Top
Image Alt

مشروعية الهبة

  /  مشروعية الهبة

مشروعية الهبة

الهبة مشروعة بالكتاب، وبالسنة، وبالإجماع:

أما الكتاب فبقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}  [المائدة: 2] والهبة بر, وقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}  [البقرة: 177] الآية, والمقصود بالمال الذي يؤتى على حبه هنا هو الهبة والصدقة, وقوله تعالى: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ}  [النساء: 4] فأباح الأكل، ووصفه بوصف حميد إذا وهبته الزوجة لزوجها بطيب نفس منها.

وأما السنة فقد ثبتت مشروعية الهبة منها، بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو أهدي إليّ ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كُراع لأجبت)) والذراع معروف، وهو ساق الحيوان. والكراع -بضم الكاف: ما فوق ظلف الحيوان وتحت الساق.

وأيضًا يستدل على مشروعية الهبة من السنة, بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تهادوا تحابوا)), وبما أخرجه البخاري من قولها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية, ويثيب عليها”.

وقد حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كما روت كتب السنة قَبِل هدية “المقوقس” عظيم القبط في مصر، وتسرى من جملة هذه الهدية بمارية القبطية رضي الله عنها وولد له منها إبراهيم. وقبل هدية النجاشي وتصرف فيها، وهاداه أيضًا. وأنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة.

وأما الإجماع على مشروعية الهبة, فقد انعقد على استحباب الهبة والحث عليها؛ لأنها تذهب الشحناء -العداوة- كما أنها طريق للتآلف بين القلوب، وهذا أمر محبوب شرعًا.

error: النص محمي !!