Top
Image Alt

سرية مؤتة: أسبابها، وأهميتها، وموقف هرقل وأعوانه منها

  /  سرية مؤتة: أسبابها، وأهميتها، وموقف هرقل وأعوانه منها

سرية مؤتة: أسبابها، وأهميتها، وموقف هرقل وأعوانه منها

ب. موقف هرقل وأعوانه من السرية:

 كانت لأول مرّة تخرج سرية لتقاتل جموعًا مثل هذه الجموع، وفي ميدان جديد مثل ميدان نصارى الشام من الروم وأتباعهم من متنصّرة العرب الذين ارتبطت مصالحهم بالدولة الرّومية، ولما وصل كتاب النبي صلى الله عليه  وسلم إلى هرقل دعاه فيه إلى الإسلام ، ودعا ملوك الشام من الغساسنة وغيرهم كذلك، طلب هرقل بعضَ مَنْ بالشام من العرب، فصادف وجود أبي سفيان، فناقشه هرقل في أمر النبي صلى الله عليه  وسلم.

 ولما ذكر أبو سفيان أمر النبي لهرقل، أقرَّ هرقل بنبوة الرسول صلى الله عليه  وسلم وعرف الحق، ولكن بعد أشهر من مجيء الكتاب إليه جمع الجموع، وكانت بواعث هرقل أن هذا الدين سوف يسود على النصرانية، ثم لا يبقى لهم كملوك بعد ذلك شيء يضمن لهم السيادة على الناس، فإن الأباطرة كانوا يعتبرون أنفسهم رعاة للنصرانية.

ومن هنا كان هذا الإصرار على الخروج والقتال، وحتى يُعرَّف المسلمين أن هذه الجبهة – جبهة الشام، أو بالأحرى جبهة النصرانية- هي أشد بأسًا وأكثر عددًا وأمضى سلاحًا؛ ولذلك كانت هذه العدة الكبيرة التي خرج فيها هرقل في مائة ألف من الروم، ثم ما اجتمع إليهم من العرب وقبائلها، والممالك التي دانت بالحكم والتبعية للروم الذين بلغوا نحوًا من مائة ألف كما تذكر الآيات.

هنا، اختار النبي أمراءً صلى الله عليه  وسلم لهذه السرية؛ ولذلك سميت سرية الأمراء؛ حيث أمر صلى الله عليه  وسلم عليهم أولًا زيد بن حارثة، وقال صلى الله عليه  وسلم: ((إن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون رجلًا منهم فليؤمروه عليهم))، وهذا يدل على يقين النبي صلى الله عليه  وسلم بعِظم المهمة.

error: النص محمي !!