Top
Image Alt

مساحة الخندق وموقعه وعمل المسلمين الشاق لحفره

  /  مساحة الخندق وموقعه وعمل المسلمين الشاق لحفره

مساحة الخندق وموقعه وعمل المسلمين الشاق لحفره

شرع المسلمون في حفر الخندق، وكان طوله نحو من خمسة آلاف ذراع، وعرضه تسعة أذرع، وعمقه من سبعة أذرع إلى عشرة.

ولقد تراوحت مدة الحفر ما بين ست أيام وأربعة وعشرين يومًا -على خلاف فيما ذكره الرواة، وكتّاب السيرة.

وقد شارك المسلمون جميعهم في الحفر، لا فرق بين غني وفقير، وأسوتهم في كل ذلك رسول الله صلى الله عليه  وسلم الذي كان يحمل التراب حتى وارى التراب جلده الشريف، ويذكر أنسٌ بن مالك أن النبي صلى الله عليه  وسلم كان يحفر بيده الشريفة، ويحمل التراب على ظهره حتى إن الغبار علا ظهره وعكنه صلى الله عليه  وسلم.

وهنا نشير إلى أن النبي صلى الله عليه  وسلم ترك للغلمان دورًا في المساهمة في أعمال الحفر، ولكن لما اشتد الأمر، وأصبح المشركون على مقربة من المدينة، فإنه صلى الله عليه  وسلم أمر من لم يبلغ مبلغ القتال أن يرجع إلى أهله.

وقد أجاز النبي صلى الله عليه  وسلم يوم الخندق عبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وأبا سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وكانوا في الخامسة عشرة عامًا.

أما المنافقون فقد أبطؤوا في العمل، ويتعللون بالعلل الواهية حتى لا يكون لهم دور في هذا العمل الذي سوف يحمي المدينة، وكان صلى الله عليه  وسلم يأذن لهم؛ لأنه يعلم أنهم ليس فيهم خير يُرجى في أمثال هذه الشدائد.

وبعد انتهاء المسلمين من حفر الخندق والاستعداد للأمر، نزل النبي صلى الله عليه  وسلم  أمام سلع فجعله خلف ظهره، والخندق أمامه، وكان عسكره صلى الله عليه  وسلم فيما هنالك، وضربت له قبةٌ من أدمٍ كانت على المسجد الأعلى الذي بأصل الجبل -جبل الأحزاب. وكان المسلمون نحوًا من ثلاثة آلاف. وكان لواء المهاجرين مع زيد بن حارثة، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة، واستعد المسلمون لهذا اللقاء، بعد أن أحكمت حلقة الدفاع عن المدينة

error: النص محمي !!