Top
Image Alt

صفات الباحث الجيد

  /  صفات الباحث الجيد

صفات الباحث الجيد

بما أن البحث يقوم به باحث، فلا بدّ أن نتعرّف على هذا الباحث، وعلى دوْره، وعلى صفاته، وعلى خصائصه، وعلى ما يجب أن يتوفّر فيه، وعلى ما يجب أن يتخلّى عنه؛ حتى يكون جديرًا بأن يكون باحثًا علميًّا.

من هذه اللحظة، سنتحدث عن الباحث في نطاق العلْم، وخصوصًا على مستوى الماجستير، والدكتوراه، وما يتلو ذلك من المراحل.

علينا أن نعلم، ونحن نتحدث عن الباحث العلْمي: أن الحصول على باحث علْمي جيّد ليس بالأمر السّهل؛ لأنه يتطلّب مواصفات كثيرة لا بدّ أن تتحقّق فيه. وعندما نتعرّف على هذه المواصفات والخصال، سيتبيّن لنا فعلًا أنّ الأمر ليس بالأمر السهل. فكونك تَبني عقليّة باحث علْمي مستكمل للشروط العلْمية، هذه مسألة تحتاج إلى جهد كبير، وإلى تعرّف، وإلى فحص. والأساتذة الذين يُدرِّسون للطلاب، عليهم أن يعرفوا مواهب طلابهم، وأن يُحسنوا اختيارهم، وأن يُقدّموا لهم مزيدًا من العناية بالفعل؛ حتى يندرجوا وينخرطوا في مسار البحث العلْمي؛ ليستكملوا بعد ذلك الخصائص والمواصفات التي يجب أن تتوفّر في الباحث العلْمي.

الباحث العلْمي باحث يتّصف بصفات معيّنة، ومهارات محدّدة فِطرية ونفسية وعلْمية وأخلاقية، تُؤهّله للقيام بمهمة البحث العلْمي، وليكون باحثًا علميًّا ناجحًا.

وعلينا أن نعلم: أنه ما دام الأمر ليس بالسهل أو بالميسور، فإنّ تكوين هذا الباحث والوصول إلى نتيجة تليق بهذا الباحث، لا يتم دَفعة واحدة ولا في وقت قصير، وإنما يتمّ تكوين هذا الباحث بالتدريج، شرْط أن يكون لديه التصميم والعزم على أن يصل إلى تلك الدرجة، وإلى التدريب المتواصل الذي يرفعه إلى أن يتحقّق بصفات ومهارات الباحث العلْمي.

وعلينا أن نتوقّف بعض الوقت؛ لكي نتعرّف على تلك الخصائص والصفات والمهارات التي يجب أن يتّصف بها إنسان ما؛ لكي يكون باحثًا علميًّا، مع الاعتراف بأن الأمر ليس بالسهل، وأنه لا يتمّ دفعة واحدة، ولكن يتمّ على التدريج. ومع أن الأمر صعب، فهو ليس بمستحيل.

أولًا: لا بدّ أن يكون لدى هذا الباحث مستوًى معقول من القاعدة العلْمية.

لا أستطيع أن آتي بإنسان من عُرض الطريق لكي أجعله باحثًا علميًّا. لا بد أن يكون عنده إمكانات علْمية ومستوًى من العلْم الذي يؤهِّله لمواصلة البحث في مجال معيّن. لا بد أن يكون عنده مؤهَّل. لا أستطيع أن آتي بتلميذ في الإعدادية، ولا بتلميذ في الثانوية؛ لكي أجعل منه باحثًا علميًّا. على الأقلّ يكون لديه قاعدة علْمية تتمثل في الحصول على درجة جامعية أولى: بكالوريوس مثلًا، أو ليسانس في بعض البلاد.

وهنا أنصح الذين ينوون أن ينخرطوا في سلك البحث العلْمي: ألَّا ينقطعوا عن العلْم مُددًا طويلة. بعض الناس يتخرّج ويدخل إلى الحياة العملية، ويظل سنوات وسنوات، ثم يقول: أبحث.

عندئذٍ ستكون قاعدته العلْمية التي كوّنها في مرحلة الدراسة الجامعية قد نضبت، وقد غابت في أعماق سحيقة في ذهنه، فلا يمكنه البناء عليها. لكن إذا كان تخرّج، ويبغي الوصول ومواصلة الدراسة، فيجب أن يتّصل ذلك بالبحث مباشرة حتى يمكن البناء على قاعدة علْمية سليمة.

وليس معنى ذلك أنّ الذي ينخرط في الحياة العملية يكون عاجزًا عن مواصلة البحث بعد ذلك؛ لأنه ربما ظروف اجتماعية تُلزمه بهذا، لكن عليه أن يبذل مجهودًا كبيرًا في الوصول إلى مثل المستوى الذي وصلَه في دراسته الجامعية أو أكثر؛ حتى يكون مؤهَّلا لمواصلة السّيْر في هذا الطريق.

ثانيًا: لا بد أن يكون عنده ذكاء فطري وخيال علْمي: ليس خيال الروائيِّين كما سبق بيانه- ينبثق من الظاهرة التي تُدرس، ويعتمد عليها في تأكيد هذا الفرض العلمي؛ لأن الفرض العلْمي -وخصوصًا في المناهج التطبيقية، وفي البحوث التاريخية، بل في كلّ المجالات بصفة عامة – لا بدّ أن يكون نابعًا من الظاهرة التي يدرسها الباحث، ومؤكَّدًا عن طريق الملاحظات والتجارب التي يقوم بها الباحث، لتأكيد هذا الفرض، وإلا يجب التنازل عنه لأنه لا يكون فرضًا علميًّا دقيقًا. والفرض العلمي يعتمد على الخيال؛ فلا بد أن يكون لدى الباحث مستوى من الذكاء يُمكّنه من جودة التّصوّر للمشكلة التي سيُعهد إليه ببحثها والموضوع الذي سيناط به تعميقه.

الفهم الصحيح للعناصر.

معرفة جهود السابقين في إطار هذا العلْم.

تصوّر الحلول المبتكرة للمشكلات التي يُعهد إليه القيام بها.

وضْع الفروض العلْمية.

التّحقّق من النتائج.

التّحقّق من صدق الفروض.

التّوصّل إلى قوانين.

التفسير والتعليل والتحليل والتركيب … إلخ

لا بد أن يكون عنده قدْر من الذكاء، بالإضافة إلى المستوى العلْمي الذي حقّقه.

ثالثًا: القدرة على القيام بالبحث، وتطبيق عناصره، والوفاء بمقتضياته:

ولا يكفي هنا مجرد المعرفة؛ لأن الإنسان قد يكون على علْم دقيق بقواعد النحو، وبقواعد اللغة، وبالعروض، وبالأدب، وبالبلاغة، لكن هو في مرحلة الحفظ؛ يحفظ ولكنه لا يستطيع أن يتحوّل إلى باحث مبتكر.

هذا مستوى، وهذا مستوى. قد يكون حافظًا، ولكنه لم يُمنح عقليّة الباحث العلْمي -ونحن نرى أن علماءنا فرّقوا بين الفقيه بالرواية والفقيه بالدراية. الفقيه بالرواية يحفظ الأحاديث، لكن المحدِّث الذي يعلم علْم الدراية يبحث الأسانيد، ويبحث المتن المتعلِّق بنص حديث النبي صلى الله عليه  وسلم. ففرْق بين الحافظ وبين ذي الدِّراية، وبين القدرة على تسخير وتوظيف هذا الذي يحفظه من أجْل الوصول إلى علْم جديد.

فلا بدّ أن يكون عندنا هذه المقدرة في الباحث حتى يتمكّن من الوصول إلى معلومات جديدة على تنظيم المعلومات، وحُسن الصياغة لها، وحُسن تقديره للمشكلة، وفهمه لظروفها، وجودة التعبير عنها، واستخدام الأساليب في التعبير عنها، واستعمال الأساليب الإحصائية والكمية … إلخ فيما يتطلبه البحث العلمي.

رابعًا: الاتّصاف بالأمانة العلْمية:

الباحث لا بد أن يكون عنده أمانة علْمية في تسجيل النتائج، وفي عرض المشكلات، وفي بيان أنه لم يستطع أو لم يتوصّل إلى حلّ المشكلة الفلانية. فلا يقبل من الباحث أن يقوم بتزوير النتائج، أو بتزوير الإحصاءات، أو بتزوير الفروض العلْمية، كما لا يُقبل منه أن يسطو على بحوث الآخَرين، أو أن يدّعي لنفسه النتائج التي توصّل إليها الآخرون، بل يجب أن يكون أمينًا ودقيقًا جدًّا. وهذه صفة أخلاقية مهمّة لا بد من التمسك بها. ونحن نعلم أنّ من تراثنا الديني الإسلامي: أن الرسول صلى الله عليه  وسلميقول: ((المتشبِّع بما ليس فيه، كلابس ثوبَيْ زُور))، يعني: الذي ينسب إلى نفسه ما ليس فيه أو يأخذ نتائج الآخرين، هذه سرقة لا يصحّ ولا يتقبّلها الشرع.

ثم عليه أن يتحلّى بالإنصاف في الحُكم على آراء السابقين. افرضْ: أنه هو يدرس مذهبًا لا يرتضيه، أو نظامًا سياسيًّا لا يتقبّله، أو فكرة لا يؤمن بها، فعليه أن يقول الحق فيها دون تحيّز أو هوًى، ثم مِن حقِّه بعد ذلك أن ينقدها؛ وهذا جهد علْمي آخر مضاف.

لكن عند العرض لا بد أن يَعرض تمامًا، يعني: افرضْ: أنني أحقّق مخطوطًا يقول كلامًا علميًّا أثبت العلْم الحديث أنه خطأ، لا أقوم بتزوير هذا الأمر حتى أبيّن أن السابقين قد وصلوا إلى هذه النتيجة، لكن أجعل النص كما هو، ثم أعلّق عليه بأنه أثبت العلْم الحديث بأن هذه النظرية خاطئة، أو أنها صحيحة، وهكذا. فأصِف الأمر كما هو عليه، وهذا من الأمانة العلْمية. وقد سبق لنا أن تحدّثنا عن الموضوعية التي تُلزم الباحث بأن يتحلّى بهذه الأخلاق في عَرضه للموضوعات وحلّه للمشكلات والنتائج التي يتوصّل إليها.

خامسًا: أن يكون لدى هذا الباحث قدْر كبير من المرونة الفكرية والعقلية:

بحيث يكون لديه القدرة على تعديل أفكاره إذا كان البحث يؤدِّي إلى تعديل هذه الأفكار؛ فلا يصمّم على آرائه دون دليل، ولا يتمسّك بأفكاره دون حجّة ولا برهان، وإنما يكون عنده مقدرة على التنازل عن الرأي إذا كان هذا الرأي ليس له دليل قويّ، وأن يكون لديه القدرة على تقبّل آراء الآخرين إذا كان لديها مثل هذا الحديث أو النص أو الدليل الذي يظهر لدى الآخَرين.

ولقد نجد في كلام الإمام الشافعي، ما يؤكِّد هذا الأمر، عندما يقول: “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”. فإذا ظهر الحق في رأي الآخَر فعلى الإنسان العالِم أن يتنازل عن رأيه حتى يأخذ بالحق الذي يقول به الآخَرون: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [المائدة:8].

سادسًا: أن هذا الباحث يجب أن يكون لديه صبر على متابعة البحث ومشكلاته:

لأن البحث لا يجري هكذا سهلًا يسيرًا، وإنما يحتاج إلى عناء وتفكير، ويحتاج إلى صبر في الوصول إلى النتائج. وربما تستعصي عليه مشكلة فتحتاج إلى مزيد من الجهد، ومزيد من القراءة، ومزيد من الفحص، ومزيد من المشاورة، ومزيد من السؤال للأساتذة، ومزيد من التّعرّف على كيفيّة حلّ المشكلات المماثلة، وهذا يؤدّي إلى أن يكون البحث شُغل الباحث الشاغل، وكما قالوا: “فإنّ العلم لا يعطيك خالص الحِكمة حتى تعطيه خالص المحبّة”.

لا بد يمتزج بلحمه ودمِه، يفكّر فيه وهو يقظ وهو نائم، ولعلّ بعض الأفكار -نتيجة لانشغاله وهو يقظ بالموضوع- تأتي لديه بعض الحلول أحيانًا عن طريق ما يُلهمه الله عز وجل به في منامه، أو نتيجة للتأمل الكثير. وربما يدلنا سلوك علمائنا القدامى على هذا القدر الكبير من الصبر في الرحلة التي كانوا يقومون بها من بلد إلى بلد، ينتقل من المدينة إلى الشام من أجل حديث، أو يذهب إلى مصر من أجل حديث، ويذهب إلى اليمن من أجل حديث، في وقت كانت المواصلات فيه صعبة وعسيرة، ولكنه يبذل هذا من أجل العلْم ويصبر على العلْم.

سابعًا: لا بدّ من التّأنّي وعدم التّسرّع في الوصول إلى النتائج:

لأن ذلك التّسرّع ربما يؤدِّي به إلى الخطإ في وصف الظاهرة، أو في التعرف على أسبابها، أو في التعرف على جوانبها المختلفة، أو على عناصرها التي تتكوّن منها. نتيجة للتسرع هذا يؤدي إلى الخطإ في الوصف، والخطإ في التفسير، والخطإ في التعليل، والخطإ في النتائج، والخطإ فيما يترتّب على البحث من النتائج، إذًا لا بد من التّأنِّي.

ثم لا بد أن يكون لدى الباحث القدرة على تمحيص الأفكار ونقد الأفكار السابقة؛ لأنه ليس مجرّد جمَّاع للروايات، وليس ناقلًا للأفكار، ولكنه باحث بعقلية نقديّة، لا بدّ أن يتعرّف على مواطن الضعف والقوة فيما ينقله، وعلى مواطن الصواب والخطإ فيما يحكيه، ولا بد أن يُدلي بفكره وبرأيه فيما ينقله عن الآخَرين على النحو الذي تحدثنا به عن ابن خلدون منذ قليل، وعن علمائنا المسلمين في مجالات التشريح والطب والفلَك وغيرها، فيما كتبوه في نقد الأفكار السابقة وفي تقويمها. هذا ظاهر عند ابن الهيثم، وظاهر عند الجاحظ، وظاهر عند علماء كثيرين، وعند الكِندي، وأمثالهم من المفكِّرين، نقدوا أفكارًا سابقة، وبيّنوا أنها كانت خاطئة. ولو سلّموا بها هكذا بغير عقلية نقدية، لراجت وثبتت، ولكن هؤلاء كان عندهم تلك العقلية النقدية؛ وهذا من خصائص الباحث العلمي، بل من أخص خصائصه.

فكم من معارف قديمة ثبت أنها لم تكن دقيقة، وكم من معلومات استقرت قرونًا طويلة، ولكن أثبت العلْم الحديث أنها غير صحيحة. ويظهر هذا على نحو خاصّ في مجال البحوث التجريبية التي راجعت وناقشت كثيرًا من الموضوعات والنتائج التي توصّل إليها القدامى، ولكن عن طريق التراكم العلمي، وعن طريق بعض الأجهزة الحديثة، وعن طريق بعض الفروض العلْمية الدقيقة، توصل العلماء إلى أنّ هذه البحوث كانت متساهلة، أو على حسب ما تيسّر لأصحابها من العلْم في وقتها التي قيلت فيه.

ولقد نجد تأكيدًا لهذا الأمر في تراث علمائنا القدامى، عندما يقول الإمام أحمد -وهو عالم من علماء الحديث الكبار، وفقيه من الفقهاء الأربعة، ومن الأئمة الكبار، وهو رجل عالِم وعامل بعلْمه، وملتزم بشرع الله عز وجل يقول: “لا تقلِّدْني، ولا تُقلِّدْ مالكًا ولا الشافعي، وخُذْ من حيث أخذوا”. انقدْ وتثبّتْ وافحص ومحِّصْ؛ بحيث يكون لديك هذه العقلية التي تؤدّي إلى مثل هذا الأمر في تكوين العلْم لهذا الباحث.

ثامنًا: الرغبة في إضافة الجديد إلى العلْم:

لا بد أن يكون فيه جديد، البحث الذي يكرّر ما قاله السابقون ليس بحثًا علميًّا. يكون تقريرًا أو تقويمًا، لا بد من الإضافة. والإضافة لا تأتي هكذا عفوًا، بل لا بدّ من جهد، لا بد أن يعرف بحوث السابقين؛ حتى لا يُكرّر النتائج فيما بحثوه وضيّعوا فيه أعمارهم وجهودهم. ولا بد أن يطّلع على الجديد دائمًا أوّلًا بأوّل، ويطّلع على مصادر العلْم المتجدّد الآن. ونحن نعلم أنّ البحث العلْمي الآن يخطو خطوات هائلة في التقدم؛ بحيث إن المعرفة العلْمية تكتسب جديدًا في كل ثانية على مستوى العالَم؛ فإذًا لا بد من أن يتّصل بهذا الجديد، عن طريق المجلات العلْمية، وعن طريق شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”. لا بد أن يكون على اتصال بمراكز البحوث العلْمية، ويتّصل بها ويراسلها ويسألها، ويفحص ما تُقدّمه … إلخ وعندئذ لن يكون هناك بحث معتبر إلَّا بإضافة الجديد.

تاسعًا: التّفهّم لموضوع البحث، والتّقبّل له:

لا بد أن يكون عند الباحث نوع من التجاوب لموضوع البحث؛ حتى يبدع فيه، وحتى يقدِّم فيه جديدًا. فلا يكون البحث مفروضًا عليه، أو يكون مجبَرًا على إجرائه؛ لأنه لو كان الإنسان يحسّ بنفور نحو البحث الذي يقوم به، فلن يقدّم فيه شيئًا ذا بال. ربما يقدم أقل القليل؛ لأنه مضطرّ لدراسته؛ لكن عندما يختاره، ويتّفق مع مزاجه النفسي، ويتفق مع نفسيّته، ويتفاعل الباحث معه، يُبدع فيه، ويقدِّم فيه الجديد. وهذا أمر مهمّ جدًّا.

ثم بعد ذلك التواضع في صياغة النتائج؛ إذا وصل إلى نتائج يكون عنده نوع من التواضع، لا يقدم نفسه على أنه أتى بما لم يأت به الأوائل، ويتحدث عن نفسه بلفظ التعظيم، ويقول: نحن توصّلنا … نحن اخترعنا … نحن بحثنا … عليه أن يتّسم بالتواضع العلمي؛ لأن هذا من الأمور الأخلاقية الدينية والعلْمية. ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه  وسلمكان يحذِّر من إعجاب كلِّ ذي رأي برأيه. ولا بدّ للإنسان أن يتواضع للعلْم لأنّ مَن تواضع لله رفعه، والمتواضع يتعلّم أكثر من المتكبِّر المعجَب برأيه.

ثم أقول هذا الكلام، وربما يكون غريبًا نوعًا ما: أن يكون لدى هذا الباحث نوع من المقدرة المالية؛ لأنه سيحتاج إلى شراء أجهزة، شراء كتب … إلخ.

ثم أختم بأن يُرزق الباحث مُشْرِفًا تتوفّر فيه صفات وخصائص المشرف الجيّد، وهي شروط كثيرة: علْمية وأخلاقية، سوف يكون الحديث عنها -إن شاء الله- فيما هو آتٍ.

error: النص محمي !!