Top
Image Alt

مفهوم التعليم والتعلم والتدريس

  /  مفهوم التعليم والتعلم والتدريس

مفهوم التعليم والتعلم والتدريس

فالتعليم والتعلم يتم عن طريق عدد من الأنشطة والعمليات والإجراءات، ويعد التدريس من بين الأساليب، ومن بين العمليات والإجراءات، التي تستخدم لإحداث عملية التعليم وعملية التعلم، وطريقة التدريس هي جملة من الإجراءات والأنشطة والمهام، التي يتم اختيارها لدراسة محتوى المادة الدراسية، كما أنها تشمل كيفية استخدام تلك الأنشطة، وكيفية قيام المعلم بالمهام المنوطة به، وإجراءات تحقيق الأهداف حسب طبيعة المادة، وموضوع الدرس، وأهداف الدرس، وبيئة التعلم.

ويمكن القول أن مفهوم التدريس، يختلف في دول عن دول أخرى، وفقا للفلسفة التربوية التي يتم بها تنظيم المناهج الدراسية، في كل دولة على حدة، والتي غالبا ما ينظر إليها من اتجاهين، أحدهما يطلق عليه: الاتجاه التقليدي، والآخر يطلق عليه: الاتجاه التقدمي، وفي ضوء الاتجاه التقليدي، ينظر إلى التدريس على أنه مجرد عطاء، أو إعطاء معلومات وإكساب معارف للتلميذ أو المتعلم، أما الاتجاه التقدمي: فقد أصبحت النظرة من خلاله إلى التدريس، على أنه كل الجهود المبذولة من المعلم، من أجل مساعدة التلاميذ على النمو المتكامل، وفق ظروف واستعدادات وقدرات وخصائص المتعلمين أو التلاميذ. ولعل المتتبع للأدبيات والبحوث، ونتائج الدراسات ذات الصلة بالمجال، يلحظ أن هناك اهتماما كبيرا من التربويين، بالنظر إلى عملية التدريس، كعملية أو نسق يتكون من الأنشطة التي يقوم بها المعلم والتلاميذ، من أجل مساعدة التلاميذ على تحقيق أهداف محددة، ويمكن حصر اتجاهات تحديد معنى التدريس، فيما يلي:

يمكن القول أن التدريس عملية نقل المعلومات من المعلم للتلاميذ، أو أن التدريس إحداث أو تيسير التعلم، أو أن التدريس نشاط دينامي ذات عناصر ثلاثة: هي المعلم، والمتعلم، والمنهج. كذلك يمكن القول: أن التدريس أحداث تتم في شروط معينة، بين عناصر التدريس الثلاثة: المعلم، والتلميذ، والمادة. أو أن التدريس عملية اتصال إنساني، كما أن التدريس نشاط علمي، كما أنه أيضًا منظومة من العلاقات والتفاعلات الديناميةلعدد من العناصر والمكونات. كذلك فإن التدريس عملية صنع القرار، وهو مهنة يمارسها من يقومون بتعليم التلاميذ، في المراحل التعليمية المختلفة، كما أن التدريس مجال معرفي منظم، وعملية تشكيل مقصودة لبيئة الفرد، بصورة تمكنه من القيام بسلوك محمود وفق شروط محددة، وبذلك، تتعدد تعريفات التدريس، وفق نظرياتها وفلسفاتها وأطرها الفكرية. كما أن هناك تعريفات عديدة للتدريس، يمكن انتقاء التعريف التالي من بينها: فن مساعدة الغير على أن يتعلم، مع ما يتضمنه ذلك من إمداد بالمعلومات والمواقف والظروف والفاعليات المصممة، من أجل تيسير عملية التعلم.

ومعنى كون التدريس مساعدة الغير على التعلم: أنه تنبيه، وإلهام، وإثارة للنشاط الذاتي للمتعلم وخبرته، بطريقة تساهم أو تسهم في تحقيق النمو المطلوب، والتجويد المنشود في مخرجات السلوك والتصرف، ويتضمن التدريس القدرة على اختبار، وتنظيم، وتقديم وسائل التعلم وخبراته، وفق تعليمات وإرشادات واضحة من خلال مواد تعليمية، ثم قياس النتائج والمخرجات النهائية، وتشخيص الصعوبات والأخذ بالاحتياجات العلاجية، وفي إطار ذلك كله تحدث عملية التعلم، في إطار بيئة تعليمية، يسودها جو من التفاعل والتكامل والتبادل بين المعلم والتلميذ، هكذا ينبغي أن يكون التعلم، وأن يكون التدريس.

و فالتعليم: instruction والتدريس: teaching والتعلم: learning. يختلط الأمر في كثير من الأحيان على الطلاب والمعلمين، حول تلك المصطلحات، خاصة وأن معظم الكتابات في هذا المجال، تخلط بين المصطلحات أو تعمم أحيانًا أخرى بينها، فمصطلح التعليم: instruction يعد مفهوما أعم وأشمل وأوسع وأكبر من مصطلح التدريس: teaching، من حيث كونه قد يكون مقصودا أو غير مقصود، وقد يقوم به المعلم وقد يتم في المدرسة أو غير المدرسة، وقد يتم من خلال أهداف محددة أو غير محددة.

ولذا؛ يمكن القول أن التعليم، هو عملية مقصودة أو غير مقصودة، مخططة أو غير مخططة، تتم داخل المدرسة أو غير المدرسة، أي خارج المدرسة كالواجب المنزلي أو بيئة التعلم الخارجية، وتتم هذه العملية في زمن محدد أو غير محدد، ويقوم بها المعلم أو غير المعلم، فالإنسان قد يتعلم في بيئة خارج بيئة الفصل الدراسي، ومن معلم غير المعلم الذي يعلمه، وذلك بقصد مساعدة الفرد على التعلم، واكتساب الخبرات المناسبة.

فالتدريس هو أمر يختلف ويتشابه مع مفهوم التعليم، ولذا فهناك فروق بين مفهومي التعليم والتدريس، وتكمن في أن السلوك المراد تعليمه مقصودا أو غير مقصود، وكذلك تكمن في كيفية حدوث السلوك، وتكمن أيضًا في التحكم في بنية التعلم، وبيئة التعلم داخل المدرسة أو خارج المدرسة، كما تكمن في الشخص القائم بعملية التعليم أو التدريس، سواء أكان معلما أو غير معلم، وتكمن في الخبرة المقصودة في تعليمها وتدريسها، كذلك فإن مصطلح التعلم كما تناولته البحوث النفسية، في مجال علم النفس التعليمي والتربوي، يقصد به: تعبير مستمر نسبي في السلوك أو الخبرة، ينجم عن النشاط الذاتي للفرد، وليس نتيجة للنضج الطبيعي، أو الظروف العارضة، أو أنه مفهوم فرضي يستدل عليه، من خلال نتائج عملية التعلم، والأداء التحصيلي للتلاميذ، أو هو مجموعة من التغيرات السلوكية، التي تظهر في سلوك المتعلمين، بعد مرورهم بخبرة معينة، ويستدل عليه من خلال قياس آدائهم، وكذلك قياس تحصيلهم، وكذلك معرفة ميولهم ووجدانهم، في ضوء الخبرات التي مروا بها.

ويلاحظ على مفهوم التعلم مجموعة من الاعتبارات، هي: أن إدارة العملية التعليمية، التي تجري داخل الفصل الدراسي، تؤثر بدرجة كبيرة في حدوث التعلم، كما يلاحظ أيضا: أن تعديل أو تغيير السلوك خلال عملية التعلم، لا يتم بشكل عفوي، وإنما يتم التخطيط له بشكل مدروس، ويتم تنفيذه وفق إجراءات متتابعة ومنظمة ومحددة، كما أن التعلم واسع في مداه وأغراضه، كما أن التعلم أيضًا يؤثر في البيئة الثقافية المحيطة بشكل كبير، وأن التغيرات السلوكية التي تظهر في سلوك التلاميذ الأكاديمي التحصيلي أو المهاري، لا تمثل سوى جزء من التعلم، الذي يحدث في واقع الأمر، كما أن كثيرا من التعلم قد يحدث بدون تخطيط مسبق، وبدون مشاركة المعلم أو قصده، وهذا التعلم غير المقصود الذي يقع في داخل الصف أو خارجه، يؤثر في النواحي الاجتماعية للمتعلم.

كما أن التعلم يحدث في كل الأوقات، سواء كان موجها أم غير موجه، وأن التعلم نسبي، وأن بعض التغيرات السلوكية في الأداء، قد ترجع بالدرجة الأولى لعمليات النضج والنمو المعرفي، كما أن التعلم الجديد للخبرات الجديدة، يؤثر على التعلم السابق والخبرات السابقة. والتعلم الرسمي في المدرسة، أو غير الرسمي كواقع الحياة، يتصف بأنماط معقدة جدا من العلاقات بين المثيرات والاستجابات، ولا يمكن لمتابع لعملية التعليم والتعلم، أن يصف نواتج التعلم في فئة محددة، كما قد يفهم البعض، أهداف معرفية ونفس حركية ووجدانية. وهناك ثلاثة أصناف من التعلم، وهي: التعلم الأساسي؛ وهو الشيء المباشر الذي يتعلمه الطفل من درس معين وما يحققه من أهداف.

و الصنف الثاني: هو التعلم بتداعي المعاني؛ وهو ما يتعلمه التلميذ، نتيجة الربط بين الخبرة الجديدة والخبرات السابقة، وهذا النوع من التعلم، هو تكوين الاتجاهات، والمثل، والأحكام الشخصية والأفكار العامة، والتي توجه عملية الدرس، ويتم ذلك من خلال تداعي المعاني، وربط التعلم بالمعاني والخبرات السابقة لدى التلميذ، فما اكتسبه التلميذ من مفردات، ومهارات، ومفاهيم، ترتبط بما سبق تعلمه، تؤثر بالطبع في عملية التعلم. و الصنف الثالث: وهو التعلم الملازم؛ وهو ما يكتسبه التلميذ، من خلال مروره بخبرة التعلم المحدد، من أفكار، أو مهارات، أو قيم، أو اتجاهات إيجابية وسلبية، قد يوحيها إليه الدرس أو المعلم، وهو ما يطلق عليه المنهجيون اسم: المنهج الخفي، أو المنهج غير المعلن.

error: النص محمي !!