شروط المبتدأ إذا كان وصفًًا عند البصريين
اشترط البصريّون في الوصف الرّافع مكتفىً به عن الخبر: أن يتقدّم عليه نفْي أو استفهام.
مثال النفْي قول الشاعر:
خليلَيّ ما وافٍ بعهدي أنتما | * | إذا لم تكونا لي على مَنْ أُقاطِعُ |
ومثالُ الاستفهام:
أقاطِنٌ قومُ سَلْمَى أمْ نَوَوْا ظَعَنًا | * | إنْ يَظْعَنُوا فعجيبٌ عيشُ مَنْ قَطَنَا |
خلافًًا للأخفش والكوفيِّين، ولا حُجّة لهم في نحو قول الشاعر:
خبيرٌ بنو لِهْبٍ فلا تَكُ مُلْغِيًا | * | مَقَالَةَ لِهْبِيٍّ إذا الطيرُ مَرَّتِ |
ولا حجّة للكوفيِّين في هذا البيت؛ لِجواز كوْن الوصف “خبير”: خبرًًا مقدّمًًا، و “بَنُو لِهب”: مبتدأ مؤخَّرًًا. وإنما صحّ الإخبار بالمفرد: “خبير” عن الجمْع: “بنُو لهب”؛ لأنّ “خبير” على وزن “فَعيل”: مصدر، والمصدر يُخبَر به عن المفرد، والمثنّى، والجمْع، فهو على حدِّ قوله تعالى: {وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، وابن مالك في (شرح التسهيل)، وابنه في (شرح الألفيّة) ذَهَبَا إلى جواز خلوّ الوصف من النفْي أو الاستفهام -كما ذهب سيبويه- وإن كان قبيحًًا.