كتاب (المنتخب من معجم الشيوخ)
وبعد الكلام على (الجعديات) أنتقل إلى كتاب كان من المفروض أن يكون قبل (الجعديات) إذ هو في المعاجم.
أقول في كلمات بسيطة وقصيرة: هناك كتاب ومؤلف عظيم اسمه (المنتخب من معجم الشيوخ). هذا الكتاب للإمام الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني التميمي، المتوفى سنة 512 هجرية.
وفيه مرويات لشيوخه ورتبهم على حروف المعجم، لكنه لا يأتي إلا برواية واحدة لبعض شيوخه وليس لكل شيوخه، فالمهم عنده الترجمة لشيوخه وبيان مكانتهم وبيان منزلتهم، فمن كانت له رواية ذكرها، ومن لم تكن له رواية يكتفي بالترجمة لشيخه وبيان حاله.
وإليك مثالًا من هذا الكتاب يقول في صفحة 131: “شيخ آخر -أي: من مشايخه- هو أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل بن أحمد، يعرف ببشاشة المؤذن من أهل نيسابور يقال لها: كُولو، كان شيخًا مستورًا صالحًا، سمعت قطعة من أمالي أبي الحسن علي بن أحمد المديني المؤذن وأبي سعيد القشيري عنهم”.
الحديث الذي جاء بطريقة ذلك الشيخ يقول: “أخبرنا أبو عبد الله المقرئ الفولوج بقراءتي عليه، حدثنا أبو سعيد عبد الواحد بن الكريم بن هوازن القشيري إملاءً، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الزاهد البلخي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن عمرو، عن محمد بن علي، عن جابر رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل))”.
ثم يقول: “شيخ آخر هو أبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد عبد الحميد بن محمد الجِيزاباري العطار الصيدلاني، ويقال له: أبو عبد الله من أهل نيسابور”. ثم لا يذكر رواية لذلك الشيخ، وهكذا إذا كان من مشايخه من له رواية ذكرها، ومن لم تكن له رواية يذكر ما قيل فيه من جرح أو تعديل، والله أعلم.