سرية عرنة
ثم رجلٌ آخر كان نواحي عرنة -قريبًا من عرفات- هو سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي، الذي خرج يجمع الناس لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وقد جمع الجموع.
فلما علم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأمره بعث عبد الله بن أنيس ليقتله، حتى يقضي على هذه الحركة في مهدها، فخرج عبد الله بن أنيس، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ سيفه، وقال خرج يعتزي لخزاعة -أي ينتسب إليهأ. وقال: حتى إذا كُنتُ ببطن عرنة لقيته يمشي -أي: لقي سفيان يمشي وراءه الأحابيش وما انضوى إليه- فعرفه بنعت النبي صلى الله عليه وسلم له؛ حيث إنه صلى الله عليه وسلم كان قد وصفه له، وقال عبد الله بن أنيس لهذا الرجل إنه سمع بجمعه لمحمدٍ فجاء ليكون معه، فقال: أجل، إني لأجمع له، يقول: فمشيت معه وحدثته حتى انتهى إلى خبائه، وتفرق عنه أصحابه، فلما هدأ الناس وناموا، يقول: اغتررته فقتلته، ثم عاد رضي الله عنه، وخرج رهط سفيان يطلبون عبد الله بن أنيس، ولكنهم لم يقدروا عليه؛ لأنه رضي الله عنه كان يتوارى منهم حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية عشر يومًا قضاها في أداء هذه المهمة.