عملُ “لا” عملَ “ليس”
إعمالها قليل جدًًّا عند الحجازيِّين؛ وإليه ذهب سيبويه، وطائفة من البصريِّين. وذهب الأخفش والمبرّد إلى منْعه.
ويُشترط لإعمالها الشُّروطُ السَّابقة في: “ما”، ويضاف إليها:
- أن يكون المعمولان نكِرتيْن، نحو: “لاَ أحدٌ أفضلَ منك”.
- أن يُحذف أحدُ المعموليْن، والغالبُ الخبر، حتى قيل بلزوم ذلك.
كقول الشاعر:
مَنْ صدَّ عن نيرانها | * | فأنا ابنُ قيسٍ لاَ بَرَاحُ |
فـ”براحُ” اسم “لا”. وخبرُها محذوف، تقديره: لا بَرَاحُ لي.
والصحيح: جواز ذِكر الخبر، ومثاله قول الشاعر:
تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقيًا | * | ولا وَزَرٌ ممّا قضَى اللهُ واقيَا |
فـ”باقيًًا”: خبر “لا”. و”شيءٌ”: اسمها. وكذا “واقيًًا”: خبر “لا”. واسمها: “وَزَرٌ”. وإنما لم يُشترط الشرطُ الأوّل -وهو: ألاّ يقترن اسمها بـ”إنْ” الزائدة-؛ لأنّ “إنْ” الزائدة لا تأتي بعد “لا” أصلًًا؛ فلا حاجة لاشتراط ذلك فيها.