Top
Image Alt

كثرة المنافقين في غزوة بني المصطلق، وسعيهم في الفتنة

  /  كثرة المنافقين في غزوة بني المصطلق، وسعيهم في الفتنة

كثرة المنافقين في غزوة بني المصطلق، وسعيهم في الفتنة

كثر المنافقون في هذه الغزوة، فقد خرج معهم شيخهم ورأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقد استغل موقفًا عارضًا بين رجلين: أحدهما من الأنصار، وآخر كان أجيرًا لعمر بن الخطاب من بني غفار يقال له جهجاه بن مسعود، فازدحم الرجلان على الماء، فكسع -كما يقولون- جهجاه هذا الأنصاري برجله، فنادى: يا للأنصار، ثم نادى جهجاه بقوله: يا للمهاجرين، وهنا سمع النبي صلى الله عليه  وسلم ذلك، فقال: “دعوها فإنها منتنه”، أي: دعوى الجاهلية، النداء لتأليب الناس على بعضهم.

ولما سمع عبد الله بن أبي بن سلول هذه المناداة، فاستغلها ليحدث فتنة بين المسلمين، وقد أساء القول عن الرسول صلى الله عليه  وسلم، وكان قريبًا من عبد الله بن أبي بن سلول غلام من المسلمين، هو زيد بن أرقم الذي مشى إلى النبي صلى الله عليه  وسلم يخبره بكلام عبد الله بن أبي بن سلول، ولما سمع عمر بن الخطاب  رضي الله  عنه ذلك قال: يا رسول الله، مُر به عباد بن بشر فليقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه  وسلم: “يا عمر فكيف إذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه؟ لا، ولكن آذن بالرحيل”.

وهنا مشى عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه  وسلم حين بلغه مقالة زيد للنبي صلى الله عليه  وسلم وأنه بلغ الرسول ما سمع منه، فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به، وكان هذا الرجل شريفًا عظيمًا في قومه، فقال مَنْ حضر رسول الله صلى الله عليه  وسلم من الأنصار: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل، يحرصون بذلك على أمر ابن سلول لأن ما نقله زيد كان عظيمًا في أمر النبي صلى الله عليه  وسلم.

error: النص محمي !!