طرق تدريس: اللغة العربية، والتربية الإسلامية
في البداية نشير إلى تلك الطرق التي يمكن أن تستخدم في التدريس لكل من علوم التربية الإسلامية واللغة العربية بحيث يمكن للمعلم استخدام طريقة واحدة في تدريس كلا العلمين أو كلا الأمرين، ولما كانت تلك الطرق تعد بمثابة خطوط عامة، ومحددات رئيسة في مجال التربية والمناهج وطرق التدريس، فإن هذه الطرق يمكن أن تستخدم، وتلك الأساليب يمكن أن توظف في تدريس علوم التربية الإسلامية، واللغة العربية وتبين الترابط والتشابه بين كل منهما فليس التدريس بالضرورة مقصور على نقل المادة العلمية من المعلم إلى الطالب كما أنه ليس مقصورًا على إنهاء المنهج الدراسي فقط أو على إفهام الطالب بل يمكن أن يكون في التدريس عملية تؤدي إلى توضيح العلاقة والروابط والتشابهات بين علم وعلم آخر.
ولما كان كلا العلمين علم التربية الإسلامية واللغة العربية كلاهما يقدم من خلال اللغة العربية، فإن هناك بعض الأساليب والطرق والاستراتيجيات والأدبيات التي تشير إلى العلاقة الواضحة بينهما، فنحن في علوم التربية الإسلامية نستخدم كثيرًا من الطرق ونستخدم بعضًا من الأساليب، ونشير إلى بعض من القيم التي وردت وضربت بها الأمثلة عند عرضنا لدروس اللغة العربية كالأدب والنصوص، والبلاغة، والأبيات الشعرية، وغيرها من الأمثلة والتشبيهات المختلفة، وإن الأسلوب الذي يلتزمه المعلم في كلا العلمين يكون بينه تشابه إلى قدر كبير، فهناك طريقة يتبعها في التدريس يكون لها أثر كبير في رسوخ المعلومات سواء كانت تلك المعلومات من علوم التربية الإسلامية أو اللغة العربية؛ ولذا فإن ابن خلدون يرى أن طريقة التدريس تختلف من قطر لآخر، وفي هذا دلالة على أنه صنعة من الصناعات.
كما أن هذه الطرق قد تستخدم في علم واحد، وتمتد لعلوم أخرى، وقد تختلف هذه الطرق بين علم وآخر؛ فطريقة التدريس المتبعة في تدريس علم أو فن ما قد تختلف عن علم آخر، لكن التربويين يرون أن هناك تشابهًا إلى قدر وثيق بين تدريس التربية الإسلامية، واللغة العربية على اعتبار أننا عندما نتحدث عن اللغة العربية في وطننا العربي ودولنا الإسلامية، فإننا نتخذ من التدليل على القواعد والمبادئ الموجودة في اللغة العربية كثيرا من الآيات والأحاديث، وكذلك الأمثلة والأمور المستمدة من علوم التربية الإسلامية.
وبالعكس أيضًا فإننا عندما نتحدث عن التربية الإسلامية، فإننا قد نستشهد بآيات وأبيات من الشعر، وقصص وروايات إلى غير ذلك؛ ولذا فإننا نجد أن طالب العلم في كلا الأمرين يكون محتاجًا إلى ملازمة أهل التربية الإسلامية، وكذلك أهل اللغة العربية حتى ينمو نموًا علميًّا وتربويًّا متكافئًا؛ ولذلك فإن التدريس يجب أن يهدف إلى تنمية التفكير، وكذلك توضيح العلاقات والروابط بين العلوم المختلفة، ومنها علما التربية الإسلامية واللغة العربية، والتربية الإسلامية قامت على مبدأ الفطرة، فهي تنظر إلى المتعلم نظرة إيجابية إذ إن شخصية المتعلم قابلة للتأثر بالتربية.
ومن الأمثلة على الاهتمام بالجانب النفسي أن التربية الإسلامية حثت المعلم على وجود المساواة بين الطلاب، والتودد إلى الحاضرين أو الترغيب في طلب العلم، وتحصيله والاعتناء بمصالح الطالب، وشكر من أصاب، وعدم تنفير المقصر، والتواضع مع الطلاب واجتناب إيقاع الطلاب في الكذب، ومطالبتهم بطلاقة الوجه وحسن المودة والمحبة، وأيضًا التحدث داخل الفصل الدارسي، وداخل بيئة المدرسة باللغة العربية الفصحى مما يكون له التأثير الأكبر على التدريب النشأ، وتدريب الطلاب والمتعلمين على الحديث باللغة العربية الفصحى، وتبني ذلك داخل المؤسسات التعليمية.
وقد ينعكس ذلك بالضرورة خارج بيئة المدرسة، وخارج حدود الفصل الدراسي مما يكون له الأثر البالغ على تنمية مهارات اللغة العربية، والتحدث بها في كافة الأماكن والبقاع، وتعد مادة التربية الإسلامية، وعلوم التربية الإسلامية من أكثر المواد ارتباطًا باللغة العربية، فيجب على معلم التربية الإسلامية أن يتحدث باللغة العربية الفصحى طوال الحصص الدراسية، وطوال المنهج الدراسي، ولا يستخدم أبدا العبارات العامية، وفي ذلك تنمية وانعكاس بالضرورة على مبادئ اللغة العربية، وعلى تنميتها في نفوس الطلاب.
ولذا فإن طرق التدريس يجب هي الأخرى أن تكون قادرة على أن تجعل للدين وللتربية الدينية قيمة في حياة الطلاب، وترتفع بمستوى تربيتهم الدينية بحيث تنعكس تعاليم الدين وقضاياه العلمية، وقواعده المعرفية على حياتهم السلوكية، وتتأثر طرق التدريس التربية الإسلامية واللغة العربية بمفهوم التعليم، فلو سألنا هل التعليم هل مجرد حشو أذهان المتعلمين أم هو تنظيم للموقف التعليمي والصحيح أن النظرة إلى طبيعة عملية التعليم ذات صلة وثيقة بالطريقة المسبقة، فهناك من يعتقد أن مهمة المعلم تشكيل شخصية المتعلم على وفق النموذج المثالي للإنسان الناضج الكامل وبحسب
هذه النظرة، فإن على المتعلم أن يستجيب استجابة آلية لتوجيهات المعلم، والمتعلم الناجح هو الذي لا يقاوم هذه الطريقة، وهو الذي يمكن أن يسير في ركابها.
ولم يكن للتعليم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلمأسلوب يعتمد على التلقين دون فهم أو استيعاب فقد كان النبي الكريم والقرآن الكريم يستخدم في تربية والقرآن الكريم يوظف في تربية الصحابة بالأحداث، ويتنزل مع الوقائع بأحكام جديدة لتلك الوقائع، وكان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلمينوع في أساليبه التعليمية للصحابة فتارة عن طريق التساؤلات كما في حديث ((أتدرون من المفلس؟)) إلى آخر الحديث.
وتارة بالمناقشة والاستقصاء كما جاء مع الشاب الذي جاء يستأذن النبي في أن يرخص له أو يبيح له الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أترضاه لأمك أترضاه لأختك)) إلى آخر الحديث إلى أن اقتنع الشاب بذلك ثم تاب، وأعرض عن هذا.
ولعلنا في تدريس علوم اللغة العربية نأخذ تلك الأحاديث فنسير فيها من جوانب عدة من حيث المعنى، ومن حيث الإعراب، ومن حيث مبادئ اللغة العربية، وفي هذا دلالة واضحة على الارتباط بين علوم التربية الإسلامية واللغة العربية، وبما أن المواد الدراسية وثيقة الصلبة بحياة الطالب، ومرتبطة بجميع شئونه العامة والخاصة، فإنه لا بد من استخدام الأساليب بالتربوية الجيدة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة كما أن تنويع أساليب بالتدريس واستثارة تفكير الطلاب، وإشراكهم في التوصل إلى الحكم أو النتيجة يجعل الدرس جاذبا ومشوقا، ومرغوبا لدى الطلاب.
ولذلك فإن على المعلمين في تدريس علوم التربية الإسلامية أن يوظفوا اللغة العربية في ذلك توظيفا جيدا، وبالعكس فعند تدريس اللغة العربية يمكن أن نكسب الطلاب أو المتعلمين بعض مبادئ وفضائل وقيم التربية الإسلامية من خلال توظيفها في الأمثلة المستخدمة في التدليل على قواعد نحوية أو أمور بلاغية أو غير ذلك.
ومن المسلم به أنه ليست هناك طريقة تدريس مثلى أو موقف تدريس يحكم بنجاحه مقدمًا؛ ولذا فإن علينا أن نبدع وأن نجدد وأن نطور في أدائنا وممارستنا التعليمية داخل فصولنا الدراسية، ولقد يرى البعض أنه إذا كان في حصة التربية الإسلامية أو أثناء إعداد درس للتربية الإسلامية فإن عيه أن يهتم اهتماما بالغة بنسبة كبيرة بالتربية الإسلامية وحدها، فالامتحان سوف يأتي من خلال ذلك لكن البعض الآخر يرى أن ذلك يؤدي إلى ملل الطالب، وأن التنويع والربط والتكامل بين علم وعلم آخر أثناء التدريس قد يؤدي إلى التشويق واستثارة قدرات الطالب، وينشط انتباهه وعملياته العقلية، ويتجلى ذلك واضحًا في تدريس كل من علوم التربية الإسلامية وكذلك علوم اللغة العربية، ويمكن أن نقول أنه بالضرورة أن هناك عدة عوامل تدلل على نجاح عملية الربط، والتدريس لعلوم التربية الإسلامية واللغات العربية وغيرها من العلوم، ومن هذه العوامل التي تؤدي إلى نجاح ذلك أنها تؤدي إلى تحقيق الغاية المنشودة عند تدريس علم من العلمين على حدا.
فعند تدريس علم اللغة العربية وحده تكون هذه الطريقة فعالة ومؤثرة، وذات أثر بالغ في الطلاب وعند تدريس علم التربية الإسلامية بتوظيف اللغة العربية خلاله تكون هذه الطريقة أيضًا مؤثرة، والعكس كذلك كما أن على طرق التدريس أن تأخذ في اعتبارها النمو الجسدي والاستعداد العقلي والمعرفي للطلاب، والمرحلة التي هم فيها، وأن تثير اهتمام الطلاب وميولهم وتحفزهم على العمل الإيجابي والنشاط الذاتي، فإننا يمكن من خلال درس للتربية الإسلامية أن نرصد جائزة أو مكافأة مادية أو معنوية لمن يقوم من الطلاب فيقرأ درسا قراءة صحيحة يتوخى فيه كل الحذر من الوقوع في زلات الأخطاء اللغوية، ويقرأ هذا الدرس قراءة لغوية تامة وقراءة صحيحة، وبذلك نكون قد اعتبرنا، ولفتنا أنظار الطلاب إلى تنمية المهارات وقواعد اللغة العربية أثناء التحدث والقراءة لديهم.
كما أننا في تدريس اللغة العربية أيضًا يمكن أن نرصد جائزة مادية أو معنوية كذلك لمن يعطي أكبر قدر من الأمثلة بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو المأثورات أو غير ذلك، وفي هذا أثر بالغ في تنمية المهارات اللازمة لكلا العلمين علم التربية الإسلامية، واللغة العربية، والنمو المعرفي والعقلي الانفعالي لكلا العلمين في نفسية الدارس، ويبدو أننا في حاجة كبيرة في عصرنا الحالي، ونظرا لثورة المعلومات، ونظرا لتزاحم وكثرة المؤلفات في كلا العلمين التربية الإسلامية واللغة العربية نكون بحاجة إلى المرونة في التدريس، وإلى توفير عدة اختيارات وبدائل وإلى تدريس اللغة العربية، وكذلك التربية الإسلامية من خلال وسائل تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات الحديثة بحيث نجعل في إمكان الطالب، وفي قدرته وفي الإتاحة له أن يدرس كلا العلمين في أي وقت شاء، وفي أي مكان شاء من خلال المستحدثات، والوسائل التكنولوجية المتطورة.
وفي ذلك يتضح عنصر المرونة، وعنصر تلبية احتياجات الطلاب، وبذلك فإننا عندما نوظف التكنولوجيا في تدريس علوم التربية الإسلامية واللغة العربية، فإننا ننقل عملة التعلم من الإلقاء والتلقين إلى البحث وإلى الاستكشاف، وإلى الاستنتاج، والاستنباط وما غير ذلك من العمليات العقلية العليا، وكذلك فإن على معلمي التربية الإسلامية، واللغة العربية، والمتعلم دائما تكون عينه معقودة على المعلم داخل بيئة الصف الدراسي، فإنا على المعلم في علم التربية الإسلامية، وعلم اللغة العربية أن يركز تركيزًا بالغا على تبني المهارات الخاصة بمهنة العلم الذي يقوم بتدريسه، فمعلم التربية الإسلامية لا بد أن يكون نقي السريرة، طيب اللسان، نظيف الجسد والثياب والملبس كذلك متزنا في تصرفاته وانفعالاته ملتزمًا التزاما دينيا داخل بيئة الصف الدراسي، متحدثا باللغة العربية الفصحى، مستخدما للأحاديث والآيات القرآنية والمؤثرات الدينية.
كذلك فإن على معلم اللغة العربية أيضًا دور كبير، فعليه أن يستهل في دروسه دائما بقواعد ومبادئ وأمثلة من القواعد اللغوية والعربية، وأن يتحدث كثيرا بالآيات القرآنية مبينا وجهة هذه الآيات من جهة علم اللغة العربية موضحا معناها، وإعرابها ، والأمور اللغوية والصور البلاغية المرتبطة بها، فكلا المعلمين معلم التربية الإسلامية يمكن أن يشير من خلال أداء الدرس إلى علم اللغة العربية وفضله ويجذب أنظار الطلاب تجاهه من خلال تحدثه باللغة العربية كذلك فإن معلم اللغة العربية يمكن أن يوجه أنظار الطلاب إلى علوم التربية الإسلامية، وإلى قدرها من خلال تلاوته للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية تلاوة صحيحة مبينا معناها، ومبينا موقعها من اللغة العربية وارتباطها بقواعد معينة.
ولذلك فإن على المعلمين أيضًا في كلا العلمين تشجيع الطلاب وإعطائهم الفرصة للأداء في تلك العلوم، وللبحث والاطلاع وتكليفهم بمهام تعليمية تجعلهم في بيئة تعلم نشطة سواء كان هذا التعلم على نحو فردي أو في مجموعات صغيرة أو في مجموعات كبيرة؛ ولذلك فإن كلا المعلمين معلم التربية الإسلامية، ومعلم اللغة العربية لا بد أن يستخدم من الوسائل التعليمية والأنشطة الدراسية وما يمكنه استخدامه؛ لأن كلا العلمين من فئة العلوم النظرية التي لا يوجد فيها تجارب عملية يقوم الدارس بأدائها، ويرى النتيجة بعينه.
لكننا يمكن أن نقول أيضًا أن كلا العلمين يمكن أن يكون له شواهد عملية، ودلائل تجريبية تبين قيمة هذا العلم وتبين أسس ومبادئه، ومهاراته الرئيسة، فمعلم التربية الإسلامية يمكن أن يوزع الطلاب للعمل في مجموعات صغيرة، وذلك عند تمثيل قصة دينية معينة، ويقوم كل متعلم منهم بأداء دور في هذه القصة أو بتمثيل قيمة دينية معينة أو باستعراض حدث ديني أو مناسبة دينية محددة، وأثناء ذلك ينبه المعلم على الدارسين بضرورة التحدث باللغة العربية، والالتزام بمبادئها ثم يقيم ذلك شريطة أن يكون المعلم قد سجل ذلك كله للمتعلمين من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة أو حتى من خلال استخدام التسجيلات الصوتية كالكاسيت مثلا.
وفي مادة اللغة العربية يمكن أن يوزع المعلم على طلابه في مجموعات صغيرة عدد من القواعد النحوية، ويطلب من طلابه في المجموعات الصغيرة أن يقوم كل منهم بإعداد مقالة أو درس مصغر عن هذه القاعدة شريطة أن يستشهد في ذلك بالعديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار الدينية متوخيا في ذلك الالتزام الدقيق بالتحدث وبالكتابة باللغة العربية، وفي ذلك أيام ربط بين كلا العلمين مما يعني أننا ندرس علما ونهدف إلى تنمية مبادئه، ومبادئ علم آخر بالضرورة فعندما ندرس التربية الإسلامية بهذه الطريقة أو اللغة العربية فإننا ننمي بالضرورة لكل منهما معا في آن واحد.
ولا شك أن طريقة التدريس المستخدمة تعد مكونا من مكونات المنهج الدراسي، فعندما ندرس علوم التربية الإسلامية، فإن طريقة التدريس المستخدمة تصبح جزءا ومكونا وعنصرا من عناصر المنهج، وكذلك عندما ندرس اللغة العربية تصبح طريقة التدريس المستخدمة كذلك إذ يتم من خلال طريقة التدريس الاتصال بين المتعلم ومحتوى المنهج بعد أن يتم اختياره وتنظيمه في ضوء معايير معينة، وتكمن أهمية طريقة التدريس في أي علم من العلوم في أنها تعد أول اختبار عملي بمدى مناسبة المنهج للمتعلم من حيث أهدافه ومحتواه، ولعل هذا ما دفع المربين منذ أمد بعيد إلى التفكير في ابتكار مضمون مجموعة من طرق التدريس العامة والخاصة، فطرق التدريس العامة هي التي تصلح لأن تستخدم في عدة علوم معا، فيمكن أن نوظف طريقة تدريس لعلوم التربية الإسلامية، واللغة العربية، والتاريخ، وغيره من العلوم النظرية، ويمكن أن نستخدم طريقة تدريس لكافة العلوم معا، ويمكن أن نستخدم طريقة تدريس خاصة تخص علما معينا دون سواه من العلوم غير أنه من الملاحظ أن طرق التدريس التي تستخدم في علوم التربية الإسلامية، وفي علوم اللغة العربية يمكن أن تكون طرقًا واحدة ومتشابهة إلى قدر كبير.
نظرا لهذا الترابط والتشابه والتشابك بين كلا العلمين كما سبق توضيح ذلك، وتلك الطرق تؤدي في النهاية وتساعد المعلم على أداء رسالته التعليمية شريطة أن يختار الطريق المناسب لمتطلبات الموقف التعليمي، وطبيعة المتعلمين، وخصائصهم، وأن يبدع فيها ويضيف إليها ما يراه مفعلًا ومنشطًا بالعملية التعليمية وهناك عدد من الطرق والأساليب التي تستخدم في التربية الإسلامية، وكذلك اللغة العربية، وهذه الطرق يمكن أن توظف، وتلك الأساليب يمكن أن يتم استخدامها في كلا العلمين التربية الإسلامية واللغة العربية أيضًا.
ولا يمكننا أن ننكر أهمية الحصص الدراسية في مواد التربية الإسلامية واللغة العربية في تعليم هذه العلوم لكنها ليست السبيل الأوحد، ولا الطريق الأمثل لذلك بل هناك أساليب متعددة ينبغي أن يأخذ بها المعلم للوصول إلى هذه التربية، ولتحقيق الأهداف التربوية المسبقة سواء كان ذلك أثناء الحصة أو خارجها، وقد استنبط المربون المسلمون عددًا من تلك الأساليب التربوية والتي أثبتت نجاحها على مر التاريخ، وهي أساليب مستمدة في معظمها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بل إن كثيرًا منها قد مارسه النبي صلى الله عليه وسلمفي تربية وتعليم أصحابه، وإكسابهم لمبادئ الإسلام الحنيف؛ ولذلك فإننا يمكن أن نذكر عددا من هذه الأساليب التي يمكن أن تستخدم في تدريس كل من علوم التربية الإسلامية واللغة العربية.
فأسلوب القصة يستخدم في تدريس علوم التربية الإسلامية كقصة موسى # مع الخضر، وكذلك قصة موسى مع فرعون أو قصة يوسف مع إخوته يمكن أن نستخدم هذه القصص في إكساب المتعلمين للمعلومات والمهارات، والمفاهيم، والقيم الدينية التي رغب فيها وحث عليها الإسلام الحنيف، ويمكن أن نستخدم هذه القصص أيضًا من جانب آخر من جهة اللغة العربية من حيث دلالات الكلمات والحروف، والألفاظ والمعاني، ومن حيث الإعراب ومن حيث القواعد النحوية الموجودة بها، وبالتالي فإننا نكسب المتعلم المعلومات والمهارات، والقدرات لعلمين معا وهما علم التربية الإسلامية، وكذلك علم اللغة العربية.
وأسلوب التربية بالحوار يستخدم كأسلوب من أساليب التربية الإسلامية كما أنه أيضًا يعزز من مهارة الطلاقة، والتحدث اللغوي، والتفكير العقلي اللغوي، وتوظيف كلمات ومفردات اللغة العربية في إدارة الحوار أو المناظرة أو المجادلة أو الندوة مع الغير أو أمام الغير من المستمعين أو المتعلمين، وفي ذلك بالضرورة، فإن أسلوب التربية بالحوار يعزز وينمي مهارات التربية الإسلامية وكذلك مهارات اللغة العربية.
وأسلوب التربية بالقدوة يستخدم كأسلوب من أساليب التربية الإسلامية ويعزز ذلك في نفوس المتعلمين إلى أن يقتدوا بالرموز الدينية، وإلى أن يقتدوا بالأفعال النبوية التي قال بها النبي صلى الله عليه وسلموكذلك الصحابة، وكذلك التابعين في سلوك مسالك معينة في مواقف بعينها أو في غيرها من مواقف الحياة اليومية كما أن التربية بالقدوة الحسنة يجعل معلم اللغة العربية أو دارس اللغة العربية يقول في نفسه لا بد أن أكون قدوة لغيري، فأنا معلم للغة العربية أو طالب دارس للغة العربية فلا بد أن أقتدي بمبادئ مهنتي وعلمي، وأن أن أتحدث مع أي من الناس باللغة العربية، وفي ذلك اتباع للقدوة في العمل.
وأسلوب التربية بالممارسة والعمل يستخدم كذلك في التربية الإسلامية من خلال أن يقوم الإنسان بفعل ما يقول، وأيضًا يستخدم في علوم اللغة العربية من خلال أن يقوم الإنسان بتعليمها وتعلمها، والنطق بها والكتابة بها، وما إلى ذلك من المهارات المرتبطة باللغة العربية.
كذلك فإن هناك أسلوب التربية باستخدام الأمثال أو الأمثلة كما قال الله عز وجل في القرآن {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} [العنكبوت: 43] وقد ضرب الله عز وجل لنا أمثلة عديدة كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} [إبراهيم: 24] إلى آخر الآيات الكريمة وكذلك العديد من الأمثلة الأخرى التي زخر بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتلك الأمثلة هي بهدف التربية الإسلامية والتربية الدينية، والأخلاقية القويمة والصحيحة لكن لا يمكن أن نتخذ ونأخذ هذه الأمثلة مراجع لنا في اللغة العربية من خلال فحصها، ومن خلال إعرابها، ومن خلال شرحها وتوضيحها، وننطقها باللغة العربية الفصحى، ونشير في ذلك أيضًا إلى علم التربية الإسلامية وارتباطه بهذه الأمثلة أو الأمثال.
كما أن هناك التربية بالعبرة والموعظة الموعظة البليغة والحسنة هو أسلوب يستخدم في التربية الإسلامية، ويمكن أن نصوغ الكثير من العبر، ومن الحكم، ومن المواعظ بكلمات مفردات اللغة العربية، ونحيل ذلك إلى إشاراته، وإلى دلالاته على مجال التربية الإسلامية كما أن هناك أسلوب التربية بالترغيب والترهيب، وهذا ما وضحه القرآن الكريم، وزخر به وأوضح الثواب، وأوضح العقاب، فإننا كذلك يمكن أن نستخدم أسلوب التربية بالترغيب والترهيب في تدرس علوم التربية الإسلامية، ونشير في ذلك أيضًا إلى علوم اللغة العربية وإلى الترابط بينهما، ونعرض فيما يلي إشارة إلى تلك الأساليب، ومدى توظيفها وجعلها رابطًا بين كلًا العلمين علم التربية الإسلامية وعلم اللغة العربية.
فأسلوب الحوار، وهو ما ينشأ بين طرفين أو أكثر من حديث، ويستخدم السؤال والجواب بصورة شائقة تشحذ الأذهان، وتقرب المعاني، وتشجع المتعلم على المبادأة والمنافسة البناءة والمشاركة في عملية التعلم بشرط وحدة الموضوع والهدف، وقد يصلان إلى نتيجة وقد لا يقنع أحدهم الآخر مما لا يؤدي إلى تثبيت المعلومات وتنمية الميول وتفجير الطاقات الحيوية وتصلح طريقة الحوار في جميع المراحل التعليمية غير أنها تميل في الصفوف العليا للجدل ويعتمد نجاحها على التحديد الدقيق لموضوع الحوار، وعلى ثقافة المتعلم وخبرته ومرونته في طرح المادة العلمية ومناقشتها، وهناك عدة أساليب وأشكال للحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية ومن أبرزها الحوار الخطابي التعبدي، فقد خاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين في عشرات المواضع كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [البقرة: 21].
وقد عد هذا الأسلوب حوارا، أما حوار العبد فهو مثل قولك في صلاتك أو في جلوسك الحمد لله رب العالمين، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: لقد حمدني عبدي، وإذا قال العبد “إياك نبعده وإياك نستعين” قال تعالى: ولعبدي ما سأل وهكذا.
وبهذا الحوار تثبت في نفوس النشء أمور مهمة على المعلمين أن ينتبهوا إليها منها التجاوب مع أسئلة القرآن، والتفكير بمعناها، والتفكر في حكمها وأسرارها، والتأثر العاطفي بمعاني القرآن ومنها توجيه السلوك والعمل بمقتضى القرآن الكريم، وكذلك إشعار النشء المسلم القارئ للقرآن بعزة الإيمان ومكانته عند الله كما أن لهذا النوع من الحوار أن يوظف، ويقوم المعلم في مادة اللغة العربية بإعداد نماذج وأمثلة لحوارات أخرى تنمي لدى المتعلم، ولدى الدارس كذلك إمكانية إجراء الحوار، وهناك الحوار الخطابي التذكيري، وفيه يتم التذكير بنعم الله أو التذكير بأخبار الأمم الغابرة، ويمكن أن نجد في مادة الغة العربية من أبيات الشعر ومن القصص ما يمثل ذلك في تاريخ الأدب والنصوص على سبيل المثال أيضا.
وهناك الحوار الخطابي التنبيهي الإيضاحي كقوله تعالى {عَمَّ يَتَسَاءلُون * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيم * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُون [النبأ: 1-3]، فعلى علماء اللغة العربية أيضًا أن يأخذوا ذلك من وجهة نظر اللغة العربية، وأن يوضحوا المعنى والبيان والإعراب، وذلك في ضوء القواعد والدلالات اللغوية وهناك الحوار القصصي، والحوار الوصفي، والحوار الجدلي إلى غير ذلك من أنواع الحوارات كما أن هناك أيضًا الحوار النبوي الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلموذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلميدير كثيرًا من الحوارات مع أصحابه ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلميفضل أن يدير هذا الحوار مع البادئين أو الجدد في الإسلام حتى يبلي لهم أو يظهر لهم مبادئ الإسلام الحنيفة.
كذلك فإن طريقة الحوار يمكن أن تستخدم في اللغة العربية في النحو ذات، وأيضًا فإن القصة تعتبر وسيلة تربوية قوية هائلة في التربية الإسلامية، وفي توضيح القدرات اللغوية للغة العربية إذ إن القصة القرآنية تمتاز بمميزات عديدة تجعل لها آثارا نفسية، وتربوية بليغة كما أن هذه القصة وتلك القصص الدينية يمكن أن توظف على نحو واسع أيضًا في عملية تنمية المهارات، والقواعد اللغوية المرتبطة باللغة العربية وعلومها.
أما أسلوب التربية بضرب الأمثال، فهو في اللغة أي مثل أو الأمثال تشبيه شيء يراد بيان حسنه وقيمته بشيء مألوف كتشبيه اتخاذ المشركين أولياء من دون الله تعالى كما قال الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب} [الحج: 73].
فكيف تعبد هذه الإلهية التي بلغ بها الضعف هذا المبلغ أيها الإنسان العاقل مع أن الله خالق كل شيء، وهو أسلوب تربوي يعتمد على تصوير المعاني، ويمكن أن يأخذ أهل اللغة العربية تلك الآية لدراسة الأوجه اللغوية والصور البلاغية بها، فمن يستطيع أن يضرب هذا المثل بتلك البراعة اللغوي والإعجاز اللغوي والبلاغي الفائق إلا الله عز وجل؛ لذا فإن التربية بالمثل تستخدم في تحقيق الربط والتكامل، والتوضيح بين اللغة العربية، وبين التربية الإسلامية، وفي هذه الآية دلالة بالغة على ذلك، وفي الاعتقاد أن التربويين والغويين ما زالوا بعد لم يدركوا هذا التكامل الإدراك المناسب، ولم يستفيدوا من تحقيقه وتوظيفيه في عملية التعليم والتعلم، ولم يحققوا الرغبة الكامل كما ينبغي بين العلمين علم اللغة العربية، والتربية الإسلامية.
وفي تفكير واقتراح أيضًا أن توظيف الآيات القرآنية الزاخرة باللآلئ والكنوز والمعجزات وكذلك الأحاديث النبوية المباركة وفي توظيف كلا من القرآن الكريم وآياته المباركة وكذلك الأحاديث النبوية المطهرة إفادة كاملة لتوضيح الربط والتكامل بين علمي التربية الإسلامية واللغة العربية في سياق نموذجي مثالي واحد ومتكامل ورائع، وقد يعرف البعض المثل بأنه إبراز المعنى في صورة حسية تكسبه روعة وجمالا وتجعله أكثر إمتاعا للعقل وإمتاعا للأذن بغض النظر عن مضربه وعن مورده بل لا يشترط أن يكون له مورد، وإنما يجري مجرى الحكم إذ يتواتر المثل على ألسنة الناس غير أننا في اللغة العربية في حاجة أيضًا إلى ضبط الأمثال التي تتردد على ألسنة الناس؛ لأنه قد يكون فيها خطأ نحوي ولغوي وبلاغي، ولما كانت ألسنة الناس تتواترها وتستخدمها بالنقل فقد تعارف عليها الناس وكأنها شيء صحيح، وكأنها نقل كما هو، وكأنه أمر وقاعدة أدبية وتربوية ولغوية صحيحة، فإننا في حاجة إلى تمحيص وتدقيق وتصحيح تلك الأمثال العامية التي تتناقلها ألسنة الناس فبعض تلك الأمثال قد يتنافى تماما مع مبادئ التربية الإسلامية، وبعضها قد يتنافى أيضًا مع القواعد اللغوية الصحيحة، وبذلك فإن استخدام هذا المثل وشيوعه على ألسنة الناس قد يضر الناس في إكسابهم لقيم تتنافى مع مبادئ الدين والتربية الإسلامية، وأيضًا في إكسابهم لكلمات وجمل تتنافى مع قواعد اللغة العربية الصحيحة والسليمة.
ولنرى استخدام النبي صلى الله عليه وسلمأساليب تربوية في ضرب المثل كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أرايتم لو أن نهرا في باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء، قالوا لا يبقى من درنه قال فذلك مثل الصلوات يمحو الله بهن الخطايا)) كما قال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) هكذا تتجلى روعة وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلمفي ضرب الأمثال، الأمثال التي تربي أمما وشعوبا ودولا، وتربي نشأ وأجيالا كاملة من جهة التربية الإسلامية، والتي تعلم جهابذة اللغة العربية والحديث والكلام كيف تكون صياغة الكلام البليغ المختصر صياغة لا يستطيع أن يأتي بها أحد من العالمين؛ لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلملون من ألوان الوحي {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] كذلك فإن هناك أسلوب التربية بالقدوة الحسنة.
والقدوة الحسنة كما بينها القرآن تكون في اتباع الأفعال السديدة، والخصال الرشيدة كما قال تعالى في أن قدوة المسلمين في اتباع الأمور الفاضلة، وفي اتباع الخصال النبيلة، فقد قال سبحانه وتعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
ففي شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمتتمثل كل مبادئ الإسلام تتمثل كل مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، وفي حياته الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي الحنيف كذلك كما بينا، فإن قدوة معلم ومتعلم اللغة العربية أن يتحدث بها، وهكذا باقي الأساليب كالتربية بالممارسة والعمل كما سبق أن أسلفنا، فقد أشار القرآن الكريم في التربية الإسلامية بحض القائلين على أن يفعلوا ما يقولوا، فقال تعالى مستنكرا على قوم لا يفعلوا ما يقولون {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُون} [الصف: 2].
وفي ذلك إيجاب على القائلين وعلى المتدينين أن يتبنوا ما يقولون كذلك على معلم ومتعلم اللغة العربية أن يمارسها قولا وعملا وفعلا، ومهنة، وسلوكا، وآداء، وفي التربية بالعبرة والموعظة فقد ورد لفظ الوعظ في القرآن بصيغ مختلفة ومن الآيات التي ورد فيها لفظ الوعظ قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِين} [الشعراء: 136]. وقال تعالى {إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين} [هود: 46] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، فهذه تدل على مكانة الوعظ بوصفه طريقة تربوية فعالة.
يمكن كذلك لمعلم التربية الإسلامية أن يتخذ الوعظ لإكساب طلابه قيما تربوية سمحة ودينية حنيفة كذلك يمكن لمعلم اللغة العربية أن يحض، وأن يعظ طلابه دائما بالتبني واستخدام اللغة العربية في كل حياتهم، وفي إدارة الحوارات والحديث والكتابة بينهم، وكذلك بينهم وبين غيرهم من العالمين، وما أن أسلوب التربية بالترغيب والترهيب بينه القرآن الكريم كما قال تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72].
كذلك يمكن لمعلم اللغة العربية أن يستخدم أسلوب الترهيب والترغيب أيضًا في تدريس هذا العلم، وبذلك فلما كانت أساليب التربية والتدريس مستخدمة بين علم التربية الإسلامية، وبين علم اللغة العربية، ففي ذلك دلالة على التشابك والتكامل وأعتقد أن التكامل والترابط بين علم التربية الإسلامية، وعلم اللغة العربية يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة بهدف توضيح العلاقة، والترابط الوثيق، وبهدف توظيف تلك العلاقة والترابط في تطوير باقي العلوم الأخرى.