Top
Image Alt

علامات الساعة التي لم تقع بعد

  /  علامات الساعة التي لم تقع بعد

علامات الساعة التي لم تقع بعد

فمما ذكره الصادق صلى الله عليه وسلم: عودة جزيرة العرب جنات وأنهارًا, حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يُخرج الرجل زكاة ماله فلا يجدُ أحدًا يقبلها، وحتى تعود أرض العرب جنات وأنهارًا)). وعودَتُها جنات وأنهارًا؛ إما بسبب ما يقوم به أهلها من حفر الآبار، وزراعة الأرض، وغرس الشجر والنخل، ونحو ذلك مما هو حاصلٌ في زماننا، وإما بسبب آخر وهذا السبب هو تغير المناخ؛ فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل، ويفجِّر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يُحول جدبها خصبًا، ويُحيل سهولها الجرداء إلى سهول مُخضرة فيحاء, وهذا هو الأظهر؛ فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل.

ومن علامات الساعة التي لم تقع بعد: انتفاخ الأهِلّة؛ فمن الأدلة على اقتراب الساعة أن يُرى الهلال عند بدوّ ظهوره كبيرًا, حتى يُقال ساعة ظهوره: إنه لليلتين أو ثلاث؛ فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلًا فيقال: لليلتين، وأن تُتّخذ المساجد طرقًا، وأن يظهر موت الفجأة)). وعنهصلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من اقتراب الساعة انتفاخُ الأهلة)).

ومن علامات الساعة التي لم تقع بعد: تكليم السباع والجماد الإنس.

ومن علامات الساعة التي لم تظهر: انحسار الفرات عن جبل من ذهب، حيث روى البُخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((يُوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب؛ فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا)). وفي رواية: ((يحسر عن جبل من ذهب)) ومعنى انحساره: انكشافه؛ لذهاب مائه -كما يقول النووي. وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه؛ فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب، وهو غير معروف؛ فإذا ما تحول مجرى النهر بسببٍ من الأسباب، ومر قريبًا من هذا الجبل كشفه، والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأخذ منه؛ لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء.

ومن علامات الساعة التي لم تظهر: إخراج الأرض كنوزها المخبوءة، ومنها: محاصرة المسلمين إلى المدينة؛ فمن أشراط الساعة أن يُهزم المسلمون، ويُحيط بهم أعداؤهم ويحاصرونهم في المدينة المنورة. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُوشك المسلمون أن يُحاصروا إلى المدينة؛ حتى يكون أبعد مسالحهم سَلاح)). والمسالح جمع مسلحة وهي الثغر، والمُراد: أبعد مواضع المخافة من العدو، و”سلاح” موضع قريب من خيبر.

ومن علامات الساعة التي لم تظهر: إحراز الجَهْجاه المُلك, والجهجاه هذا اسم لرجل, فهذه العلامة تعني أن يتحقق لهذا الرجل الملك. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة, حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه)) رواه البخاري ومسلم. والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه: أنه يغلب النّاس؛ فينقادون له ويُطيعونه، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته.

ثُمّ من العلامات التي لم تظهر: فتنة الأحلاس؛ وفِتْنَةُ الدَّهْمَاء، وفِتْنَةُ الدُّهَيماء، فعن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودًا فذكر الفتن؛ فأكثرَ من ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال: ((هي فتنة هَرَب وحَرَب, ثم فتنة السّراء، دَخلها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني, وإنّما وليي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِك على ضلع، ثم فتنة الدُّهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته، فإذا قيل: انقطعت تمادت؛ يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين –أي: قسمين- فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد)).

ونتناول شرح بعض الكلمات, التي وردت في هذا النص من الحديث:

“الأحلاس” جمع: حِلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يُلازم الحِلْس ظَهر البعير، وقد قال الخطابي: يُحتمل أن تكون هذه الفتنة شُبّهت بالأحلاس؛ لسواد لونها وظلمتها.

و”الحَرَب”: ذهاب المال والأهل، يقال: حَربَ الرّجل فهو حريب فلان؛ إذا سَلب ماله وأهله. و”السراء”: النعمة التي تسرّ الناس من وفرة المال والعافية، وأُضيفت الفتنة إليها؛ لأنّ النعمة سببها, إذ إن الإنسان يرتَكِبُ الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير.

وقوله: “كورِك على ضلع” هذا مَثَل للأمر الذي لا يستقيم ولا يَثْبُت؛ لأن الورك لا يتركبُ على الضّلع ولا يستقيم معه، و”الدُّهيماء”: الداهية التي تدهم الناس بِشَرّها.

error: النص محمي !!