كتاب (المعجم الصغير) للطبراني
أما المعجم الصغير للطبراني فرتبه الشيخ الطبراني على أسماء مشايخه، رتب مشايخه على حروف المعجم كما فعل في (المعجم الأوسط)، والفرق بين الأوسط والأصغر قلة الأحاديث، ففي (المعجم الصغير) لا يذكر إلا حديثًا واحدًا عن كل شيخ من شيوخه، ثم رتبهم بعد ذلك كلهم ترتيبًا معجميًا.
الحديث الأول: قال: باب الألف، أي: من اسمه أحمد من مشايخ الإمام الطبراني.
قال الطبراني: “حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي أبو عبد الله بمدينة جبلة، سنة تسع وسبعين ومائتين، حدثنا جنادة بن مروان الأزدي الحمصي، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة؛ سألته ألا يسلط على أمتي عدوًا من غيرهم فأعطانيها، وسألته ألا يقتل أمتي بالسنة فأعطانيها -أي: بالفقر- وسألته ألا يلبسهم شيعًا فأبَى علي))”.
الحديث الثاني: يقول الطبراني: “حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ((أنتَ ومالُك لأبيك))”.
الحديث رقم 3 يقول الطبراني: “حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي أبو عبد الله، حدثني أبي، عن أبيه، عن ثور بن يزيد، عن عمرو بن قيس الملائي، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم علم رجلًا أن يقول إذا أخذ مضجعه -يعني إذا ذهب إلى النوم- علمه أن يقول: ((اللهم وجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، وأسلمت نفسي إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مات من ليلته، غفر له))”.
الحديث الرابع: عن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي الدمشقي، بدمشق سنة تسع وسبعين ومائتين، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا السَّلط بن عبد الرحمن الزبيدي، عن سفيان الثوري، عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران بن حصين أن عياض بن حمار المجاشعي ثم النهشلي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا قبل أن يسلم فقال: ((إني أكره زبدَ المشركين)) يعني لم يقبله منه النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الخامس: عن أحمد بن مسعود المقدسي، روى عنه الطبراني بسنده عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمتي أمة مرحومة، جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين رجلًا من أهل الأديان، فكان فداءه من النار)).
وهكذا يمضي الإمام الطبراني في رواية حديث واحد عن كل من اسمه أحمد من مشايخه، حتى يصل إلى حرف الباء، فيقول: “باب الباء من اسمه بشر” فيأتي بحديث عن كل شيخ من مشايخه اسمه بشر، وإليك مثالًا، يقول الطبراني: “حدثنا بشر بن موسى إلى أن يصل إلى نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد، حتى ذكر سهام الخير، وما يُجزى ذلك يوم القيامة إلا بقدر عقله))”.
عن بشر آخر يقول: “حدثنا بشر بن موسى الغَزِّي بسنده عن جَنْدَرة بن خَيْشَة الليثي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها، فرب حامل علم إلى من هو أعلم منه. ثلاث لا يُغل عليهن القلب: إخلاص العمل لله، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة))”.
ثم لم يترك كل من اسمه بشر، ينتقل إلى من اسمه بشران، فيقول الطبراني: “حدثنا بَشْرَان بن عبد الملك الموصلي، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا ثابت بن يزيد أبو زيد، عن الحسن بن أبي جعفر ومحمد بن أبي زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحَوِّل الله رأسَه رأس حمار))”.
ثم بعد ذلك يذكر من اسمه بكر، ثم من اسمه بهلول، ثم من اسمه بجين، ثم من اسمه بانوبه، وهكذا حتى ينتهي من حرف الباء، ثم حرف الثاء، وهكذا إلى أن ينتهي إلى حروف المعجم.
بعض النماذج من مشايخه الذين بدءوا بحرف الياء:
يقول: “من اسمه يونس: حدثنا يونس بن محمد أبو جعفر الرازي قاضي البصرة، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أيوب أبو العلاء، عن عبد الله بن شبرمة القاضي، عن قَمِيم امرأة مسروق، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المستحاضة، والمستحاضة هي المرأة التي لا ينقطع دمها، يقول صلى الله عليه وسلم في شأنها: ((تدع الصلاة أيام أقرائها -يعني: تقدر الأيام التي يأتي في مثلها الدم- ثم تغتسل مرة ثم تتوضأ إلى مثل أيام أقرائها، فإذا رأت صفرة انتضحت وتوضأت وصلت))”.
ثم بعد ذلك يقول: “من اسمه يُسر. يقول: حدثنا يسر بن أنس البزار البغدادي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن روح بن القاسم، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وقلب وحَوَّل رداءه، فجعل أعلاه أسفله))”.
ذكر بعد ذلك أناسًا لم يقف على أسمائهم، ثم ذكر بعد ذلك ما سمع منه من النساء، وبدأ بفاطمة بنت إسحاق بن وهب العلاف، روى عنها بسنده حتى وصل إلى أبي هريرة. قال: ((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض القوم: كيف لنا يا رسول الله أن ندعو بمثل ما دعوت به، وأن نستعيذ كما استعذت؟ فقال: قولوا: اللهم إنا نسألك بما سألك محمد عبدك ورسولك، ونستعيذك مما استعاذك منه محمد عبدك ورسولك)) والله أعلم.