عملُ “لات”
“لات” أصلها: “لا” النافية، زيدت عليها التاء بتأنيث اللفظ، أو للمبالغة في معناه. وعملها واجب؛ وهذا مذهب الجمهور. فتَرفع الاسم، وتَنصب الخبر بشرطيْن:
الأول: كون معموليْها اسمَيْ زمان.
الثانِي: أن يُحذف أحد معموليْها، والغالب كونه المرفوع: اسمها. ومثال ذلك: قوله تعالى: {وّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3] بنصب {حِينَ} على أنه خبر “لات”، واسمها محذوف. والتقدير: ليس الحينُ حينَ مناص.
ومن القليل: قراءة بعضهم: {وّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ} برفع {حِينَ} على أنها اسم “لات”، وخبرها محذوف. والتقدير: ليس حينُ مناصٍ حينًًا لهم، و{مَنَاصٍ} بمعنى: فِرَار. وأَمَّا قول الشاعر:
لَهْفي عليك لِلَهْفَةٍ من خائفٍ | * | يَبغي جِوارَكَ حين لاتَ مُجِيرُ |
فارتفاع “مُجير” على الابتداء، أو على الفاعلية بفعل محذوف. والتقدير على الابتداء: حين لاتَ له مجيرٌٌ، وعلى الفاعلية: يحصلُ مجيرٌ. و”لات” مهملة لعدم دخولها على الزمان. ومِثله في إهمال “لات”: قول الأعشى:
لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَةَ أَوْ مَنْ | * | جاء منها بطائفِ الأَهْوَالِ |
إذ المبتدأ هُنا: “ذِكْرَى” مصدر “ذَكَر”، وليس بزمان. وخبره: “هَنَّا”. وهي محتملة للمكان والزمان، أي: ليس في هذا المكان، أو الزمان ذكرُ جُبَيْرَة.