Top
Image Alt

معايير مناهج أطفال ما قبل المدرسة

  /  معايير مناهج أطفال ما قبل المدرسة

معايير مناهج أطفال ما قبل المدرسة

وتجدر الإشارة إلى أن هناك معايير لمناهج الأطفال فيما قبل المدرسة، فالقائمين على مناهج أطفال ما قبل المدرسة لا بد أن يراعوا فيها عدة معايير، من بين هذه المعايير: تلبية ميول واحتياجات الطفل، ولذا فإن علينا أن نفرق بين الأطفال في تلك المرحلة وفق الظروف والمحددات والعوامل النفسية والاجتماعية وغيرها من العوامل، ونقدم لكل فئة منها ما يتناسب مع ميولهم واحتياجاتهم.

كما أن على القائمين على إعداد المناهج أيضًا في هذه المرحلة أن ينظروا وفق الواقع العالمي والمحلي إلى ما أرشدت عنه الأدبيات والبحوث والدراسات حول الاحتياجات الفعلية والميول الواقعية للأطفال في تلك المرحلة، ثم يقومون بتضمين ذلك في تلك المناهج.

والمعيار الثاني من معايير إعداد مناهج الطفل فيما قبل المدرسة أنه يستمد هذا المنهج: مفرداته، ومحتواه، ومكوناته، ومفاهيمه من البيئة المحيطة بالطفل، ومعنى ذلك أن يكون المنهج ملموسًا ومحسوسًا وواقعيًّا ومعروفًا ومألوفًا ومرتبطًا بالمعرفة المسبقة أو السابقة والخلفية المعرفية للطفل، فلا يتضمن المنهج أشياء لا يعرف الطفل شيئًا عنها أو يتضمن أشياء هي أكبر من مستواه أو مفاهيمًا فيفهمها الطفل بطريقة خاطئة؛ فتكون لديه مفهومًا خاطئًا، ويخلو المنهج من الأشياء المألوفة له؛ فيتجاهلها الطفل بذلك أو يشعر أنها غير ذات قيمة أو أهمية.

لذا يجب أن يُستمد المنهج من البيئة والواقع والحياة المحيطة بالطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، ولأن الفروق الفردية أمر واقعي ومسلم به بين المتعلمين الكبار، وبين الموهوبين، وبين العاديين، فإنها أيضًا موجودة بين الأطفال، ولأن الطفل يريد أن يتعلم وفق قدراته واستعداداته؛ لذا ينبغي على القائمين على إعداد المناهج أن يوجهوا من يقوم بتنفيذ هذه المناهج، ويضمنوا المناهج أيضًا طرقًا وإستراتيجيات وأساليب تتيح لكل طفل الوقت الكافي لتعلمه، لأنه لا يمكن بحال أن نلزم طفلًا في مرحلة ما قبل المدرسة بأن يتعلم موضوعًا معينًا أو يفهم شيئًا ما في وقت محدد؛ لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يفعل ذلك.

ينبغي أيضًا على مناهج أطفال ما قبل المدرسة والقائمين عليها أن يتوفر فيها معيار آخر، وهو معيار التوازن بين المواضيع العلمية والمواضيع الأكاديمية، فلا تطغى أحد الموضوعات العلمية على الأكاديمية، ولا الأكاديمية على العلمية، وإنما ينبغي التوازن بينهما حتى يمكن أن نصنف هذه المعلومات، وهذه المواضيع بالتساوي في عقل الطفل وذاكرته، بحيث لا يميل الطفل إلى أحدهما لأنها أكثر بالنسبة له، أو لأنها تُقدم له بصورة كبيرة ويهمل الأخرى، ولذا ينبغي على المناهج أن تراعي التوازن بين كلا النوعين من الموضوعات العلمية والأكاديمية.

ومن معايير مناهج أطفال ما قبل المدرسة أيضًا أن تضع في الاعتبار مستوى ذكاء الطفل، وأن تهتم بتنشيط وتنمية هذا الذكاء حتى يستفيد الطفل منه لاحقًا.

كذلك فإن من معايير هذه المناهج التوازن بين جوانب النمو المختلفة المعرفي واللغوي والجسمي الرياضي، فيجب في هذه المناهج -على وجه التحديد- أن تهتم بتحقيق نمو متكافئ ومتساو ومتوازن بين هذه الجوانب الثلاثة من جوانب النمو لدى الطفل، وهي: الجانب المعرفي، واللغوي، والجانب الجسمي الرياضي.

ينبغي أيضًا في هذه المناهج بناء معايير خاصة بالعلاقات الاجتماعية بين الأطفال مع بعضهم البعض، وكيفية تعامل الطفل مع أقرانه وزملائه في تلك المرحلة، ووضع قصص وأمور وروايات بطريقة مشوقة ومثيرة للطفل، ومواقف تعليمية داخل المنهج الذي يقدم لأطفال ما قبل المدرسة بكيفية التعامل وبناء العلاقات والصداقات بين الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة؛ مما يتيح لهؤلاء الأطفال التكيف الاجتماعي معًا.

من معايير هذه المناهج أيضًا، وهي مناهج أطفال ما قبل المدرسة: ضرورة الاستفادة من خبرات ومعارف الأطفال، ومنحهم المجال للتعبير عنها، بحيث يمكن أن تشتق بعض مفردات ومحتويات هذه المناهج، ومضامينها من خبرات ومعارف الأطفال، وبذلك فإن الطفل سرعان ما يندمج مع هذا المنهج الذي يشعر أن له رأيًا في صناعته وإعداده وتخطيطه وتنفيذه، كما أن الطفل يشعر أن هذا المنهج معبر بحق عما يجول بنفسه ويحدث في ذاته.

وينبغي أن يُمنح الأطفال المجال للتعبير الكامل والتام عما يريدون أن يتعلموه، وعن خبراتهم وقدراتهم، وما اكتسبوه أثناء التعلم، وما يريدون اكتسابه حتى يراعي المنهج ذلك أثناء إعداده لاحقًا.

أخيرًا، فإن من معايير مناهج الأطفال، ومن معايير إعداد مناهج أطفال ما قبل المدرسة: ضرورة الربط بين محتوى المنهج، وما يشتمل عليه من موضوعات وأمور وقضايا ومفاهيم ومعلومات، ضرورة الربط بين هذا المحتوى بأكمله وحاجات المجتمع الذي يعيش به الطفل.

error: النص محمي !!