Top
Image Alt

(معجم الطبراني)

  /  (معجم الطبراني)

(معجم الطبراني)

وقد ألف الطبراني معجمه الكبير على نظام المسانيد، لكنه سماه معجمًا؛ لأنه رتب الصحابة على حروف المعجم، فكل كتاب رُتب فيه الرواة على حروف المعجم صحابةً أو شيوخًا للراوي يسمى معجمًا.

ومعاجم الطبراني الثلاثة أيضًا من المؤلفات في الحديث على نظام المعاجم، فمعجمه الكبير جمع فيه أسماء وتراجمَ ما انتهى إليه عن الصحابة ممن رَوَى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, أو ممن لم يرو عنه وورد ذكره في الصحابة كمن استشهد في الغزوات، أو مات قديمًا، أو لم يروِ الحديث؛ اعتمادًا على غيره من الصحابة الذين رووا مثل ما عنده الحديث.

ورتب أسماء الصحابة على حروف المعجم: “أ، ب، ت، ث” وبدأ بالعشرة المبشرين بالجنة لفضلهم، وقَسَّم الأسماء التي تندرج تحت حرف واحد، يبدأ به كل اسم منها إلى أقسام، يشمل كل قسم منها اسمًا يبدأ بهذا الحرف، فيقول -مثلًا-: حرف الألف، ثم يقول: من اسمه أحمد، ثم يذكر بعده من يبدأ بهذا الاسم، فرتب الرواة في داخل الاسم الواحد على ترتيب القبائل غالبًا، قال: حرف الزاي، من اسمه زيد: زيد بن الخطاب بن نفيل، ثم زيد بن حارثة الكلبي، ثم زيد بن بولى -مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– ثم زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري، ثم زيد بن ثابت الأنصاري، ثم زيد بن الحارث الأنصاري.

بعد أن انتهى من الأسماء ذكر الكنى، مَن عُرف بأبي فلان، أو بأخي فلان، ولم يراعِ في ترتيب كنى الرجال حروف المعجم في الحرف الأول من اسم المكني به، بل أوردها بغير ترتيب؛ فقدم أبا خالد على أبي أحمد، وقدم أبا أحمد على أبي نعيم.

بعد أن انتهى من الرجال بدأ بذكر أسماء الصحابيات على ترتيب أسماء الرجال، وقدم بنات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه على سائر النساء، واقتصر في أسماء النساء على من روت الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-, وذكر في كُنى النساء من لهن صحبة راوياتٍ أو لا، مع أنه اقتصر في أسمائهن -كما قلنا- على الراويات، ولم يراعِ ترتيب كنى النساء على حروف المكني به أو بها كما فعل في كنى الرجال، ولم يذكر في الكنى إلا مَن لم يعرف له أو لها اسم، أما من اشتهر بكنية وعرف اسمه كأبي سعيد الخدري، وأبي أمامة الباهلي، فذكره في الأسماء، وختم النساء بذكر مَن لم يسمين، أي: لا يعرف لها اسم ولا كنية كأخت فلان أو خالة فلان، وأخرج لكل صحابي ممن روى الحديث حديثًا أو أكثر بحسب كثرة روايته وقِلتها، ولم يخرج أحاديث أبي هريرة في (المعجم الكبير)؛ لأنه أفرد لها تأليفًا مستقلًّا، وإذا كثرت أحاديث الصحابي رتب أحاديثه بحسب الرواة عنه، ورتب الرواة بحسب الطبقة، فيقدِّم الصحابة الذين رووا عن الصحابي المترجم له، ثم يورد التابعين ويراعي في ترتيب كلٍّ القبائل غالبًا.

ومنهجه في إيراد أحاديث الراوي وترجمته: أنه يذكر اسم الصحابي وكنيته وبلده وما يعرف به، ثم يسرد الأحاديث التي تتعلق بالراوي كجزء من ترجمته بالأسانيد من روايته أو من رواية غيره، بشرط أن يتعلق المتن به، أو يعرف ببعض جوانبه، ثم يبدأ في سرد ما أسنده من الحديث قليلًا كان أو كثيرًا بغير ترتيب، وإذا لم يكن الصحابي من الرواة اكتفى بسرد اسمه وما يعرفه به، ومما ينبه عليه أن الصحابة أو الصحابيات ممن لم يرد لهم أو لهن رواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لم يذكر منهم في (المعجم الكبير) إلا أقل القليل.

وفي (المعجم الأوسط) أحاديث تفرد بها الراوي غالبًا وفيه علل كثيرة، وقد كان يقول عنه: هذا المعجم فيه روحي؛ لأنه تعب في استخراج هذه الأحاديث التي فيها تفرد وفيها علل وهو كبير، وفي (المعجم الصغير) الذي رتبه على أسماء شيوخه كـ(المعجم الأوسط) اكتفى بذكر حديث واحد لكل شيخ من شيوخه، وكلاهما مطبوع، ويعرف بمشايخ الطبراني، وبما انتقاه من أحاديثهم التي تحتاج إلى دراسة، أو تحتاج إلى بيان ما فيها من علة بسبب التفرد.

error: النص محمي !!