Top
Image Alt

ما عرف من الكتب الإلهية من القرآن الكريم, والدليل عليه

  /  ما عرف من الكتب الإلهية من القرآن الكريم, والدليل عليه

ما عرف من الكتب الإلهية من القرآن الكريم, والدليل عليه

إن الإيمان بالكتب المنزلة على المرسلين واجب، فنؤمن بما سمى الله تعالى منها في كتابه من التوراة والإنجيل والزبور، ونؤمن بأن لله تعالى سوى ذلك كتبًا أنزلها على أنبيائه، لا يُعرف أسماؤها وعددها، ولا يعرف ذلك إلا الله تعالى، فما أعلمنا الله به تفصيلًا كالكتب التي ذكرها في كتابه العزيز، وهي: صُحف إبراهيمعليه السلام وتوراة موسى عليه السلام وزبور داود عليه السلام وإنجيل عيسى عليه السلام، وكان خاتم هذه الكتب هو القرآن الكريم، المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

لكن نُلاحظ أنه قد يكون المنزل وحيًا يُلقى إلى الرسل أو الأنبياء، وليس بكتاب، وذلك كالوحي المنزل إلى إسماعيل وإلى إسحاق وإلى يعقوب وإلى الأسباط، وكذلك ما أوحي به إلى نبينا صلى الله عليه وسلم من غير القرآن الكريم.

وفي هذا يقول الحسن البصري رضي الله عنه: “أنزل الله مائة وأربعة كتب، أودع علومها أربعة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان -أي: القرآن- ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان” أي: القرآن الكريم.

ما الدليل على نزول هذه الكتب المنزلة على هؤلاء المرسلين؟

الدليل من القرآن الكريم ورد تفصيلًا في قوله تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلَىَ مُكْثٍ وَنَزّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} [الإسراء: 106] فهذا دليل تفصيلي على نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد.

ثم ما ورد في قوله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء: 163] فهذا دليل تفصيلي على نزول الزبور على داود عليه السلام، ثم ما ورد في التوراة ونزولها على سيدنا موسى في قوله تعالى: {إِنّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي} [الأعراف: 144], وقوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145], وقوله: {إِنّآ أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى} [المائدة: 44]؛ فهذا دليل على نزول التوراة على موسىعليه السلام.

أما ما يأتي من الآية الأخرى في قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىَ}(36) {وَإِبْرَاهِيمَ الّذِي وَفّىَ} [النجم: 36، 37], وقوله: {إِنّ هَـَذَا لَفِي الصّحُفِ الاُولَىَ}(18) {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ} [الأعلى: 18، 19]؛ فهذا يدل على أن هناك صحفًا أنزلها الله على إبراهيم, وقوله تعالى: {نَزّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ}(3) {مِن قَبْلُ هُدًى لّلنّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران: 3، 4] هذا دليل على نزول الإنجيل على عيسى عليه السلام. ثم ننتقل إلى نص قرآني، وهو أن هذه الكتب قد ورد بالتفصيل فيها هذه الآيات البينة، وأن من الكتب الأخرى ما ورد ونزل، ولكن لم يكن فيه تفصيل في القرآن الكريم؛ وبناء عليه يجب أن نؤمن بأن لله تعالى سوى ذلك كتبًا أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الله تعالى؛ قال تعالى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ} [النساء: 136].

error: النص محمي !!