مسند الإمام الشافعي
الإمام الشافعي: هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع، الشافعي القرشي المكي نزيل مصر، الإمام الجليل صاحب المذهب المشهور، وهو أحد المذاهب الأربعة، ولد في سنة خمسين ومائة، وتوفي في سنة أربع ومائتين.
قال عنه الإمام الذهبي: “الإمام عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، صنف المصنفات التي تشهد بإمامته وفضله؛ منها: كتاب (الأم)، و(الرسالة)، وكتاب (السنن المأثورة)، و(اختلاف الحديث)، و(المسند) إلى غير ذلك”.
أما عن (المسند) المنسوب إلى الإمام الشافعي: ليس من تصنيف الإمام الشافعي، وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها، ووقعت من مسموعات أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم النيسابوري، المتوفى في سنة ست وأربعين وثلاثمائة، عن الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم، المؤذن المصري، المتوفى في سنة سبعين ومائتين، وهو صاحب الإمام الشافعي، وراوية كتبه من كتاب (الأم) و(المبسوط) للشافعي، إلا أربعة أحاديث رواها الربيع عن البُوَيْطِي، صاحب الشافعي عن الشافعي.
التقط هذه الأحاديث بعض النيسابوريين، وهو أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد العدل النيسابوري الحافظ، مِن شيوخ الحاكم، وقد جمعها الأصم لنفسه، فسمى ذلك (مسند الشافعي) ولم يرتبه، فلذا وقع التكرار فيه في غير موضعه.
قال الحافظ ابن حجر: “إن الشافعي لم يعمل هذا (المسند)، وإنما التقطه بعض النيسابوريين من (الأم) وغيرها من مسموعات أبي العباس الأصم، التي كان انفرد بروايتها عن الربيع، وبقي من حديث الشافعي شيء كثير لم يقع في هذا (المسند)، ولم يرتب الذي جمع حديث الشافعي أحاديثه المذكورة، لا على المسانيد ولا على الأبواب، وهو قصور شديد، فإنه اكتفى بالتقاطها من كتب (الأم) وغيرها كيفما اتفق؛ ولذلك وقع فيها تكرار في كثير من المواضع”.