كُتب الزّوائد
أولًا: التّعريف بكُتب الزّوائد:
هي الكُتب أو المُصنَّفات التي تُعنى بجمْع زوائد كُتب مُعيَّنة، كالمسانيد والمعاجم، على كُتب مخصوصة مِن أمّهات كُتب الحديث، كالكُتب السِّتّة، و(مسند أحمد)، و(صحيح ابن حِبّان)، وغيرها…
ثانيًا: أهمِّيّة كتب الزوائد، وفوائدها:
- إنّ هذه الكتب تُكوّن موسوعة حدِيثيَّة إذا ضُمّ بعضُها إلى بعض.
- إنّ هذه الزوائد تُفيد في معرفة المُتَابَعات والشواهد، والوقوف على طُرُق بعض الأحاديث التي لولا كُتب الزوائد لمَا تمكّنّا مِن معرفتها، إما لضَياع أصولِها، أو لصُعوبة الوصول إليها.
ثالثًا: مَن هو صاحب فكرة الزوائد؟
يُعتبر الحافظ زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، المتوفى سنة (806هـ)، هو صاحب فِكرة جمْعِ الزوائد، ومبتكِرُها، وإن كان لم يؤلِّف في ذلك شيئًا، لكنه أشار بذلك على تلاميذه الثلاثة الذين تكوَّنت منهم -ومن أقرانهم- المدرسةُ الحديثيَّة في أواخِر القرن الثامن ومَطْلع القرن التاسع، وهم:
- الحافظ أبو بكر نور الدِّين الهيثمي (ت 807هـ).
- الحافظ شهاب الدِّين أبو العباس البُوصيري (ت 840هـ).
- الحافظ أبو الفضل شِهاب الدِّين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ).
ويُعتبر الحافظ الهيثمي أسبقَ الثلاثة إلى التصنيف في هذا الفنّ بإشارة شيخه العراقي، وقد بدأ بـ(زوائد مسند الإمام أحمد)، ثم أبي يعْلى، فالبزَّار، ثم “معاجم الطبراني الثلاثة” جميعها على الكتب السِّتّة المشهورة.
رابعًا: مِن أهم المؤلّفات في الزوائد:
- 1. (غاية المَقْصد في زوائد المُسند) –(مُسند الإمام أحمد)-، للهيثمي.
- 2. (كشفِ الأستَار عن زوائد البزار)، للهيثمي، طُبع في أربع مجلدات.
- 3. (المَقْصد العليّ في زوائد أبي يعلى الموصليّ)، للهيثمي، طُبع الجزء الأوّل منه.
- 4. (البدر المنير على زوائد المعجم الكبير) للطبراني، للهيثمي يحقّق في جامعة أمّ القرى.
- 5. (مجمَع البحرين في زوائد المعجميْن -الصغير والأوسط- للطبراني)، تأليف الهيثمي أيضًا.
وهذه المراد بها: الزوائد على ما في الكتب السّتّة.
ثم جمّع الهيثمي -بإشارة من شيخه العراقي أيضًا- زوائد هذه الكتب السّتّة -المسانيد والمعاجم- في كتاب واحد محذوف الأسانيد سماه:
- 6. (مَجْمع الزوائد ومنبع الفوائد)، وهو مطبوع في عشرة أجزاء.
- 7. (موارِد الظمآن إلى زوائد ابن حِبّان)، للهيثمي، مطبوع في مجلّد واحد.
- 8. (بُغية الباحِث عن زوائد مسند الحارث) للهيثمي، حُقِّق جزء منه في الجامعة الإسلامية بالمدينة.
- 9. (المَطَالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية) للحافظ ابن حجر، طُبع في أربع مجلّدات.
10.(زوائد البزار على الكُتب السِّتّة ومسند أحمد)، تأليف الحافظ ابن حجر.
11. (إتحاف الخِيَرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة) للحافظ البوصيري (ت840هـ).
12.(مِصْباح الزُّجاجة في زوائد ابن ماجه على الخمسة)، للبوصيري أيضًا.
خامسًا: مُوَازنة بين ثلاثة كتب مِن أهمِّ كُتب الزوائد:
الأول: (مَجْمع الزوائد ومنبع الفوائد) للهيثمي (ت 807هـ):
- جمَع فيه زوائد ستّة كُتب -هي: (مسند أحمد)، والبزار، وأبي يعلى، و”معاجم الطبراني” الثلاثة- على الكتب السّتّة المعروفة.
- حذَف المؤلِّف الأسانيد اختصارًا، لئلا يطُول الكتاب.
- رتَّبه -رحمه الله- على الأبواب ترتيبًا جديدًا، بدأهُ بكِتاب الإيمان وختَمه بصفة الجَنّة.
- يشرحُ الغريب الوارد في المُتون أحيانًا.
- يتكلّم على الأحاديث بما يقتضيه حالُها صحّة وضعفًا. وقد بيَّن منهجه في ذلك في المُقدّمة، فقال: “وما تكلّمتُ عليه من الحديث من تصحِيح أو تضعِيف، وكان مِن صحابي واحد، ثم ذكرْتُ له متنًا بنحوِه، فإنّني اكتفيتُ بالكلام عَقِب الحديث الأول، إلاّ أنْ يكون المتن الثاني أصحَّ من الأول. وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيرُه، فالكلام على رجالِه -يعني: أحمد- إلاّ أن يكون إسناد غيره أصحّ.
وإذا كان للحديث إسناد واحد صحيح، اكتَفَيتُ به من غيرِ نظَر إلى بقِية الأسانيد وإن كانت ضعيفة. ومَن كان مِن مشايخ الطَبراني في (الميزان) للذهبي، نبَّهت على ضعفه، ومن لم يكن في (الميزان) ألحقْتُه بالثقات الذين بعده”.
الثاني: (المَطَالب العَالية بزوائِد المسانيد الثمانية) للحافظ ابن حجر:
- وهذه هي:
1. (مُسند الطَّياليسي) (ت 204هـ).
2. (مُسند أبي بكر الحُمَيدي) (ت 219هـ).
3. (مُسند ابن أبي عمر العَدَني) (ت 243هـ).
4. (مُسند عبد بن حُمَيد الكشي) (ت 249هـ).
5. (مُسند مسدَّد بن مسرهد) (ت 228هـ).
6. (مُسند أحمد بن مَنَيع البَغَوي) (ت 244هـ).
7. (مُسند أبي بكر بن أبي شَيْبة) (ت 235هـ).
8. (مُسند الحارث بن أبي أسامة) (ت 282هـ).
ب.جَمَع فيه الحافظ ما زاد من الأحاديث في هذه المسانيد على ما في الأمّهات و(مُسند أحمد).
جـ.رتَّبه على الكُتبِ والأبوابِ الفِقهية، كما فَعَل الهيثمي في: (مجْمع الزوائد).
د.يَذْكر الأحاديث بأسانيدها من أصحابها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ز.يَحْكم المؤلِّف على الأحاديث أو على أسانيدها أحيانًا.
س.يَشْرح الكلمات الغريبة أحيانًا.
قد يُصحِّح غلطًا أو وهْمًا في الأسانيد، حَصل بسبب النُسَّاخ.
ع.إنه ضمّ إلى الكتب السِّتّة (مسند الإمام أحمد)، فَلْم يُخَرِّج ما فيه.
ق. ذكَر المؤلِّف -رحمه الله- شَرْطَه في مقدّمة كتابه فقال: “وشَرْطي فيه: ذِكْر كلِّ حديث ورَدَ عن صحابي لم يُخرجه أصحاب الأصولِ السَّبعة مِن حديثه ولو أخرجوه أو بعضهم من حديث غيره، مع التنبيه عليه أحيانًا”.
الثالث: كتاب (إتْحَافُ الخِيرة المَهرة بزوائِد المَسانيد العشرة) للحافظ البُوصيري:
- المَسانيد التي اشتمل على زوائِدها هذا الكتاب هي: المسَانيد الثمانية المذكورة في (المَطَالب العَالية) للحافظ ابن حجر، مُضافًا إليها:
- 1. (مُسند إسحاق بن راهويه).
- 2. (مُسند أبي يعلى المَوصِلي الكبير).
ب.رتّبّه المؤلِّف -رحمه الله- على الكُتب والأبْواب، وترتيبه أقرب إلى ترتيب الهيثمي مِن ترتيب الحافظ ابن حجر.
جـ.َذكر الأحاديث مُسْندة، كما صَنَع الحافظ ابن حجر.
د.يتكلّم على الأحاديث وأسانيدها بما يَقتضيه حالُها مِن صِحّة أو ضعْف أو وَصْل أو انقِطاع، وذلك غالبًا.
ز.إذا كان في الأسانيد مُدَلِّس أو مُخْتلط أو ضَعِيف، بيَّنَه غالبًا.
س.يُكْثر من التخْريج مِن الكُتب السِّتّة التي ذكرها في مقدّمته غير المسانيد العشرة، ومن غيرها أيضًا؛ وهذه المَيزة امتَاز بها كِتابُه عن سابقِيه.
ق.يُكْثر مِن شرح الغَريب.
ل. اقتصر على ذِكْر زوائد المسانيد العشرة على الكتب السِّتّة دون (مُسند أحمد).
م.يَظهَر من بعض النُّصوص: أنَّه ألّف كتابه بعد تأليف الحافظ لكتاب: (المَطَالب العَالية)، إذ كثيرًا ما يُحِيل عليه، والله أعلم.