Top
Image Alt

طرق الاستنساخ ومجالاته

  /  طرق الاستنساخ ومجالاته

طرق الاستنساخ ومجالاته

وقد أشرنا إليها إجمالًا منذ قليل من حيث نقل النواة الجسدية إلى بويضة منزوعة النواة، أو بتشطير البويضةِ المُخصبة، وهذا ما سنفصله في هذا العنصر، من المعلوم أن سنة الله في الخلق أن ينشأ المخلوق البشري من اجتماع نطفتينِ اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الصبغيات، الصبغيات هي الكروموسومات، يبلغ نصف عدد الصبغيات التي في الخلايا الجسدية للإنسان، فإذا اتحدت نطفةُ الأب-أي: الحيوان المنوي من الزوج- بنطفة الأم الزوجة التي تُسمى البويضة؛ تحولتا معًا إلى نطفةٍ أمشاجٍ، مختلطةٍ، أو لقيحة، هذه اللقيحة تشتمل على حقيبةٍ وراثية كاملة، هي مجموعُ الصبغيات، أو الكروموسومات، ثلاثة وعشرون من الزوج، وثلاثة وعشرون من الزوجة.

هذه الحقيبة الوراثية الكاملة تمتلك طاقةَ التكاثر، فإذا انغَرَسَتْ في رحم الأم تنامت، وتكاملت، وولدَتْ مخلوقًا مكتملًا بإذن الله، وهي في مسيرتها وتتابع أطوارها تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين، فأربعًا -أربع خلايا- فثمانية -ثمانية خلايا- ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلةً تبدأ عندها بالتمَايُز، والتخصص، بمعنى: أن تكون بعض هذه الخلايا لعضو ما، وبعض هذه الخلايا لعضو آخر، وهكذا هذه الخلايا للعظام، وهذه للحم، وهذه للعضلات، وهكذا، وبعد مرحلة هذا التكاثر من الخلايا تبدأ بالتمايز والتخصص، فإذا انشطرت إلى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان.

وقد أمكن في الحيوان إجراء فصل اصطناعي لأمثال هذه اللقائح، فتولدت منها توائم متماثلة، ولم يُبَلَّغ بعد عن حدوث مثل ذلك في الإنسان، وقد عُدَّ ذلك- أي: انشطار البويضة المخصبة إلى خلايا متمايزة إلى شطرين- نوعًا من الاستنساخ، أو التنسيل؛ لأنه يولد نسخًا، توأمين، أو نسائل متماثلة، يمكن أن يكون الانشطار إلى أكثر من شطرين؛ فيولد نسخًا أو نسائل متماثلة، وأُطلق على هذه الطريقة اسم الاستنساخ بالتشطير، هذه طريقة.

وثمة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل، تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكاملة على شكل نواةٍ من خلية من الخلايا الجسدية، وإيداعها في خلية بويضية منزوعة النواة؛ فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة، وهي في الوقت نفسه تمتلك طاقة التكاثر؛ فإذا انغرست في رحم الأم تنامت، وتكاملت، وولدت مخلوقًا مكتملًا بإذن الله.

وهذا النمط من الاستنساخ الذي يُعرف باسم النقل النووي، أو الإحلال النووي للخلية البويضية، هو الذي يُفهم من كلمة الاستنساخ إذا أُطلقت وهو الذي حدث في النعجة “دولي” على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخةً طبق الأصل؛ لأن بويضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة، ولهذه البقايا أثرٌ ملحوظ في تحديد، أو تحوير الصفات التي وُرثت من الخلية الجسدية، ولم يُبَلَّغ عن حصول أي من الطريقتين في الإنسان.

error: النص محمي !!