Top
Image Alt

مبادئ علم أصول الفقه

  /  مبادئ علم أصول الفقه

مبادئ علم أصول الفقه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه  وسلم، ثم أما بعد:

تعريف: “أصول الفقه”، باعتباره مركّبًا:

أصول الفقه مركّب من جزءيْن؛ مضاف: “أصول”، ومضاف إليه: “الفقه”.

الأصول لغة: جمع أصْل، والأصْل في اللغة: أسفل الشيء وأساسه.

الأصول اصطلاحًا: لها عدّة معانٍ، منها:

  1. الرّاجح.
  2. القاعدة المستمرّة.
  3. الدّليل.
  4. المَقيس عليه.
  5. المستصحب.

والمراد بالأصل في قولنا: أصول الفقه: الدّليل.

الفقه لغة: الفهم، والإدراك، والعلم، والفطنة.

الفقه اصطلاحًا: العِلْم بالأحكام الشرعية الفرعيّة، المكتسبُ مِن أدلّتها التّفصيليّة.

تعريف أصول الفقه باعتباره لقبًا على هذا الفنّ: هو معرفة دلائل الفقه إجمالًا، وكيفيّة الاستفادة منها، وحال المستفيد.

موضوع أصول الفقه: الأدلّة الشرعيّة الكلّيّة الإجماليّة، مِن حيث ما يَثبت بها مِن أحكام.

أمّا ما يوجد في هذا الفنّ مِن مباحث تتعلّق بالأحكام والاجتهاد والتقليد، فذلك من لواحق هذا العلْم ومكمِّلاته.

فائدة دراسة أصول الفقه:

لدراسة أصول الفقه فوائد عظيمة؛ منها:

  • التّوصّل إلى معرفة الأحكام الشّرعية العمليّة، أو الظّنّ بها باستنباطها مِن أدلّتها التفصيلية، ومعرفة كيفيّة استخراجها، وكيفيّة اقتباس الأحكام مِن الأدلّة.
  • معرفة أحكام الوقائع، والنّوازل المستجدّة، وإعطاؤها الحُكم الصّحيح.
  • معرفة أصول الفقه تُظهر لنا مقاصد الشارع، ممّا يؤكد لنا كمال الشريعة، وصلاحيتها لكل زمان ومكان.
  • علْم أصول الفقه أهمّ علْم مِن العلوم الخادمة للكتاب والسّنّة، يحتاجه المجتهد.
  • نتعرّف من خلال هذا العلْم على مناهج العلماء، ومسالكهم في الاجتهاد، ومآخذهم في الأحكام، مما يبيّن لنا أنّ أحكامهم لم تكن عن هوى. كذلك نتعرّف مِن خلال ذلك على أسباب اختلافهم.
  • علْم أصول الفقه يمكّن مجتهدي المذهب مِن معرفة الحُكم في المسائل التي لم يَرِد فيها نصّ عن الأئمة المجتهدين، بطريق التخريج والاستنتاج مِن قواعدهم.
  • استعمال القواعد الأصوليّة ليس خاصًّا بالفقه، بل يشمل سائر العلوم.

نسبة أصول الفقه، وفضله، وواضعه، واسمه، واستمداده:

نسبته: هو علْم دينيّ كلّي؛ لأنه راجع إلى كلّيّات الشريعة.

فضله: مستمدّ من قوله صلى الله عليه  وسلم: صلى الله عليه  وسلمصلى الله عليه  وسلممَن يُرِدْ بِه اللهُ خيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين))، مع ما سبق مِن ذِكْر فوائده، بالإضافة لدخوله تحت النّصوص الواردة في فضْل العِلْم.

واضعه: فهو الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ -رحمه الله.

وكلّ دعوى تُناقض ذلك، فهي خالية عن الدّليل الذي يؤيِّدها.

اسمه: فهو: أصول الفقه، ويُسمَّى: أصول الأحكام، كذلك: عِلْم الأصول.

استمداده: فقد ذكر علماء أصول الفقه أنّه مستمدّ مِن ثلاثة علوم:

  1. علْم الكلام “علْم التوحيد”.
  2. علْم اللّغة العربية.
  3. علْم الأحكام الشّرعيّة مِن حيث تصوّرها.

وقد استدلّ علماء أصول الفقه على استمداده مِن هذه العلوم بالاستقراء.

والحقيقة أنّ أصول الفقه مستمدّ مِن:

  1. الكتاب.
  2. السّنّة.
  3. الإجماع.
  4. علْم مصطلح الحديث.
  5. علْم أصول التّفسير، بالإضافة لما سبق.

حُكم تعلّمه: فرض كفاية، أما بالنسبة للمجتهد فهو فرض عيْن عليه.

مسائله: فالمقصود بمسائل كلّ عِلْم: مَطالبِه الجُزئيّة التي يُطلب إثباتها فيه.

وقد قسّم الإمام الغزالي صلى الله عليه  وسلمت 505هـ) مسائل أصول الفقه إلى أربعة أقسام:

  1. الثمرة، وهي: الأحكام.
  2. المُثمِر، وهو: الأدلّة.
  3. طرق الاستثمار، وهي: وجوه دلالات الأدلّة على الأحكام.
  4. المستثمِر، وهو: المجتهد، ويُقابله: المقلِّد.
error: النص محمي !!