علم اللغة التاريخي: هو دراسة اللغة، أو قطاع منها، أو ظاهرة من ظواهرها في فترتين مختلفتين، وفي مكان واحد، وفي مستوى لغوي واحد.

ويسمى الدياكروني – وهي تسمية “دي سوسير” – أو الديناميكي أو التطوري، وأساس العمل به: تتبع الظاهرة اللغوية على فترات متعددة من الزمن بقصد التعرف على ما أصاب اللغة من تغير وتطور.

وقد نشأ هذا العلم في نهاية القرن الثامن عشر، وتطور في القرن التاسع عشر، وازدهر في نهاية هذا القرن على يد مدرسة النحاة الشبان أو الجدد في ألمانيا، واكتسب عندهم الدقة، والمنهجية، والذيوع والانتشار.

وعلم اللغة التاريخي يؤسس على المبادئ الآتية:

‌أ. الاعتماد على وصف الظاهرة اللغوية في فترتين مختلفتين فأكثر، بشرط حدوث تطور لغوي معين.

‌ب. وصف هذه الظاهرة في مكان محدد؛ حتى لا تضطرب النتائج المرتقبة.

‌ج. تحديد المستوى اللغوي المدروس في الفترتين المختلفتين، كأن ندرس الشعر الجاهلي، والشعر العباسي، والشعر الحديث في منطقة الحجاز مثلًا.

وليس من الجائز في نظر “دي سوسير” خلط الدراسة الوصفية بالدراسة التاريخية بحال من الأحوال، والوصفي بالذات لا يصح اعتماده على التاريخي، وإن كان الأخير يعتمد في بعض وجوهه إلى الوصفي؛ لأن الدراسة التاريخية بمعناها العام تعنى سبقها بدراسات وصفية لكل فترة.