وفي أوله المطبوع ما يروى عن أبي قلابة وزرارة وجابر بن زيد وأبي العالية عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ثم روى بسنده عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار, عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار, عن أبي هريرة أنه قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في طائفة من أصحابه قال: ((لما فرغ الله تعالى من خلق السموات والأرض؛ خلق الصورَ فأعطاه إسرافيل…)) حديث طويل جدًّا، رواه في مسنده قال: أخبرنا عبدة بن سليمان الرواسي, قال: حدثنا إسماعيل بن رافع المدني عن محمد بن يزيد بن أبي زياد به… الحديث.

وقد قال أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن رافع: ضعيف الحديث، وقال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء, ضعيف. وقال عمرو بن علي الفلاس: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدّثَا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط، قال يحيى: وقد رأيته.

ثم سأل ابن أبي حاتم أباه عن إسماعيل بن رافع فقال: هو أبو رافع الضعيف القاص، وقال: هو منكر الحديث. ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الفلسطيني قال أبو حاتم: مجهول، وقال البخاري: روى عنه إسماعيل بن رافع -أي: حديث الصور- ولم يصح، وقال الخلال: سئل أحمد عن حديثه فقال: رجاله لا يُعرفون، وقال ابن حبان: لست أعتمد على إسناد خبره، وقال الأزدي: ليس بالقائم؛ في إسناده نظر، وقال الدارقطني: إسناده لا يثبت، ومحمد وأيوب والراوي عنه مجهولون، وهذا في حديث آخر غير الحديث الذي معنا.

وإسحاق بن راهويه هو أبو يعقوب الحنظلي, نزيل نيسابور طاف البلاد، وروى عن ابن عيينة وابن علية، قال إبراهيم بن أبي طالب: أملى (المسند) كله من حفظه مرة وقرأه من حفظه مرة، قال ابن حبان: كان إسحاق من سادات أهل زمانه فقهًا وعلمًا وحفظًا، وصنف الكتب، وفرَّع على السنن، وذب عنها وقمع من خالفها.

أما ابن أبي شيبة فقد سبق التعريف به وهو صاحب المصنف، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.