنه نبي مرسل وأنه للذي تجدونه في كتابكم، فتأمنون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم. لكنهم أبوا هذا النصح في أول الأمر، ثم رجعوا عن ذلك.

error: النص محمي !!