(عيار الشعر) لابن طباطبا
كتاب (عيار الشعر) لأبي الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا: قد عرض هذا الكتاب في دراسة موجزة المرحوم الدكتور سعد ظلام، أما المؤلف فهو أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا، ولد في أصفهان، ولم تذكر المصادر سنة ميلاده، لكنها ذكرت سنة وفاته وهي سنة ثلاثمائة واثنتين وعشرين من الهجرة، فهو إذًا عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وترك ابن طباطبا أبناء وأحفادًا كثيرين، منهم العلماء والأدباء المشهورون.
نشأ ابن طباطبا في “أصفهان” إذ ولد فيها، وتعلم وتأدب وتثقف على أيدي أئمتها الأعلام، وكان مشهورًا بالفطنة والذكاء، وصفاء القريحة، وصحة الذهن، وكان صاحب لسان وإنشاء وبلاغة، وتمكن في اللغة وأساليب الحجاج، والإقناع.
وقد وفد على أصفهان في الفترة، التي عاشها ابن طباطبا عددٌ كبيرٌ من العلماء والفقهاء والأدباء؛ منهم: الصاحب بن عباد والقاضي الجرجاني، وعاصر ابن طباطبا عددًا كبيرًا من الأدباء والشعراء في “أصفهان”، كان منهم أبو الفرج الأصفهاني، وأبو علي الرستمي، وحمزة بن الحسن الأصفهاني، وغيرهم.
أما عنوان الكتاب وهو (عيار الشعر)، فمن معاني العيار كما جاء في (القاموس): مآقي العين أو جفنها أو إنسانها أو لحظها، وقد يكون من مقاصد ابن طباطبا في تلك التسمية ملاحظة هذا المعنى؛ لأن رؤية الشعر بصدق تؤدي إلى الحكم الصحيح عليه، فكأنه جعل العيار الذي هو بمعنى العين أو مآقي العين، أو جفن العين، أو لحظ العين كأنه نظر إلى هذا المعنى فسمى كتابه بالعيار.
ومن معاني العيار: أنه خشبة تكون في مقدَّم الهَوْدَج، والوتد، والحبل، والسيد، والملك، والمتن في الصلب، ويكون من مقاصده عندئذٍ ملاحظة الأساسات التي يُعرف بها فن الشعر وأصوله وأدواته؛ لأن الخشبة التي تكون في مقدم الهودج، والحبل، والسيد، كل هذه معانٍ في دائرة الأساسات.
وجاء في (القاموس): عارت القصيدة أي: صارت، والعيار: الكثير المجيء والذهاب، والذكي الكثير التطواف، والأسد، ويكون من مقاصده في هذا العنوان سيرورة عمله وذيوعه، والتفاؤل له بالانتشار.
ومن معاني الكلمة، أو ما يتصل بها: تعاور الشيء، وتعاوروه: تداولوه، وعاره يعيره: أخذه وذهب به، أو أتلفه، وعاور المكاييل: قدّرها كعايرها، وعاير بينها معايرة وعيارًا: قدرها ونظر فيها، ويكون معنى (عيار الشعر) الأمور التي يُقدر الشعر على أساسها.
ويمكن أن يؤخذ من مجموع هذه المعاني أن (عيار الشعر) -أي: كتاب (عيار الشعر)- مبنيّ على النظر في الأساسات، والأصول، والأدوات التي يجب أن تتوافر في الشعر، والنظر في الأمور التي يُقدَّر الشعر بناء عليها.
فعيار الشعر إذًا هو معرفة أصول الشعر وأدواته، والأمور التي يقدر على أساسها، ويستحسن أن يوصف بالرداءة إذا تخلى عنها.
إذًا: كأن ابن طباطبا أراد من عنوان الكتاب الدلالة على موضوعه، والهدف منه.
أما المنهج الذي سار عليه المؤلف في هذا الكتاب فهو منهج تاريخي فني، حيث يتناول بالبحث الشعر وأدواته التي لا يجود إلا بها، ويتحدث عن الشعر الجيد وغير الجيد، وعن القريحة والعقل، وعن اللفظ والمعنى وضرورة التلاؤم بينهما، وعن الطبع والتكلف، وعن الوزن الشعري وضرورة تلاؤمه مع الغرض، وعن القافية وأثرها في الإيقاع الشعري، وعن مراحل الخلق الشعري من تهيؤ للعمل، واختيار للصورة، والصياغة، والتهذيب.
ويتحدث عن المعاني المشتركة، وعن الوحدة في الشعر، ويتحدث عن طريقة العرب في التشبيه، وعن المثل الأخلاقية عندهم وبناء المدح والهجاء عليها، كما يتحدث عن سننهم وتقاليدهم، وهو بذلك يمزج بين المنهج الفني والمنهج التاريخي.
وقد يجنح إلى المنهج النفسي في بحثه، حين يتحدث عن أثر الشعر الجيد الذي تلاءمت معانيه مع مبانيه في تقبُّله بقبول حسن، وفي اجتلابه لمحبة السامع له والناظر إليه بعقله، وأن هذه الأشعار التي على هذا الطراز تستدعي عشق المتأمل في محاسنها. كما نلاحظ أثر هذا المنهج في حديثه عن المطالع -مطالع القصائد- وأثرها في النفس، وختام هذه القصائد أيضًا.
إذًا: يمكن أن يكون المؤلف مزج بين هذه المناهج الثلاثة في كتابه: المنهج الفني، والمنهج التاريخي، والمنهج النفسي.
وأما أهم الموضوعات والقضايا التي استعرضها ابن طباطبا في كتابه (عيار الشعر)؛ فإنه تحدث عن الشعر وأدواته التي لا يجود إلا بها، وتحدث عن ثقافة الشاعر، وعن كيفية نظم الشعر، ومراحل هذا النظم؛ إذ يذكر أن الخلق الفني يمر بأربع مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الفكرة والتهيؤ لها والانفعال بها؛ إذ تتوتر الأعصاب، وتتحفز النوازع متجهة إلى العمل.
المرحلة الثانية: اختيار الصورة الشعرية التي يبلور فيها الشاعر فكرته، فيختار الألفاظ المناسبة، والوزن الملائم، والقافية التي توائم الفكرة.
المرحلة الثالثة: هي مرحلة الصياغة، وهو يراها في صياغة المعاني دون ترتيب، أو وفاق بينها في بيت أو أبيات متفرقة، فكل بيت أو مجموعة أبيات تكون لوحة فكرية معينة أو جزئية من جزئيات القصيدة، على غير وفاق وترتيب.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة التثقيف والتهذيب، وتتمثل في النظر في الأبيات التي نظمها وجمعها، وإجالة النظر فيها بالتهذيب والحذف، والتعديل والصقل، ثم إعداد بيت أو أبيات تجمع بينها، ثم إذا انتهى منها وفّق بين الأبيات وناسب، ونسق وأعطى من ذوقه، وذاته، وشعوره، وإحساسه ما يكون لُحْمة ونسبًا، وارتباطًا واتفاقًا، وتآخيًا وتآلفًا بين الأبيات، في وحدة نفسية وتناسق؛ حتى تصير كالعقد النظيم يخرج من تحت يدي الصائغ الماهر.
ويوصي بالمرحلة الأخيرة وصاية خاصة ويطلب العناية بها، فيقول: “فينبغي للشاعر في عصرنا ألا يظهر شعره، إلا بعد ثقته بجودته وحسنه، وسلامته من العيوب”.
ويتحدث ابن طباطبا عن الألفاظ والمعاني في الشعر، وعن خصائص شعر المولّدين، والمزايا التي استفادوها ممن تقدمهم، وكيف لطفوا في تناولها، وتكثروا بإبداعها، فسلمت لهم عند ادِّعائها.
ويتحدث عن الصدق في الشعر، ويذكر أن الصدق كان السبب في تفوق الشعر الجاهلي والإسلامي، ويذكر أن الشعر في عصره حُرِم الحقائق والصدق؛ فنقص بذلك نقصًا كان سببًا في قلة إجادته.
ويتحدث عن طريقة العرب في التشبيه، وأن العرب أودعت أشعارها من الأوصاف والتشبيهات والحِكَم ما أحاطت به معرفتها، وأدركه عيانها، ومرت به تجاربها.
وتحدث كذلك عن المثل الأخلاقية عند العرب وبناء المدح والهجاء عليها، فيقول: “وأما ما وجدته في أخلاقها وتمدحت به ومدحت به سواها، وذمت من كان على ضد حاله فيه، فخلال مشهورة كثيرة؛ منها في الخَلْق: الجمال والبسطة، وفي الخُلُق: السماح، والعفة، والشجاعة، والحلم، والحزم، وأضداد هذه الخلال: البخل، والجبن، والطيش، والجهل؛ فاستعملت العرب هذه الخلال وأضدادها، ووصفت بها في حالي المدح والهجاء مع وصف ما يُستعد به لها ويُتهيأ لاستعماله فيها، وشعبت منها فنونًا من القول، وضروبًا من الأمثال، وصنوفًا من التشبيهات”، ثم يذكر أن عيار الشعر وعلة حسن قبول الفهم له، أن تكون معانيه مفهومة واضحة مقبولة، وموافقته للحال، أي: العاطفة بما فيها من صدق وثراء، وصدق العبارة، أي: أثر العاطفة في ناحية الأداء والتعبير.
ويتحدث عن ضروب التشبيهات، وكيف تزيد الصورة حركة وهيئة ولونًا، ومن التشبيهات: تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة، أو صورة ولونًا، أو حركة وهيئة، أو معنًى لا صورة أو حركة، وبطئًا وسرعة، أو لونًا، أو صوتًا، ثم يذكر أدوات التشبيه ووظائفها، وما تصلح له كل أداة منها، وما تقع فيه فيحسن موقعها.
ويتحدث عن الابتداءات الحسنة وما تحدثه في ذهن السامع من لذة ومتعة، ويتحدث عن التعريض الذي ينوب عن التصريح، والاختصار الذي ينوب عن الإطالة، وكل هذه من الأساليب التي يحتاج الشاعر إلى معرفتها، وإدراك أثرها.
ويقسم ابن طباطبا الشعر إلى عدة أقسام؛ فهو من حيث المعنى يقسمه إلى قسمين:
القسم الأول: شعر زاد فيه العقل على القريحة والشاعرية، وهو يسمي هذا النوع بالشعر الذي أغرق قائلوه في معانيه، وقد مثّل لهذا النوع بشعر كثير منه قول النابغة الجعدي:
بلغنا السماء نجدة وتكرمًا | * | وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرًا |
وكقول زهير:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم | * | قوم بأولهم، أو مجدهم قعدوا |
وقول النابغة:
وإنك كالليل الذي هو مدركي | * | وإن خلت أن المنتأى عنك واسع |
ويقول ابن طباطبا في بيت النابغة: وإنما قال: كالليل الذي هو مدركي، ولم يقل: كالصبح؛ لأنه وصفه في حال سخطه فشبهه بالليل وهوله، فهي كلمة جامعة لمعانٍ كثيرة، ومثله أيضًا قول الفرزدق:
لقد خفت حتى لو أرى الموت مقبلًا | * | ليأخذني، والموت يُكره زائره |
لكان من الحجّاج أهون روعة | * | إذا هو أغفى، وهْو سامٍ نواظره |
ثم يقول معلقًا: “فانظر إلى لطفه في قوله: إذا هو أغفى؛ ليكون أشد مبالغة في الوصف إذا وصفه عند إغفاله بالموت، فما ظنك به ناظرًا ومتأملًا يقظًا، ثم نزهه عن الإغفاء فقال: وهو سام نواظره”، وهكذا يتدخل ابن طباطبا بالتعليق على الشواهد التي يأتي بها شارحًا، ومفسرًا ومعللًا لما يراه.
القسم الثاني من حيث المعنى: شعر زادت فيه القريحة على العقل، وقد مثَّل له بأشعار كثيرة؛ منها قول كثير:
ألا ليتنا يا عزَّ من غير ريبة | * | بعيران نرعى في الخلاء ونعذب |
كلانا به عُرّ فمن يرنا يقل | * | على حسنها: جرباء تُعدي وأجرب |
نكون لذي مال كثير مغفل | * | فلا هو يرعانا، ولا نحن نطلب |
إذا ما وردنا مَنْهَلًا صاح أهله | * | علينا، فلا ننفك نُرْمَى ونضرب |
وددت -وبيت الله- أنكِ بَكْرة | * | هِجَان، وأني مصعب ثم نهرب |
فقالت له عزة: لقد أردت بي الشقاء الطويل، ومن المنية ما هو أوطأ من هذه الحال.
ويقسم ابن طباطبا الشعر تقسيمًا آخر من حيث الأسلوب، فيجعله على ثلاثة أقسام:
شعر تفاوت نسجه، وشعر رديء النسج، وشعر محكم النسج، ومثل للقسم الأول الذي تفاوت نسجه بأشعار أيضًا، منها قول الفرزدق:
وما مثله في الناس إلا مملَّكًا | * | أبو أمه حي أبوه يقاربه |
وقال: “فهذا هو الكلام الغثُّ المستكره الغلق، فلا تجعلن هذا حجة، وليجتنب ما أشبهه”.
وأما القسم الثاني الرديء النسج، فقال عنه: “ومن الأبيات المستكرهة الألفاظ، القلقة القوافي، الرديئة النسج، فليست تسلم من عيب يلحقها في حشوها، أو قوافيها، أو ألفاظها، أو معانيها قول أبي العيال الهذلي:
ذكرت أخي فعاودني | * | صداع الرأس، والوصب |
فذكر الرأس مع الصداع فضل، يعني: زيادة، وكقول الشاعر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند | * | وهند أتى من دونها النأي والبعد |
فقوله البعد مع ذكر النأي فضل، يعني: زيادة”.
وأما القسم الثالث وهو الشعر المحكم النسج، فابن طباطبا يرى ميزته وجودته إنما تظهران في القافية، ووقوعها الموقع الجميل الذي يجعلها مطمئنة غير قلقة، ومثل لهذا القسم بقول زهير:
وأعلم علم اليوم والأمس قبله | * | ولكنني عن علم ما في غد عمِ |
فقوله: عمِ، واقعة موقعًا حسنًا، وكقول الشاعر:
وكأس شربت على لذة | * | وأخرى تداويت منها بها |
لكي يعلم الناس أني امرؤ | * | أتيت الفتوة من بابها |
فقوله: منها، بها لطيفة حسنة الموقع.
ويقسم ابن طباطبا الشعر تقسيمًا آخر من حيث العاطفة، وتقسيما رابعًا من حيث اللفظ والمعنى، فيذكر أن الشعر من حيث اللفظ والمعنى ينقسم إلى:
القسم الأول: شعر حسن اللفظ واهي المعنى، ويمثل له بأشعار منها قول الشاعر:
ولما قضينا من منى كل حاجة | * | ومسح بالأركان من هو ماسح |
وشُدت على دُهْم المطايا رحالنا | * | ولا ينظر الغادي الذي هو رائح |
وهذه رواية، وهناك رواية أخرى تقول:
وشدت على حُدْب المهاري رحالنا | * | ولم ينظر الغادي الذي هو رائح |
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا | * | وسالت بأعناق المَطِيّ الأباطح |
ويعلق على هذه الأبيات فيقول: “فهو مستوفًى على قدر مراد الشاعر”.
القسم الثاني باعتبار اللفظ والمعنى: شعر صحيح المعنى رثُّ الصياغة، يقول عن هذا القسم: “ومن الحِكَم العجيبة والمعاني الصحيحة الرثة الكسوة، قول القائل:
نراع إذا الجنائز قابلتنا | * | ونلهو حين تمضي ذاهبات |
كروعة ثُلّة لمُغَار ذئب | * | فلما غاب عادت راتعات |
وكقول الآخر:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه | * | يحور رمادًا، بعد إذ هو ساطع |
وما المال والأهلون إلا ودائع | * | ولا بد يوما أن تُرد الودائع” |
القسم الثالث: شعر معناه بارع ومعرضه حسن، ويمثل له بقول مسلم بن الوليد:
وإني وإسماعيل بعد فراقه | * | كالغمد يوم الروع، ذايله النصل |
فإن أغش قومًا بعده، أو أزرهم | * | فكالوحش يدنيها من الإنس المحل |
وبعد أن يذكر أنواع الشعر وِأقسامه من حيث المعاني والأساليب والعاطفة، ومن حيث اللفظ والمعنى يتحدث عن نوع آخر من الشعر، وهو الشعر القاصر عن الغايات فيقول: “ومن الأبيات التي قصر فيها أصحابها عن الغايات التي جروا إليها، ولم يسدوا الخلل الواقع فيها معنى ولفظًا قول امرئ القيس:
فللساق ألهوب وللسوط درة | * | وللزجر منه وقع أخرج مهذب |
وكقول المسيب بن علس:
وقد أتناسى الهم عند احتضاره | * | بناجٍ عليه الصيعرية مكدم” |
ويأتي بأمثلة أخرى على هذا النوع من الشعر.
ويتحدث بعد ذلك ابن طباطبا عن المعاني المشتركة، أو ما يسمى بالسرقات الشعرية، ثم عن القافية، ويذكر أن القافية تنقسم سبعة أقسام؛ لأنها إما أن تكون على فاعل مثل: كاتب وحاسب وضارب، أو على فِعَال مثل: كتاب، أو على مَفْعَل مثل: مكتب، أو على فَعِيل مثل: حبيب، أو على فَعَل كذهب وحسب، أو على فَعْل مثل: ضرب وقلب، أو على فُعَيل مثل كليب ونصيب، وعلى هذا حتى نأتي على الحروف الثمانية والعشرين، فمنها ما يُطلق ومنها ما يقيد، ثم يضاف كل بناء منها إلى هائه المذكر أو المؤنث، فيقول: مركبه أو مركبها، أو حبيبه أو حبيبها، أو ذهبه أو ذهبها… إلى آخر ما ذكر، فهذه حدود القوافي التي لم يذكرها أحد ممن تقدم، هكذا يقول عن القوافي، ويذكر أنه هو السابق في هذا التقسيم.
كما تحدث ابن طباطبا في كتابه هذا عن الوحدة الفنية الناتجة عن الملاءمة بين معاني الشعر ومبانيه، والملاءمة بين الأساليب، فلا يخلط بين أسلوب حضري وأسلوب بدوي.
وهذا الكتاب بما تضمنه من القضايا والآراء، وبمنهجه الذي سار عليه صاحبه؛ كان إضافة مهمة في تاريخ النقد الأدبي، وكان له أثر كبير فيمن جاء من النقاد بعد ابن طباطبا.